الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ “البوصلة”: هكذا يجب أن تتوسع مقاطعة الاحتلال

الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ “البوصلة”: هكذا يجب أن تتوسع مقاطعة الاحتلال

عمّان – رائد صبيح

أكّد الخبير الاقتصادي حسام عايش أن مقاطعة منتجات الاحتلال الصهيوني وخدماته وإلغاء الاتفاقيات معه هي جزء مهم من المعركة المؤثرة التي يجب أن تتواصل وتتوسع، حتى تعلم “إسرائيل” ومن يساندها من دول العالم أنّ الشعوب العربية والإسلامية لها كلمة وموقف مما يجري من جرائم في غزة.

وقال عايش في تصريحاته لـ “البوصلة“: بلا شك فإنّ المواجهة مع هذا العدوّ المجرم ينبغي أن تكون مواجهة على كافة المستويات وعلى كافة التفاصيل المتعلقة بالتصدي له.

وأضاف، “لذلك فإنّ المقاطعة الاقتصادية شكلٌ من أشكال المواجهة، وإن كانت هذه المواجهة لا تغير في موازين القوى، لكنّها رسالة بأنّ الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحرة مستعدة لأخذ موقف إضافي في التعبير عن الرفض لهذا الهجوم البربري على غزة، ولهذا الموقف العالمي متمثلا في الولايات المتحدة والدول المساندة بشكلٍ أعمى لإسرائيل، لأنّها لا تريد أن ترى ما ترتكبه من جرائم”.

خطوات مهمة لتوسيع حركة المقاطعة

ولفت إلى أنّه “حتى تأخذ هذه المقاطعة دورها ومعناها، أولاً يفترض أن تكون منظمة، وثانيا: أن يكون ضمن سياسة عامة في الدول العربية والإسلامية، بحيث تكون سياساتنا الاقتصادية تبنى على إنتاج سلع وخدمات توزع فيما بيننا ويمكن أن تعوض هذه المنتجات والسلع الأوروبية إن أمكن ذلك”.

وقال عايش: إنّ الأهم من ذلك أن تقوم الحكومات بدورها، لأنّ حيز التبادل التجاري بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والأوروبية كبير، وهناك الكثير من المنتجات التي يفترض أن نجد بدائل عنها من دول أخرى، أو أن نتوقف عن استيرادها إذا لم تكن ذات أولوية في هذه الأيام.

واستدرك بالقول: في جميع الأحوال، أيضًا المقاطعة يجب أن تشمل المنتجات الإسرائيلية في الأسواق العربية، فدولة الاحتلال تصنّع وتصدر منتجات وخدمات سلعية مختلفة، والأسواق العربية مليئة بها، وأقلها أن نبدأ بمقاطعة هذه السلع كرسالة أولى.

وتابع الخبير الاقتصادي حديثه: أيضًا، علينا أن ننتبه إلى أن دولة الاحتلال صدرت 12.5 مليار دولار أسلحة، وللأسف الدول العربية اشترت بثلاثة مليارات دولار أي أنّ ربع الصادرات اشترتها الدول العربية وهذا ينبغي أن يتوقف.

وشدد على أنّ “أهم من هذا وذاك، لا بد أن ندعو البرلمانات العربية أن تعيد قوانين المقاطعات للمنتجات والخدمات الإسرائيلية، المقاطعة العربية لدولة الاحتلال كانت مؤثرة لكنّها توقفت بفعل اتفاقيات السلام مع إسرائيل وغيرها، ومن المفترض أن نعيد بالكامل النظر في هذه المقاطعة قانونيًا”، لافتا إلى “ضرورة وجوب أن تكون المقاطعة ملزمة للأفراد والحكومات والدول”.

منتجات الاحتلال مصنّعة بالدم الفلسطيني

وشدد على أنّه “آن الأوان أن يعلم العالم بأنّ أي منتج إسرائيلي أينما وجد فهو منتج مصنّع من الدم الفلسطيني، ويفترض أن نعمم هذه الفكرة، فالمقاطعة وحدها لا تكفي، وإنّما أن نروج بكل الوسائل المتاحة السوشيال ميديا، في الإعلام، في المقالات، والكتب، والفضائيات المختلفة، والاحتجاجات”.

واستدرك بالقول: بمعنى أنّ الدول التي تتعامل مع دولة الاحتلال وربما تعوض المقاطعة الاقتصادية لها، يجب أن تعلم بأن منتجات دولة الاحتلال مصنعة بدم الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين، ويفترض أن يكون هذا جزءا من منطق التفكير بالاتجاه نحو هذا النوع من المقاطعة.

وقال عايش: في جميع الأحوال، باعتقادي أنّ المقاطعة يفترض أن تكون أولاً لها رسالة، وثانيًا أن تكون ذات تأثير فيما يتعلق بالنتائج التي ستترتب عليها، وأن لا تكون مجرد فزعة أو لحظة عابرة، حتى تحدث تأثيرا يفترض أن تكون طويلة الأمد، وتشعر دولة الاحتلال ومن يساندها بأنّ هناك تحولاً حقيقيًا عربيًا في المزاج العربي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي الاستثماري.

ونوه إلى أنّنا “لا نريد استثمارات الآن، ربما تأتي من دول تساند إسرائيل، هذه الاستثمارات ستصبح سلاحًا ضدنا في مكان آخر”.

وأضاف، “لا نريد سلعًا نستوردها من هذه الدول ومن إسرائيل إذا كانت ستستخدم لاحقا في تجويعنا والضغط على مواقفنا”.

وشدد على أنّنا “لا نريد علاقات تجارية مع إسرائيل إذا ستستثمرها في بعد كما هي الحال في غزة وأن تقطع الناس الماء والكهرباء عن أهل غزة”.

وقال الخبير الاقتصادي: بمعنى أنّه آن الأوان أن تكون المقاطعة أشمل من مجرد مقاطعة سلع وخدمات لتشمل تغييرًا في المنظومة الاقتصادية التجارية الاستثمارية  علاقات التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل ومع دول أخرى إذا أمكن لنا أن نجد البدائل، أو أن تكون لدينا خطة طويلة الأمد لإنتاج البدائل في أسواقنا العربية والإسلامية أو مع الدول التي تدعم الحق العربي.

وختم عايش تصريحاته برسالة للعالم العربي والإسلامي: يفترض أن نتعلم من الدروس الكثيرة التي مررنا بها، وعلاقاتنا بهذه الدول تحولنا في كثير من الأحيان إلى رهائن لها، عندما  تريد أن تفرض علينا سياساتها، أو تفرض تغييرا في وقائع التاريخ أو الجغرافيا في فلسطين أو في العالم العربي.

يذكر أنّ حملات المقاطعة بدأت بالتفاعل الواسع محليًا ودوليا مع حرب الاحتلال على غزة، لمقاطعة جميع المؤسسات والمطاعم والمنتجات الصهيونية أو الجهات التي تعلن دعمها لدولة الاحتلال.

كما تفاعل الأردنيون مع دعوات حملة المقاطعة الأردنية لإطفاء الأنوار لمدة ساعة مساء أمس الثلاثاء وذلك تعبيرا عن الرفض لاتفاقية الغاز والكهرباء مقابل الماء، ودعما لصمود الشعب الفلسطيني في غزة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: