بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الرفق بالإنسان

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

   مشاهدٌ متكررة توحي بضرورة التطرق إلى هذا الموضوع، ألا وهو الرفق بالإنسان، ذلك لأن كثيرًا من الناس غفلت أو تغافلت عن كيفية التعامل مع الإنسان بإنسانية!

   لنبدأ بفكرة إطلاق الأطفال في الشوارع للعب كرة القدم على أرصفة ضيِّقة، لا تسمح للمارَّة بالمشي عليها، فيتم تحويلها إلى – ملاعب – لأطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات! وإذا أصاب أحدهم مكروه – لا قدَّر الله – ترى ذويه يصرخون ويطالبون بحقهم، في الوقت الذين كانوا هم من قصَّرَ بهذا الحق، ومن قصَّر بحقوق أبناءهم، ذلك لأن هناك العديد من ساحات وملاعب المدارس مفتوحة للأطفال لممارسة هوايتهم وهم مُحاطون بأسوار المدارس التي تحميهم من أخطار الشوارع، فرفقاً بالإنسان!

   وترى بعض الأمهات التي تقود سيارتها وهي تتحدث بالهاتف الخلوي، وربما تتواصل عن طريق الرسائل والسيارة تمشي، وفي جانبها على الكرسي الآخر طفل يلهو وهو لا يدرك بأن أمَّه التي تلهو وتعبث بحياته، فرفقاً بالإنسان!

   وترى ذاك يقود دراجة ناريَّة بين السيارات، وخلفه طفل لا يتجاوز الخمس سنوات، يحاولُ جاهداً التمسُّك بأبيه كي لا يفلت في الشارع، إذ حسب قانون نيوتن الثالث، لو انفلت هذا الطفل لأي سبب، فسوف يطير للخلف بقوة تساوي في المقدار وتعاكس في الإتجاه القوة المحركة لتلك الدرَّاجة للأمام، فرفقاً بالإنسان!

   وتسمعُ تلك تخطئ في الطابق الذي يقيم فيه أحد أقاربها وتتحدث وتقهقه بصوتٍ مرتفع بعد الساعة العاشرة ليلاً، ولا تراعي حُرمة الجار، وتتعدى الأدب في الحديث والتدخين على درج البناية، فرفقاً بالإنسان!

   أما بالنسبة لما انتشر في السنوات الأخيرة من ترخيص وجود كلاب وقطط داخل الشقق في البنايات السَّكنية، بحجة – الرفق بالحيوان – ، ولا يراعي هؤلاء أن أصوات وأنفاس تلك الحيوانات مؤذية للجيران، والسؤال هنا لمن يعطي ترخيصاً لهؤلاء، ألا توجد حقوق للجيران؟ فرفقاً بالإنسان!

    ناهيك عن من يصحبُون كلابهم في نزهةٍ بالسيارة، والكلب يخرج من شباك السيارة وربما يصحبه ماشياً لترعب بعض المارة، وتمتلئ الشوارع بروث الحيوانات، التي يضطرُ عمال الوطن إلى تنظيفها، ما هو ذنب عامل الوطن؟ فرفقاً بالإنسان!

   أضف إلى ذلك انتشار الكلاب الضَّالة في الآونة الأخيرة في الأحياء السكنية، بحيث تستيقظ في منتصف الليل أو في الصباح الباكر على صوت كلابٍ تنبح وتصول وتجول في الشوارع، وعند الإبلاغ عن ذلك إلكترونياً – لأنَّ الشكاوى عبر الهاتف غير متوفرة -! يكون الرد متضمناً الرفق بالحيوان، أليس من الأجدر الرفق بالإنسان أيضاً؟!

   هي مشاهدات، تتضمن تساؤلات، فهل من مدرك لخطورة ما يحدث؟ هذا نداء فيه كل معاني الإنسانية للرفق بالإنسان، فرفقاً بالإنسان!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts