الشحروري: التعبير عن الفرح مشروع لكن دون الانسلاخ من ديننا وثقافتنا

الشحروري: التعبير عن الفرح مشروع لكن دون الانسلاخ من ديننا وثقافتنا

عمّان – البوصلة

أكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري أنّ الفرح الذي يظهره اليوم مجتمعنا بحلول مواسم الفرح الكبيرة من زواجٍ ونجاحٍ في الثانوية العامة والجامعات، هو فرحٌ مشروعٌ، لكن دون الانسلاخ من ديننا وثقافتنا ومخالفة أوامر الشرع الحكيم الذي أقر عبادة الفرح ضمن ضوابط وشروط لا يجوز التساهل فيها.

وقال الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة“: في هذا الموسم وفي كل موسمٍ صيفيٍ من كلّ عام نحتفل بأبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا من زواجٍ وخطبةٍ ونجاحٍ في الثانوية العامة والجامعة، منوهًا إلى أنّ الفرح بهذه المناسبات مشروع، لأنّ الإنسان يفرح إذا أمّن على ابنته في بيتٍ آمنٍ لزوجٍ صالحٍ، ويفرح أنّه بدأ يرى فلذة كبده من أبنائه يستقل بأسرة ويصبح له زوجة وأولاد، ويفرح إذا رأى ولده أو ابنته الصغيرة وقد أتمّت الثانوية العامّة.

وتابع حديثه بالقول: هذه دواعي فرح كبيرة، ولكنّنا ننسى أحيانًا أنّنا مستهدفون في ثقافتنا وفي وجودنا وفي حضارتنا، فبدأنا بشكلٍ صارخٍ نستورد عادات وتقاليد غيرنا، وبدأنا ننسلخ عن ثقافتنا الحرّة، هذه الثقافة التي نتخذها توحيدًا لله عزّ وجل وبراءة من كل ما يعادي شرع الله تبارك وتعالى.

د. أحمد الشحروري: هذا الجيل الذي سيخط لنا طريقنا المستقبلي وعلينا أن نتقي الله فيه

وعبر عن أسفه لبعض المشاهد قائلا: رأينا في حفلات الزواج كثيرًا من الاختلاط وكثيرًا من الصخب المحرم، وكثيرًا من كلمات الأغاني الهابطة، وكأنّنا بدأنا ننسلخ عن هذه الثقافة الملتزمة بتوحيد الله عز وجل وطاعته بالمعروف، والابتعاد عن المنكر.

وأضاف بالقول: حتى إذا جاءت نتائج التوجيهي بدأت كثيرٌ من بناتنا تتزين وتتصور أمام الكاميرات بكامل مكياجها وكأنّها تُزف إلى عريس، ونحن نرفض ذلك للعروس الحقيقية، لأنّ التبرج وإظهار المفاتن حرام، سواءً كان ذلك في حفلة عرس أو في حفل نجاحٍ بالثانونة العامة.

وقال الشحروري: تألمت كثيرًا، وأنا أرى بعض بناتنا المتفوقات في الثانوية العامّة تظهر أمام الإعلام بكامل زينتها دون مراعاة أحكام الشريعة في هذا المجال، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بمظاهر الحياء والستر التي أوجبها شرعنا الحنيف.

وتابع حديثه بالقول: أغتنم فرصة نجاح أبنائنا أولاً لأبارك للناجحين جميًعا، وأن يختار الله لهم الطريق الطيب وما يحبه ويرضاه لهم في حياتهم العلمية والعملية، ثمّ أخاطبهم بأنّ دينكم أعزّ عليكم من علمكم وتفوقكم في دراستكم.

ووجه رسالة لأبنائنا الطلاب والطالبات، قائلا: نّ الذي يصلي الفجر ويبدأ يومه بصلاة الفجر كما تحدث كثيرٌ من المتفوقين والمتفوقات في مقابلاتهم، يجب أن يتحلوا بآدابها لأنّ من يصلي الفجر عليه أن يكون ربانيًا في أموره كلها، وإذا لم تنهنا الصلاة عن الفحشاء والمنكر، لن نزدد من الله إلا بعدًا، ولا بد أن نلتفت من جديد نحن المجتمع كله حكومة وشعبًا، جماعاتٍ وأفرادًا إلى ديننا نعود إليه من جديد، فالعزة في هذا الدين، وأعداؤنا الذين اتخذوا شعار فرق تسعد، يردون أن ينزعونا من ديننا ليتحكموا بنا، ونصبح عبيدهم بعد أن كنا عبادًا لله، وأن نصبح مأسورين لهم بعد أن كنا نلوذ بحمى بيوت الله، ونصبح فقراء لهم بعد أن كنا أغنياء.

وختم الشحروري حديثه بالقول: أخاطب المسؤولين والأمهات والآباء في البيوت أن نتقي الله في هذا النشأ، سواءً منهم من يتزوج، أو من يتفوق بعلمه، وأن نحرص على هذا الجيل لأنّه هو الجيل الذي سيخط لنا طريقنا المستقبلي في القريب.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: