الحوارات: لهذا السبب لم يوقف التقارب مع نظام الأسد تهريب المخدرات إلى الأردن

الحوارات: لهذا السبب لم يوقف التقارب مع نظام الأسد تهريب المخدرات إلى الأردن

البوصلة – عمان

لم يكن إعلان الجيش الأردني امس الثلاثاء، إسقاط طائرتين مسيرتين قادمتين من سوريا ومحملتين بمواد مخدرة من نوع “الكرستال”، بالشيء الجديد او نادر الحدوث وهذا ما أكده وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال ندوة في مركز أبحاث “SRMG”، الاسبوع الحالي، قال فيها أن عمليات تهريب المخدرات زادت بعد الحوار الذي عقده الأردن مع حكومة النظام السوري .

وقال المحلل السياسي د. منذر الحوارات، “ان حرب المخدرات تُشنّ على الأردن وتستخدمها إيران ومليشياتها ضد الشعوب العربية، تمهيدًا لتنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة”.

واكد الحوارت في تصريحات لـ “البوصلة“، ان “الأردن دولة عصيّة على إيران وهذا الاستعصاء خلّق حالة من القلق الإيراني بأنّ مشروعها قد يكون بدون جدوى في حال لم تقم بترويض الأردن وتطويعها”.

وأشار الحوارات أن لإيران غايتين تعمل لهما من خلال عملية ضغط ممنهجة في موضوع المخدرات والأسلحة، “الغاية الأولى، هي جعل الشعب الأردني متعلقًا بالمخدرات ولا يمكن أن يتخلى عنها، والثانية، الضغط على الحكومة الأردنية بشكلٍ كبيرٍ، لأنّ المخدرات ستؤدي لتفكك وقضايا اجتماعية لم تكن بواردنا، والجميع يلحظ حجم المشاكل التي تظهر بالفترة الأخيرة” بحسب الحوارات.

وكانت المخدرات العنوان الأبرز للمباحثات التي عُقدت بين وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الإيراني حسين عبد اللهيان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السبت الماضي.

وذكر بيان الخارجية الأردنية، أن الصفدي أكد ضرورة وقف التهديدات من سوريا لأمن الأردن والمنطقة، خصوصاً خطر تهريب المخدرات، الذي سيستمر الأردن في اتخاذ كل ما يلزم من خطوات لدحره، مشيراً إلى أن بلاده عازمة على تطوير العلاقات مع إيران على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

"ملف
الصفدي: من كل (2-3) عمليات تهريب للمخدرات يضبطها الأردن، فإن واحدة تنجح فقط.

ويرى الحوارات، أن إيران تريد من الأردن أن تكون معبرها إلى الخليج، ليس فقط لبيع المخدرات، بل لأنها تريد ان تشكل ضغطًا على دول الخليج العربي، وهي الآن تحاصره من أكثر من جهة، من اليمن والعراق ومضيق هرمز، وبحر العرب، ومضيق عدن، كل هذه المناطق، وتريد أن تضيف الأردن إلى هذه القائمة التي تضغط فيها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وفق قوله.
واعتبر أنّ النظام السوري هو واحدة من أدوات النظام الإيراني في تحقيق إستراتيجيتها في المنطقة.

وكان الصفدي علق على المحادثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، “كان لدينا الحوار الصريح وتمكنا من بدء مجموعات عمل تشمل جهات إنفاذ القانون وجهات استخبارية في البلدين،…لكن الموقف على أرض الواقع كان أمامه الكثير من التحديات، فقد شهدنا زيادة في عمليات التهريب وبالتالي فإننا نقوم بما ينبغي عمله”.

وحول ذلك اكد الحوارات أنه “لا يمكن أن نعوّل على اتفاق مع النظام في دمشق دون اتفاق مسبق مع طهران، لأنّ إيران ومليشياتها هي من يسيطر على الأرض، وهي موجودة بشكلٍ مكثفٍ على الحدود الأردنية وفي سوريا، ولو أراد النظام السوري تغيير الواقع مع الدول العربية فإنّه لا يستطيع”.

وأضاف، “نظام الأسد أخذ ما يريد، وأخذ عودة الاعتراف العربي به، وحضر للجامعة العربية كمنتصر، وهذا الحضور أعطاه زخمًا سياسيًا يذهب فيه للصين، ويقيم علاقات إستراتيجية مع دول عديدة”.

وهو يستطيع اليوم الذهب لإقامة علاقة مع تركيا، ولكنّ تركيا تدرك اللعبة جيدًا وهي تحفظ الدرس، ولن تقدم على النظام في سوريا طالما لم يقدم تنازلاتٍ حقيقيةٍ.

وتوقع الحوارات أن تزداد عملية تهريب المخدرات والأسلحة بشكلٍ أكبر، ولكنّ الخبراء يقولون: إنّ عشرة بالمائة فقط هي التي يتمّ القبض عليها وليس ثلاثة تفشل وواحدة تنجح، وهذا تقدير الخبراء، بمعنى أنّ الكميات التي تضبط هي 10% من الكميات الحقيقية التي تدخل بحسب المتخصصين في التعامل مع قضايا المخدرات وتهريبها.

وقال الملك عبد الله الثاني في خطابه أمام جمعية الأمم المتحدة الأسبوع الماضي “سنحمي بلدنا من أية تهديدات مستقبلية جراء هذه الأزمة”، مضيفاً أنها “تمس أمننا الوطني”.

كما قال في “قمة الشرق الأوسط العالمية”، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ “الأردن يقاتل على الحدود للتأكد من عدم دخول المخدرات إلى البلاد”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: