البوصلة – أيام قليلة وينتهي عام 2021، بعد أحداث رياضية مثيرة للغاية على مدار 12 شهرًا بمختلف الملاعب.ومن المفارقات أن هناك قاسمًا مشتركًا في أحداث 2021، وهو دموع أغرقت ساحات كرة القدم، والألعاب الأخرى، إذ بكى الكثير من النجوم على مدار العام، لكن لن ينسى أحد دموع ليونيل ميسي أثناء الفرحة بأول تتويج له مع منتخب الأرجنتين بعد الفوز على البرازيل في نهائي بطولة “كوبا أميركا”.
ولم تمر سوى أسابيع قليلة حتى بكى (ليو) مجددًا، ولكن هذه المرة في المؤتمر الصحفي لإعلان رحيله عن نادي برشلونة الإسباني بعد فشل إدارة النادي في تجديد عقده بسبب مشاكل مالية.وفي نهاية الموسم الماضي، بكى لويس سواريز في أرض الملعب، حيث انهمرت دموع فرحته بتتويج فريقه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني بعد استغناء إدارة برشلونة عنه بشكل مهين.
وبقي برشلونة منبعًا لدموع النجوم، وهذه المرة، بكى سيرجيو أجويرو في المؤتمر الصحفي لإعلان اعتزاله كرة القدم تأثرًا بمشاكل في القلب تعرض لها، وأنهت مسيرته مع الفريق الكتالوني قبل أن تبدأ.
وبعيدًا عن الساحرة المستديرة كسب البطل القطري معتز برشم احترام العالم باقتراحه اقتسام الميدالية الذهبية لمنافسات الوثب العالي في أولمبياد طوكيو مع منافسه الإيطالي جيانماركو تامبيري، ووافق الحكم على مبادرة “برشم”، ليقفز تامبيري فرحًا، واحتضن النجم القطري، وانطلق في المضمار يحتفل بعلم بلاده، والدموع تنهمر من عينيه فرحًا بهذا الإنجاز الذي تحقق بعد إصابة البطل الإيطالي بكسر بالغ، كاد يهدد مسيرته.
القلب الضعيففي اليوم الثاني لمنافسات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) هز نجم إنتر ميلان الإيطالي، كريستيان إريكسن، العالم بسقوطه مغشيًا عليه في مباراة الدنمارك وفنلندا بسبب أزمة قلبية، أنهت مسيرة إريكسن سريعًا في البطولة، وبعد أشهر قليلة، أجبرت إدارة النادي الإيطالي على فسخ التعاقد مع اللاعب الدنماركي.
ولم تقتصر مشاكل القلب على أجويرو، وإريكسن، حيث امتدت أيضًا لواقعة بطلها اللاعب الإسباني “ريجيلون” الذي لاحظ إصابة مشجع بنوبة قلبية في المدرجات خلال مباراة فريقه توتنهام هوتسبير ضد نيوكاسل يونايتد، ليقرر حكم الساحة إيقاف اللقاء لحين إسعاف هذا المشجع.
سيطرة زرقاءوعادت جماهير كرة القدم للملاعب في 2021 لتملأ مقاعدها التي ظلت خالية في العام السابق بسبب العزل العام، ومع عودة صخب المشجعين سيطر اللون الأزرق على البطولات.
وتوجت إيطاليا بطلة لأوروبا، والأرجنتين بطلة لكوبا أميركا، كما حققت فرنسا لقب دوري الأمم الأوروبية، وعلى مستوى الأندية طغى الأزرق بدرجاته المختلفة أيضاً، حيث نال تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا، بينما حقق مانشستر سيتي لقبه الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال أربع سنوات تحت قيادة بيب جوارديولا، فيما أنهى إنتر ميلان هيمنة يوفنتوس على الدوري الإيطالي بعد تسع سنوات.لكن اللون الأزرق لم يكن طاغيًا وحده، حيث فاز أتلتيكو مدريد بأول ألقابه في دوري الدرجة الأولى الإسباني خلال تسع سنوات، وكما كان متوقعاً سيطر بايرن ميونيخ على لقب الدوري الألماني للمرة التاسعة على التوالي.
وتسبب الوباء في تأجيل بطولة أوروبا في أول نسخة تقام في 12 دولة مختلفة، لمدة عام، لكنها أقيمت أخيراً رغم كل الصعوبات وسط حضور جماهيري متفاوت، واحتاجت إيطاليا إلى ركلات الترجيح للتغلب على إنجلترا في النهائي، وسيختبر الفريقان فرصهما بكأس العالم 2022 في قطر مثل فرنسا التي هزمت إسبانيا 2-1 في نهائي دوري الأمم في ميلان.لقب كبيروتتجه الأرجنتين إلى قطر أيضاً في نوفمبر المقبل مفعمة بالثقة بعد أن أنهت صيامًا لمدة 28 عاماً عن تحقيق لقب كبير بالفوز على البرازيل في نهائي “كوبا أميركا” بإستاد ماراكانا في ريو دي جانيرو.وحقق ليونيل ميسي أخيرًا أول لقب كبير مع المنتخب الأرجنتيني، وتقاسم صدارة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف، وكان هذا عنصراً فارقاً في تعزيز رقمه القياسي بالحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة السابعة.واعتقد بيب جوارديولا مدرب ميسي السابق في برشلونة أنه سينهي أيضاً انتظاره للتتويج بدوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي، لكن تشيلسي بقيادة توماس توخيل قضى على أحلامه في النهائي.
وفاز تشيلسي بهدف نظيف في نهائي إنجليزي خالص بفضل هدف كاي هافرتس في الشوط الأول، ليكمل توخيل انتفاضة مذهلة مع النادي اللندني منذ خلافة المدرب فرانك لامبارد في شهر يناير.
واكتفى السيتي بلقب آخر في الدوري الإنجليزي بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد، وأنهى العام في وضع قوي للاحتفاظ باللقب.وتبددت آمال مدرب اليونايتد أولي جونار سولشار في الفوز بلقب حين خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام فياريال الإسباني، وأقيل المدرب النرويجي في نوفمبر رغم إضافة كريستيانو رونالدو لتشكيلته.
وأسفرت لعبة الكراسي الموسيقية للمدربين عن رحيل أنطونيو كونتي عن إنتر ميلان رغم تحقيق لقب الدوري في إيطاليا لأول مرة خلال 11 عاماً، وعاد المدرب الإيطالي إلى إنجلترا لقيادة توتنهام هوتسبير في نوفمبر.
ولم يفقد برشلونة ميسي وحسب في 2021 بعد انتقاله لباريس سان جيرمان الفرنسي بل انعكست مشاكله المالية على الملعب وأنهى العام بالفشل في اجتياز دور المجموعات ببطولة دوري الأبطال لأول مرة منذ 20 عاماً تقريباً.وتوج المنتخب الجزائري بلقب بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر مؤخرًا عقب فوزه على نظيره التونسي بهدفين نظيفين في المباراة النهائية.
صفا
