الراشد لـ “البوصلة”: واشنطن وتل أبيب يتلاعبان في الوقت والمواقف لإدخال العالم في “نفق مظلم”

الراشد لـ “البوصلة”: واشنطن وتل أبيب يتلاعبان في الوقت والمواقف لإدخال العالم في “نفق مظلم”

قال الكاتب الصحفي صالح الراشد إن “بايدن نتنياهو” ثنائي غريب الأطوار يسعى كل منهما للحفاظ على مكتسبات الآخر في السر ويظهران وجود نقاط خلاف بينهما في العلن، فيفرح بعض المسؤولين العرب بهذا الخلاف المصطنع معتقدين أن العلاقات الأمريكية الصهيونية تمر بمرحلة صعبة، فيما يضحك الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس وزراء الكيان الصهيوني وهما يشاهدان التحليلات السياسية التي تنشر الجهل المطلوب عربيا بحقيقة ما يجري كون كل منهما يسعى للإبقاء على وجود الآخر لتنفيذ الخطة المطلوبة.

وأضاف الراشد في حديثه للبوصلة، أن الخطة المرسومة لكل منهما تتمثل بالسيطرة المُطلقة على فلسطين وطرد شعبها وزيادة هجرة اليهود للأرض المقدسة، وفرض التطبيع على العالم العربي بنظرية العصا والجزرة وهي السياسة المُرعبة التي تتبعها واشنطن الحاكم الفعلي لمجلس الأمن، ورغم وضوح معالم الخطة الصهيونية وقد طرحها نتنياهو علانية في الأمم المتحدة إلا ان العالم العربي يعمل على التغاضي عن معرفتها أمام الشعوب خوفاً من القيام بالرد المطلوب، وهو ما يُغضب الولايات المتحدة وقد يهدد بقاء من يقومون بالرد، لتنتقل الدول في تعاملها مع العدوان الصهيوني على غزة من مرحلة الفعل المتوقع إلى مرحلة الشجب المهذب للقتل والإجرام والعدوان.

وزاد، تعمل واشنطن وتل أبيب المحتلة على التلاعب في الوقت والمواقف لإدخال العالم في نفق مظلم يحجب رؤية الحقيقة، الحقيقة المؤلمة للشعب الفلسطيني، والذي عليه أن يدفع ثمناً باهظاً بإعادة الاحتلال الصهيوني لفلسطين كاملة بفعل حرب الإبادة في غزة حالياً والضفة لاحقاً.

وتابع الراشد، هذه الحروب الإجرامية التي تتم برعاية عالمية ستعمل على تهجير سكان فلسطين صوب دول الجوار والدول الأوروبية البعيدة لتبقى الأرض خالية من شعبها الأصلي ويتم استيراد أعداد كبيرة من يهود العالم بعد طمأنتهم بعلاقات الكيان مع الدول العربية وانخراطها في عملية التطبيع التي ستقودها واشنطن وتعمل على إقناع العرب والعالم بصورة الكيان الديموقراطية والتحريرية.

واستطرد، رغم وضوح الصورة والأمثلة العربية التي أبرزها “الكلب ما يعض أذن أخوه” وتنطبق على الحالة الصهيوأمريكية، إلا ان بعض القادة الفلسطينيين يروجون للهجوم على المقاومة بذريعة توفيرها السبب للهجوم الصهيوني على غزة، وهذا يُظهر الرغبة المحمومة والمجنونة داخلهم للبقاء في مناصبهم أو بقائهم في الصورة للإبقاء على مصالحهم وتفوقهم على أبناء الشعب الفلسطيني الذي يُعتبر خارج حساباتهم، وهم يدركون أو قد لا يُدركون أنهم مجرد بيادق في اللعبة الصهيونية لاحتلال فلسطين، كونهم يعملون على زيادة التوتر بين الفلسطينيين بفضل استغلالهم مناصبهم وحديثهم المشبوه في القنوات الفضائية، لنجد أن العمل العالمي جماعي لخدمة الكيان وتنفيذ مخطط نتنياهو الذي عرضه أمام العالم ولم يوقفه ويمنعه من التنفيذ إلا أبطال غزة، وهنا تبقى مقولة “لا تقتلوا أسودكم فتأكلكم كلاب أعدائكم” خالدة ، لذا على العرب وصوناً وحماية لبلادهم أن يعرفوا حقيقة ما يجري.

وختم الراشد:”الإدارة الأمريكية تحاول عقلنة الخطاب السياسي الصهيوني وتشعر بالفزع من عبث طفلها المدلل نتنياهو، لعلها تتمكن من إعادة تسويقه من جديد”.

التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني

حذر محللون سياسيون من أن الوضع الحالي في الضفة الغربية يمثل أخطر تحدٍ يواجه الشعب الفلسطيني منذ نكبة الـ1948، وجاء هذا التحذير في أعقاب سلسلة من القرارات الأخيرة التي اتخذها الكنيست الإسرائيلي، والتي وصفت بأنها “في غاية الخطورة”.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن وصفه ما يحدث في الضفة الغربية بأخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 جاء بسبب أن القرارات التي اتخذها الكنيست الإسرائيلي مؤخرا في غاية الخطورة.

وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قد اعتمد إجراءات تقدم بها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تتضمن توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وشرعنة 5 مستوطنات في مناطق يفترض أنها تعود إلى السلطة الفلسطينية.

وأضاف البرغوثي -خلال التحليل السياسي غزة.. ماذا بعد؟- أن هذه القرارات تعني إعلان ضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، لأنها المرة الأولى التي تسلب فيها إسرائيل الصلاحيات الأمنية من السلطة الفلسطينية في المنطقة “ج”، كما سحبت منها الصلاحيات المدنية في المنطقة “ب”.

وأشار إلى أن هذا يعني أن 82% من الضفة الغربية أصبحت تحت سيطرة الاحتلال عسكريا وأمنيا، واعتبر البرغوثي أن إسرائيل نسفت اتفاق أوسلو تماما بإقدامها على هذه الخطوات.

مشروع نتنياهو

كما أشار إلى أن قرارات الكنيست تهدف لتهويد وضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، وتسعى إلى تحويل أراضي دولة محتلة فيها بعض “الأجسام الغريبة” التي تتمثل في المستوطنات إلى محيط إسرائيلي بالكامل وفقا لخطة سموتريتش التي تستهدف توسيع الاستيطان وحصر القرى والمدن الفلسطينية في مناطق معزولة تماما.

وأكد البرغوثي أن مشروع تهويد الضفة الغربية الذي يجري الآن هو مشروع تبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كرس حياته السياسية لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في حين تبالغ الصحافة الإسرائيلية -بحسب رأيه- عند الحديث بشأن أسلحة المقاومة لتبرير المجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال.

كما أوضح أن الحديث عن مصادر تسليح المقاومة مبالغ فيه، مشيرا إلى أن السلاح الذي يبيعه جنود الاحتلال من مخازن جيشهم بعد سرقته هو المصدر الأول لأسلحة المقاومة.

ويرى البرغوثي أن إسرائيل ظلت تنظر إلى السلطة على الدوام باعتبارها وكيلها الأمني وليست سلطة حقيقية، مستشهدا بحديث بعض قادة إسرائيل عن إنشاء “جسم ما” ليقوم بإدارة قطاع غزة نيابة عن الاحتلال الذي يخشى أن هناك ارتباطا أو ترابطا من أي نوع بين الضفة والقطاع.

وأوضح أن إسرائيل تريد سلطة تتولى شؤون مواطني الضفة المدنية، في حين تقوم هي بتهويد وضم الضفة واحتلالها بدون مسؤوليات أو تكاليف.

نبذ التفاوض

ونبه البرغوثي السلطة -إذا أرادت أن تحافظ على نفسها- إلى أن تتخلى عن مشروع التفاوض وتصبح جزءا من مشروع المقاومة، مشيرا إلى أن جميع سكان الضفة لا يشعرون الأمان.

وحذر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية من أن الحل الذي تعتمده إسرائيل لما تراها مشكلة لها بشأن أن أعداد الفلسطينيين في الضفة والقطاع والخارج أكثر من أعداد اليهود الموجودين في المناطق المحتلة هو أن تمارس الإبادة الجماعية التي مارستها في عدوانها على القطاع.

تراكم معرفي

بدروه، يرى الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أنه ليس هناك توافق أو معارضة إسرائيلية على القرارات المتعلقة بالضفة الغربية، مشيرا إلى وجود بعض التيارات التي تعارض خطة سموتريتش، ولكنها لا تخرج لمعارضته علنا.

ووصف تصوير الإعلام الإسرائيلي قدرات المقاومة -لتبرير مجازر الاحتلال في الضفة- بالمبالغة رغم أن مقدرات المقاومة العسكرية تطورت كثيرا منذ انتهاء الانتفاضة الثانية.

كما نوه مصطفى إلى تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن تطور تسليح المقاومة جاء بسبب التراكم المعرفي والتجارب التي اكتسبتها المقاومة خلال الـ3 سنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تنفذ عمليات دهم واسعة ومستمرة بالضفة منذ العام 2021، لقتل كل محاولات التنظيمات النضالية الفلسطينية، وتركيع المنطقة تمهيدا للمشروع الاستيطاني فيها.

تطور مقدرات المقاومة

وبحسب مصطفى، فإن مصدر قوة “التيار المركزي في اليمين الإسرائيلي” يكمن في أنه يريد أن يقوم ببناء الاستيطان بمداهمات عسكرية، والسعي لتفكيك أي تنظيم عسكري بالضفة، مع الحفاظ على وجود سلطة فلسطينية “ضعيفة”.

وأشار الخبير بالشأن الإسرائيلي إلى أن تطور مقدرات المقاومة وضع إسرائيل أمام خيارات عدة، منها المقاربة العسكرية التي تستخدمها الآن وفقا للمقولة الإسرائيلية “ما لا يأتي بقوة يأتي بمزيد من القوة”، إضافة إلى وجود تيار آخر يدعو إلى حل سياسي بتقوية السلطة الفلسطينية -بعيدا عن حل الدولتين- لتلعب دورا في مواجهة المقاومة.

وفيما يتعلق بأهمية وجود السلطة بالنسبة لإسرائيل، أشار مصطفى إلى أن الدولة العميقة ومراكز الأبحاث في إسرائيل قلقة من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، والذي لن يخدم مصالح الاحتلال ولا اليمين الإسرائيلي في الوقت الحالي، نسبة إلى عدم وجود رؤية إسرائيلية لحل معضلة الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الحل الأمثل لإسرائيل هو إدارة الاستقرار الأمني بالضفة.

البوصلة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: