السودان.. خروق مستمرة للهدنة والجيش يتهم جهات داخلية وخارجية بالتآمر

السودان.. خروق مستمرة للهدنة والجيش يتهم جهات داخلية وخارجية بالتآمر

السودان.. خروق مستمرة للهدنة والجيش يتهم جهات داخلية وخارجية بالتآمر

فتحت مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع نيرانها ردا على تحليق لسلاح الجو السوداني بالخرطوم بحري في ساعات الصباح الأولى، بعد أن خيم الهدوء على العاصمة السودانية الخرطوم الليلة الماضية.

ودارت معارك عنيفة دارت بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم في محيط قيادة الجيش والقصر الجمهوري في الخرطوم اليوم، بحسب قناة الجزيرة القطرية.

وتواصلت المعارك -أمس الجمعة- في الخرطوم وفي إقليم دارفور غرب السودان، رغم إعلان تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أودى بحياة مئات الأشخاص.

وقد جددت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمواطنين وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب.

واتهمت الجيش السوداني بمهاجمة عدد من مواقع تمركزها بالإضافة إلى أحياء سكنية في الخرطوم.

وقالت إن الخروق المستمرة “للقيادات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة سببها تعدد مراكز القرار وتنازعها”.

من جانبه، قال الجيش السوداني إنه أحبط ما كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وبغطاء سياسي، وأضاف أنه يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وباقي أجهزة الدولة من استئناف عملها.

وأشار الجيش السوداني إلى أن ما وصفه بالتآمر كان كبيرا وخططت له جهات في الداخل والخارج لكن حلقاته تكسرت تحت وطأة صمود وثبات قواتنا، حسب تعبيره.

ضحايا

وقدرت الأمم المتحدة عدد ضحايا العنف القبلي في إقليم دارفور غربي البلاد بنحو 100 شخص منذ الاثنين الماضي، كما تحدثت عن رصد توزيع أسلحة على المدنيين.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن حصيلة ضحايا القتال ارتفعت إلى 574 قتيلا مع الكشف الجمعة عن مقتل 74 شخصا في مدينة الجنينة، بينما قالت نقابة أطباء السودان إن عدد القتلى بلغ 411 من المدنيين و2023 مصابا منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتجددت النزاعات القبلية في دارفور بعد اندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وأظهرت صورٌ آثار الدمار الذي لحق بالمحلات التجارية والمنازل في مدينة الجنينة بسبب الاشتباكات التي وقعت أمس الجمعة.

تصريحات البرهان وحميدتي

ونقلت القوات المسلحة السودانية عن القائد العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان قوله إنه لا يمكن الجلوس مع من وصفه بقائد مليشيا لأنه “يقود تمردا ويجب حسمه”.

وأضاف البرهان أنه لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض بشأن كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالِها من الشعب السوداني كافة، وفق تعبيره.

وأوضح أنه لا يمكن لمن سماها “مليشيا قبلية” أن تتحدث عن الديمقراطية والتحول المدني، وقال إن محاولات ربط القوات المسلحة وقيادتها بالنظام السابق أضحت ممجوجة لا تفوت على فطنة الشعب.

من جهته، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع البرهان بشرط توقف القتال أولا. وأضاف -في لقاء صحفي- أنه يتطلع إلى تشكيل حكومة مدنية بالكامل اليوم قبل الغد، على حد تعبيره.

وأشار حميدتي إلى أنه ليست لديه خلافات مع البرهان، لكنه يعدّه خائنا لأنه أعاد أنصار الرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة. وقال إن من وصفهم بقادة الجبهة الإسلامية الراديكالية هم من يقودون البرهان، على حد وصفه.

وردا على سؤال بشأن من أطلق الرصاصة الأولى في المواجهات الحالية، قال حميدتي إن قواته ليست من أطلقها وإنهم فوجئوا بها في وقت كان فيه جميع الوسطاء حاضرين بعد أن اتفقت الأطراف على الجلوس في العاشرة صباحا والتوقيع على الاتفاقية النهائية، على حد قوله.

وكان يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، قد قال للجزيرة إن هدفهم الوحيد هو منع عودة النظام السابق للحكم. وأشار إلى أن هناك تنظيما داخل الجيش يضم عناصر النظام السابق، وأنه هو من اتخذ قرار الحرب.

زيارة لدول المنطقة

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية عبد الرحمن خليل -للجزيرة- إن وكيل الوزارة دفع الله الحاج علي سيتوجه اليوم السبت إلى الرياض، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها وزير الخارجية السعودي لنقل رسالة من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى القيادة السعودية.

وسيتوجه وكيل الخارجية السودانية بعد السعودية إلى القاهرة حيث سيلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري، وينقل رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من البرهان، ويزور بعد القاهرة عددا من العواصم الأفريقية.

وفي سياق آخر، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس إن دول المنطقة المهمة تمت دعوتها لاستضافة البرهان وحميدتي للتوسط بينهما.

وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف بيرتس أن المخرج من الأزمة في السودان الآن هو التوصل إلى هدنة وآلية واضحة لمراقبة تنفيذها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: