السقا لـ “البوصلة”: أطالب الهيئة المستقلة بالاعتذار للأحزاب وإقالة العدوان

السقا لـ “البوصلة”: أطالب الهيئة المستقلة بالاعتذار للأحزاب وإقالة العدوان

طالب الملك عبدالله الثاني بالتدخل شخصيًا لوقف المهاترات والإجراءات السلبية

عمّان – البوصلة

استهجن القيادي في الحركة الإسلامية ونائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا التصريحات الصادرة عن عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور رائد العدوان، مشددًا على أنّها تمثل “عقلية أمنية عرفية ولا تمثل هيئة مستقلة”.

وطالب السقا في تصريحاته لـ “البوصلة“، العدوان ذاته والهيئة المستقلة للانتخاب على حدٍ سواءٍ، باعتذارٍ كبيرٍ للأحزاب، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ عدم الاعتذار العاجل سيجعل الأحزاب تتخذ إجراءاتٍ تصعيدية للمطالبة بإقالته من منصبه في الهيئة التي ينبغي أن تكون مظلة لجميع الأحزاب وعلى مسافة واحدة منها.

وقال إنّ رائد العدوان يمثل هيئة مستقلة، وكونه محافظً سابقًا لا يجوز له أن يعكس رؤاه السابقة على رؤى الهيئة المستقلة التي يجدر بها أن تكون على مسافة واحدة من جميع الأحزاب وتكون حسب القانون الجديد مظلة وراعية الأحزاب.

واستدرك السقا بالقول: “لا يجوز له أن يوزع “صكوك وطنية” على حزب ويمنعها عن الأحزاب الأخرى”.

وتابع بالقول: إنّ من يعشعش في عقله “العقلية العرفية” كونه كان محافظًا سابقًا لا يجدر به أن يُعيّن في هكذا مؤسسة، ولذلك فإنّ الهيئة المستقلة ورائد العدوان مدينون باعتذار كبير للأحزاب الأردنية، وعليهم أن يصرحوا تصريحاً آخر.

وحذر السقا من أنّه “إذا ما استمر بعقليته هذه وموقفه، فنحن نطالب بإقالته من هذه الهيئة، لتصبح هي المدينة بهذا التصرف والاعتذار وإلا فسيكون لنا موقف كأحزاب”.

فشل في عكس رؤى التحديث

وتابع السقا وهو أحد أعضاء اللجنة الملكية للتحديث السياسي والاقتصادي، بالقول: أعتقد أنّ الدولة الأردنية فشلت في أن تعكس الرؤى التي أعلنتها في التحديث السياسي والتشريعات الأخيرة على الميدان، وما تحدث به الملك وولي العهد حول العهد الجديد للعمل الحزبي التي ستصبح يومًا ما تشكل حكومات.
وعبر عن أسفه من أنّ “ما نراه وما نسمعه الآن من متابعة أمنية حثيثة للحزبيين وما نراه من فتح الباب واسعًا لأحزاب لاستخدام مرافق الدولة وحرمان أحزاب أخرى من ذلك حينما تطلب لنشر ثقافتها وأفكارها”.

وشدد على أنّ “هذا مخالف ومناقض لكل التصورات التحديثية الجديدة للدولة، فإن كان هذا في البدايات فكيف سيكون الحال في النهايات”.

ولفت إلى أنّ “التسهيل لأحزاب في إعلان أنشطتها بكل قاعات المملكة بطولها وعرضها، وعندما نطالب كحزب جبهة العمل الإسلامي باستخدام قاعة البلدية في جرش وغيرها يأتينا الاعتذار، أعتقد أنّ هذه مؤشرات سلبية ولا تبشر بخير بمستقبل تنفيذ التشريعات التي انبثقت عن التحديث السياسي”.

وقال السقا، يجب على رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب أن يخرج بحوار وخطاب علني لمناقشة ما جاء على لسان العدوان واستنكاره وتبرئة ساحة الهيئة المستقلة منه، مستدركًا: كيف لا والدستور يعطي الحرية للأحزاب والمواطنين في التعبير عن آرائهم والنزول للشارع فهو ليس جريمة أصلاً إلا إذا تكلمنا  بـ “عقلية محافظ” فإن الرفض لديه يصبح دائما وعلى قدمٍ وساقٍ لأي عمل ميداني كما يحصل معنا غالبًا.

وأشار السفا بلفتة ساخرة قائلا: في الوقت الذي مُنعت فيه وقفة ضد وعد بلفور أمام السفارة البريطانية في عمّان، كان آلاف المحتجين في بريطانيا نفسها يتظاهرون ضد وعد بلفور وسمح لهم بذلك، وبريطانيا هي الدولة التي أصدرت الوعد.

إذا استمرت العقلية العرفية فلنغلق طابق الأحزاب

وتابع بالقول: كانت الأحزاب تعمل تحت مظلة وزارة الداخلية واحتجت على ذلك، ثم أصبحت وزارة التنمية والشؤون السياسية، ثم بعد ذلك أصبحت الهيئة المستقلة واسمها مستقلة ومعنى ذلك أنها لا ينبغي أن تقاد بعقلية حكومية أمنية عرفية، وإن كانت تصر على ممارسة هذا الدور “فلنغلق طابق الأحزاب ونعود لبيوتنا أفضل”.

“أعتقد انه يجب أن يتدخل الملك شخصيًا لا سيما وأنّه الذي ضمن مخرجات لجنة التحديث السياسي والاقتصادي وما انبثق عنها من تشريعات وقوانين، ونحن شاركنا في اللجنة الملكية من باب التشجيع على هذه التوجهات”، على حد تعبيره.

وختم تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: إن كان سيتم عكس مخرجات لجان التحديث بهذه الطريقة السلبية، أو أن يتم السماح للبعض والتضييق على الآخرين، فأعتقد أنّ كل مخرجات التحديث سيحكم عليها بالفشل من الآن، وهذا لا يروق لصاحب القرار الذي يجب أن يتدخل لوقف هذه المهاترات والإجراءات السلبية.

العدوان يهدد بمحاسبة من ينزلون للشارع ويتهم الأحزاب

وكان عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب هدد من يرغبون بالنزول والاحتجاج في الشارع بدفع الثمن، وقال: “الذي يرغب بالخروج للشارع سيدفع الثمن بالقانون، كلنا ننتقد وكلنا لدينا مشاكل شخصية واجتماعية، وبنحكي أنا كنت حزبي منذ العام 1994، ولعدة سنوات وأصبحت محافظ وأمينا عامًا لوزارة الداخلية ولم يتعرض لي أحد”.

وتابع بالقول: هناك فرق بين أن تكون حزب وطني وحزب المعلم تبعه خارج البلد بياخذ أوردر منه، خلينا نحكي عن ممارسة ديمقراطية وطنية أردنية نحترمها ونجلها ونتحدث عن أحزاب لها أيديلوجيات مرتبطة ببرامج دولية تعمل على تقويض الأمن والأمان الموجود بالأردن، وأنا أتحدث بالعموم، لا حددت حزب ولا غيره، أي حزب أيديلوجيته مش وطنية أعتقد غير مرحب به في الأردن شعبيًا قبل أن يكون رسميًا”.

ولفت العدوان إلى أنّ عدد الأردنيين الذين انتسبوا للأحزاب منذ نفاذ قانون الأحزاب في شهر أيار/ مايو الماضي، بلغ قرابة 12 ألفَ حزبي.

وأضاف، أن عدد الأردنيين المنتسبين للأحزاب قبل نفاذ القانون بلغ أكثرَ من 38 ألفَ شخص.

العدوان، أشار إلى أنه ومنذ نفاذ قانون الأحزاب في شهر أيار/ مايو الماضي، جرى تأسيس حزب واحد جديد، والذي تمكّن بدوره الشهر الماضي من عقد مؤتمره العام وتوفيق أوضاعه مع أحكام القانون الجديد.

وأشار إلى وجود 56 حزب ولكن يجب أن تصوب أوضاعها قبل منتصف شهر أيار/مايو المقبل وإلا ستعد منحلة.

العضايلة: تصريحات العدوان خطيرة وتسدل الستار على مسار التحديث السياسي

وكان الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي دعا رائد العدوان إن كان لديه توجهات حزبية أن يخرج من مظلة الهيئة المستقلة للانتخاب، لأنها يفترض أن تكون مظلة لكل الأردنيين ولكل الجهات السياسية في الأردن، ومظلة لكل توجه سياسي، وليست للون حزبي أو لون سياسي واحد.

وعبر العضايلة عن رفضه “توزيع الاتهامات باتجاه الأحزاب السياسية” باعتبارها أمرًا غير مقبول،  مطالبًا الهيئة المستقلة للانتخاب بأن يكون لديها موقف واضح تجاه هذه التصريحات، ولا تكتفي بالصمت”.

وختم بالقول:”هذا الكلام خطير ويؤشر إلى مسار غير مقبول ويؤشر على أنّ الموقف تجاه المرحلة المقبلة، وأسدل الستار الأخ رائد على مسار تحديث المنظومة السياسية”.

وكانت تصريحات العدوان أثارت غضب النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، والمطالبة بإبعاد “العقلية الأمنية العرفية” عن الهيئة المستقلة للانتخاب حتى يصدق الشارع الأردني دعوات الديمقراطية والتحديث السياسي.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: