الشحروري: سيد قطب التلميذ النجيب لمدرسةٍ أرادت أن تفتح الدنيا بنورها وفكرها

الشحروري: سيد قطب التلميذ النجيب لمدرسةٍ أرادت أن تفتح الدنيا بنورها وفكرها

عمّان – البوصلة

قال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري: تحلّ في هذه الأيام ذكرى استشهاد شيخ المفسرين في القرن العشرين الشيخ سيد قطب رحمه الله، مشيرًا إلى أنّ سيد قطب اسمٌ من أسماء الأمّة الأعلام في قرنٍ بأكمله، وسيد قطب هو الأدب العربي، وسيد قطب هو الفكر الإسلامي، وسيد قطب هو التلميذ النجيب لمدرسةٍ أرادت أن تفتح الدنيا بنورها وفكرها الصافي.

وأكد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” إلى أنّ سيد قطب رحمه الله تاجر مع الله، وأبى أن يمالئ الظالمين، وسيد قطب أثر في كل المجرمين فعفّ على آثار إجرامهم بنور كلماته وعظيم تفسيره لكتاب الله.

وتابع بالقول: سيد قطب صاحب العبارة الرائعة، فهو القائل: إنّ كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبّت فيها الحياة”، وهكذا كان.

وقال الشحروري: لم يكن سيد قطب مشتهرًا في عالم الناس كما هي شهرته اليوم، لقد أخلص لله، فسقى التاريخ الإسلامي والساحة الإسلامية من نور دمائه الطاهرة، حتى عمّ أثره على الكون كله، عربه وعجمه.

د. أحمد الشحروري: إنّ الله لا يحفظ أمّة ضيّعت علماءها وهي ليست جديرة بالنصر ولا جديرة بالحفاظ على المقدسات

واستدرك بالقول: وحُقّ لأعدائه أن يلمزوا به وأن يتهموه بالردّة مرة وبالتخريف مرة وبالإرهاب مرة، هذه أمورٌ نفهمها، لأنّه أثر فيهم، ولأنّه أطفأ ظلامهم وأنار نور الإسلام ونور القرآن.

وأضاف، لقد كان لسيد قطب من البركة والعظمة، وكان لدمائه من الثمن، أن انتصر الله لهذه الدماء البريئة التي سفكت.

ولفت إلى أنّ سيد قطب استشهد في شهر آب عام 1966، عن ستين سنة من عمره، وفي عام 1967 وقبل مضيّ تسعة أشهر على استشهاده كانت الهزيمة وضياع الأقصى، وتلك رسالة إلاهية للأرض كلها أنّ الله عزّ وجل ينتقم لدماء الصالحين وأنّ الله لا يحفظ أمّة ضيّعت علماءها، وأنّ الذين تمتد أيديهم الآثمة إلى دماء الأبرياء ليسوا جديرين بنصرٍ وليسوا جديرين بمحافظة على المقدسات، ولذلك على أيديهم تكون الهزيمة وعلى أيديهم يكون ضياع المقدسات.

وقال الشحروري: وإذا لم يكفروا عن ذنبهم في إزهاق دم سيد قطب والآلاف المؤلفة من الدعاة والعلماء الذين ساروا على دربه، إذلم يكفروا عن ذنوبهم ويرجعوا عن غيّهم ويعودوا إلى رشدهم فلن يكون لهم نصرٌ ولن تكون لهم سيادة، وسيظل دمّ شهدائنا وعلى رأسهم دماء سيد قطب لعنة على هؤلاء المجرمين.

وختم الشحروري حديثه بالقول: نسأل الله أن يرحم سيد قطب ويرحم شهداء الأمّة اليوم وبالأمس وفي كل لحظة من لحظات هذه الدعوة الإسلامية المباركة التي نفتديها بالأرواح والمهج.

إعدام سيد قطب رحمه الله

من الجدير بالذكر أنّ سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906م – 29 أغسطس 1966م)، رحمه الله، هو كاتب وشاعر وأديب وداعية ومنظر إسلامي مصري،  مؤلف كتاب في ظلال القرآن و«معالم في الطريق» و«المستقبل لهذا الدين» وعدة قصائد منها «أخي أنت حرٌ» و«غُرباء» و«حدثيني»،  تأثر بفرحة الأمريكيين باغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فانضم لهم عند رجوعه لمصر.

وشغل منصب رئيس قسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمون وعضوًا في مكتب الإرشاد.

عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال:«لن أعتذر عن العمل مع الله»،  فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال:«لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل».

وروى أيضًا أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: تشهد فقال له سيد:«حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.»

كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله.

فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة «هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته»، وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من الأزاهرة فقال له «قل لا إله إلا الله» فرد عليه سيد قطب:«وهل جئتُ هنا إلا من أجلها» وتم تنفيذ حكم الإعدام ونفذ فيه في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس عام 1966 م.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: