عمّان – البوصلة
أكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ الأمّة وهي تعيش في ظلال ذكرى المولد النبوي الشريف، أحوج ما تكون إلى ترسيخ معنى “الوحدة” ونبذ الفرقة والتشرذم التي جعلتها تهون في عين الصديق قبل العدوّ، مشددًا على أنّ أعظم مظاهر الرحمة التي جاء بها حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام هي “الوحدة”.
وقال الشحروري: في ظلال ذكرى المولد النبوي الشريف ننظر إلى حال هذه الأمّة المسكينة وشرذمتها وبعدها عن روح هدي الحبيب محمّد عليه الصلاة والسلام، وهي تزعم أنّها تحتفل بذكرى مولده، وتنشغل أحيانًا هل الاحتفال بالمولد سنّة أم بدعة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّه ومع هذا وإلى جانبه تنسى الأمّة أنّ صاحب هذه الذكرى صلى الله عليه وسلم بُعث رحمةً للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)، وأعظم مظاهر الرحمة هي “الوحدة” التي شكلها عليه الصلاة والسلام في المجتمع الإسلامي الإنساني.
وأضاف أنّ هذا النبيّ العظيم حين آخى بين المهاجرين والأنصار، كتب الله عزّ وجلّ على يديه الوحدة بين كل المؤمنين الذين يشهدون لله بالوحدانية ولرسوله ونبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، فصار الواحد منهم أخًا لمن اعتقد اعتقاده ومن أحب نبيه عليه السلام، لا يفصله عنه عرقٌ ولا لونٌ ولا جنسٌ ولا غنى ولا فقر.
ولفت إلى أنّ “هؤلاء المسلمون اليوم الذين يشكلون أكثر من سدس سكان الكرة الأرضية جديرون اليوم باستحضار معنى “الوحدة” في المصير والعقيدة والهمّ المشترك”.
الرياضة والثقافة سلاحٌ بيد المسلم
وقال الشحروري: “نحن على مقربة من أرض الإسراء والمعراج، ومقربة من المسجد الأقصى، وما يُفعل به، وما يجترحه العدوّ الصهيوني من قتلٍ وتدميرٍ واستهانة بمبادئ البشرية كلها، ومبادئ الإسلام كلها، ثم نصطرع على أمورٍ تافهةٍ بهذه الدنيا”.
وتساءل: “هل يُعقل أن تصطرع الأمّة الواحدة على دينار، أو درهم، وهل يُعقل أن تصطرع الأمّة الواحدة على لون قميصٍ يلبسه لأنه يشير إلى فريقٍ رياضيٍ مرة، وإلى فريق آخر مرة أخرى”.
وتابع حديثه بالقول: هل يُعقل أن يتنادى شباب هذه الأمّة للاصطراع والاقتتال والتناحر من أجل “كرة” تلقى بالأقدام هنا وهناك”.
وأضاف، “هل يُعقل أن يكره الأخ أخاه، لأنه لا يشجع فريقه، وهل يُعقل أن يغفل الأب عن تربية أبنائه على روح الإسلام، وعلى أنّ الثقافة والرياضة والقراءة هي أسلحة بيد الشاب المسلم يلاقي بها عدوه، ويتقدم عليه في هذه المجالات هي مجالات التقدم الإنساني البشري في ميادين المنافسة”.
وشدد الشحروري: على أنّ “هذه الأمّة مدعوة اليوم أكثر من أيّ يومٍ مضى لترسيخ معاني الوحدة الحقيقية ونبذ الفرقة وتحكيم الدين أولاً والعقل ثانيًا في تصرفاتها التي لا تسر صديقًا ولكنّها تسر العدوّ وحدة”.
وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: نحن اليوم في أزمة أخلاقٍ مستحكمةٍ، وندعو بكل طاقاتنا وبكل عقلانيتنا إلى “الوحدة” التي تجعلنا أمّة مهيبة الجانب، بدلاً من هذه الشرذمة التي جعلتنا نهون في عيون الصديق قبل العدوّ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(البوصلة)