الشحروري: العمل على تخريب ثقافة الجيل وهدمها أصبح مقصودًا

الشحروري: العمل على تخريب ثقافة الجيل وهدمها أصبح مقصودًا

أكد أن كل من ينفق دينارًا على تفاهةٍ فهو سفيهٌ يجب أن يُحجر عليه وعلى تصرفاته

عمّان – البوصلة  

حذر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاته لـ “البوصلة“، ممّا بات منتشرًا من بعض “مظاهر السفاهة” التي تبدو جلية في “تبذير الأموال على التفاهات”، في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من انتشار الفقر والبطالة، معبرًا عن أسفه من أنّ الضياع الاقتصادي وهدر الأموال الذي نعيشه اليوم والعمل على تخريب ثقافة الجيل وهدمها أصبح مقصودًا، وصارت جميعًا يدبر لها تدبيرًا إداريًا.

وقال الشحروري: “الآن يفسح المجال لحفلات المجون حتى في أوج جائحة الكورونا، كانت تغلق المساجد وتفتح المسارح، وكان يضيّق على المصلين ويفرض عليهم التباعد، ويتم غض النظر عن تقارب 30 ألفًا من الحاضرين لأغنية أو فعالية ثقافية هابطة من الفعاليات”، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّه “لا يمكن اعتبار مثل هذا الأمر يأتي اتفاقًا من دون تخطيط”.

“بت أتهم المسؤولين عن صناعة الثقافة في الأردن، وصناعة الاقتصاد في الأردن أنهم أقل ما يمكن أن يقال في حقهم أنهم يتخبطون إن لم يكونوا قاصدين لما يجري وما يحدث”، على حد تعبيره.

وتابع، “مقصود الآن أن يثقل كاهل المواطن بالبنزين الذي يدفعه، وأن لا يتحول لسيارات الكهرباء لكي لا يوفر على نفسه فاتورة البنزين، لذلك يرفعون رسوم سيارات الكهرباء وهم يعلمون أنها توفر عليهم الطاقة وأعباء استيراد البنزين”.

حذر الدكتور احمد الشحروري من أنّ البلاد تسير نحو مزيدٍ من الخراب والدمار بفعل فاعل

واستدرك: “لكنهم مغرقون فيما يذهبون إليه من عقم في التخطيط الإداري والإستراتيجي والاقتصادي، لا أقول إن لدينا فقرًا في القدرات والملكات الثقافية والفكرية والاقتصادية فكلها موجودة حتى في الطاقم الوزاري الموجود حاليًا، وفيهم مؤهلون وفيهم اختصاصيون ولا يراد لهم أن يعملوا بقناعاتهم”.

وأضاف، “لأنهم ارتضوا أن يكونوا في هذا السلك فهم مضطرون أن يسكتوا حتى يبقوا فيه ولا يخلعوا منه خلعًا”.

وقال الشحروري: “من هنا تسير البلاد نحو مزيد من الخراب والدمار بفعل فاعل، بسوء إدارة، وبقصد غير حسن، ويضيق على كلّ من له أجندة للإصلاح أو أفق للتغير الإيجابي”.

وحذر من أنّ “هذا أمرٌ ينذر بشر، ونحن نرى أنّ العالم يموج من حولنا وأنّ الحرب الثالثة على الأبواب، ويراد للعالم كله أن يكون جاهزًا لمزيدٍ من الخراب، فيما أمتنا العربية وعلى رأسها الأردن لا تريد أن تتعظ ولا أن تتجهز وتأخذ للأمر أهبته”.

السفاهة تنذر بزوال النعم

وقال الشحروري إن “السفيه هو الذي لا يحسن إدارة نفسه في ماله وأهله ودينه وأخلاقه، وهناك السفه الاقتصادي الذي جعل الشرع له حلاً مجديًا وهو الحجر على السفيه”.

وشدد على أنّ كل من أنفق دينارًا واحدًا لحضور “تفاهة” فهو سفيهٌ يستحق أن يُحجر على ماله، وإن جئنا نحصي هؤلاء، فإنك ستصبح عاجزًا عن تعيين القيمين على الأموال ممّن لا يعرفون كيف يضعونه في حقه ولا في حِلّه.

واستدرك بالقول: لذلك ينطبق عليهم وصف السفاهة ويحتاجون إلى من يقوم على أموالهم ومن يدبّر أموالهم وأحوالهم لأنّهم سفاء.

“اخاطب كل ذي عقل من ذوي الأموال أن يتقي الله في نفسه وفي ماله وفي بلده، وإن كان لديكم فضول اموال فتبرعوا بها للفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون به على أنفسهم”، على حد تعبيره.

وشدد الشحروري على أنّ “هذه الأمّة مدعوة للتفكر بأنها بحاجة للقرش في الأيام القادمة وبحاجة للعقل السليم ليفكر كيف يمكن أن نخرج من الورطة التي حشرونا فيها بزاوية عمياء”.

وأضاف، أخاطب عقل الأردنيين ووجدانهم وإيمانهم بالله، بأن يفكروا في أنفسهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، والنعمة إن خرجت من يد صاحبها قلّ أن تعود.

ولفت إلى أنّ “النعمة تحتاج إلى شكر وإن لم تشكر فإن الله يسلبها ممّن أعطاه إياها، فلا تغتر بمالك اليوم لأنك إن سفهت بالتصرف به فإنّك ستفقده غدًا”.

وختم تصريحاته بالقول: “النعمة إن ذهبت لا تعود فلا تغتروا بأموالكم ولا صحتكم ولا شبابكم ولا بقوتكم لأنّ هذا كله إن لم يحفظ كان وبالاً على صاحبه وكانت عاقبته شرًا والعياذ بالله”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: