“الدروع البشرية”… حينما يحتمي جنود الاحتلال بالمدنيين الفلسطينيين

“الدروع البشرية”… حينما يحتمي جنود الاحتلال بالمدنيين الفلسطينيين

لا يستطيع الفلسطيني زهير إسماعيل، أن ينسى ما حدث معه عندما استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي “درعا بشريا”، قبل أكثر من عشرين سنة، خلال عدوانها على البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

في ذلك الحادث أجبره جنود الاحتلال الإسرائيلي بعد تكبيل يديه على السير أمامهم في أزقة وحارات نابلس القديمة، حتى يتلقى عنهم الرصاص أو تنفجر به أي عبوة زرعها المقاومون في طريق قوات الاحتلال.

يقول إسماعيل لـ “قدس برس” إنه “عندما شاهدت كيف حوّل الاحتلال الإسرائيلي شابين من قطاع غزة لدروع بشرية، عادت بي الذاكرة فورا لتجربتي المرعبة… وكما نقول باللهجة العامية (حطوني بوز مدفع) سرت معهم لأكثر من ساعتين، وقد تلفظت بالشهادة، لأن الرصاص كان ينهمر من كل مكان، والانفجارات لا تتوقف”.

ويؤكد الرجل ابن الـ (45 عاما) حاليا، أن “الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى في سبيل الحفاظ على أرواح جنوده أن يقدم على أفعال تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، ويضرب بعرض الحائط كل الدعوات التي ترفض مثل هذا السلوك”.

الحالة تكررت حديثا مع المسن الفلسطيني، محسن جبير (66 عاما)، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، الذي ورغم كبر سنه، استخدمه الاحتلال كدرع بشري في أحد الاقتحامات لمخيم “نور شمس” العام الماضي.

يقول “داهموا منزلي، فلم يجدوا فيه أحد إلا أنا وزوجتي المريضة، فبدأ الضابط الإسرائيلي يسألني عن مكان وجود المقاومين، وعندما لم أتجاوب معه، رفع السلاح في وجهي، ودفعني للسير أمامهم في أزقة المخيم، فبدأت أنادي، وارفع صوتي بالتكبير، فجن جنون الجنود، وتركوني أعود للبيت”.

ولا يخفي المسن جبير شعوره بالخوف من فكرة إقدام الاحتلال على قتله وإعدامه والادعاء أنه قتل برصاص الفلسطينيين، وتابع “لا يوجد شيء مستبعد عن هذا الاحتلال الغاشم، فما نراه اليوم في غزة أكبر دليل على دمويته وحقده على كل أبناء الشعب الفلسطيني” على حد تعبيره.

ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وثّقت العدسات، مشاهد عدة تظهر إصرار جيش الاحتلال على استخدام المدنيين في قطاع غزة، دروعا بشرية في مناطق الاشتباكات، لحماية قواته من الاستهداف، في سلوك تجرمه القوانين الدولية، وتصنفه جريمة حرب.

وكان آخر ما تُدُووِل من تلك المشاهد، الفيديو الذي أظهر إجبار جنود الاحتلال لأسيرين على البحث عن متفجرات وأنفاق، وتثبيت كاميرات على أجسادهم للتحكم في حركتهم عن بعد، وإجبار أسير على دخول نفق بعد ربطه بحبل وتثبيت كاميرا على جسده.

وأظهر “فيديو” آخر استخدام جيش الاحتلال لأسير جريح كدرع بشري وإجباره على دخول منازل مدمرة في غزة، وإجبار الأسرى على ارتداء ملابس عسكرية في أثناء استخدامهم دروعا بشرية.

وقال “نادي الأسير” الفلسطيني، إن سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، استخدمت المدنيين، ومنهم المعتقلين كدروع بشرية على مدار احتلالها لفلسطين… وهو وجه من أوجه حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، التي تكشف يومياً عن حقيقة هذا الاحتلال ومستوى توحشه الذي لم يعد له حدود”.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، عزت الرشق، إن “استخدام جيش الاحتلال النازي، المعتقلين الفلسطينيين دروعاً بشرية خلال عملياته الإرهابية في قطاع غزة؛ جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل قوانين الحروب وحقوق الأسرى، واستهتار بكل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية”. 

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: