الشحروري: هكذا يجب أن تؤثر موجة الحر إيجابًا على سلوكنا تجاه كل شيء

الشحروري: هكذا يجب أن تؤثر موجة الحر إيجابًا على سلوكنا تجاه كل شيء

عمّان – البوصلة

قال الدكتور أحمد الشحروري إنّ العالم اليوم بأجمعه يشكو من هجمة الحر الشديدة، حتى لقد قيل إنّ الحرّ الذي مضى في شهر تموز هذا العام، لم يُسبق منذ آلاف السنين.

وأضاف الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة“: إنّ هذه الظاهرة لا تحتاج لأن يتكلم عنها أحد اليوم فالجميع يحسون بها، وما ينبغي أن نتكلم به هو أثر هذا الحر على نفوسنا على مجريات حياتنا وسلوكنا مع الإنسان والحيوان والنبات والجماد على حدٍ سواءٍ.

وحذر من أنّ هذا الحرّ نفحةٌ من نفحات جهنم يذكرنا الله عز وجل به، بما يحلّ بأهل النار يوم القيامة، فإذا كانت نار جهنم أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم ألف عام حتى احمرت ثم ألف عام حتى اسودت، فهي الآن سوداء قاتمة، فما بالك بهذه النفحات التي تذكرك أيها الإنسان أنّك عاجز عن التعرض لدرجة حرارة خمسين مئوية، ويقينًا فإنّ حرارة جهنم تساوي آلاف الدرجات التي تصهر العظم واللحم.

وقال الشحروري: لذلك على الإنسان أن يتفكر فيعود إلى نفسه ليصلح ما بينه وبين ربه أولاً، فحذرًا حذرًا من نارٍ تلظى لأنه لا يقوى على شيء من نار الدنيا فكيف يقوى على نار الآخرة.

واستدرك بالقول: هذا على صعيد، أمّا على صعيدٍ آخر، فإنّنا مدعوون أن نرفق في البيئة لا أن نزيدها اشتعالاً ولا نزيد نارها اتقادًا عن طريق رعاية هذه البيئة، وتقليل الطاقة المنبعثة في الجوّ من عوادم السيارات، ومن المصانع ومن الطرق التقليدية في التنمية الصناعية.

وشدد أنه يجب على الحكومات أن ترعى مشاريع السيارات الكهربائية التي تحمينا من الطاقة المنبعثة والسموم المنبثة في الجوّ، بدلاً من أن تزيد الضريبة على هذه السيارات في سياسة غير مفهومة بل مستعظمة عند العقلاء، بدل أن تكون هذه السيارات بديلاً عن الطاقة التي نبكي أننا لا نمتلكها ولا نستطيع أن نوفرها.

وتابع حديثه: إلى ذلك ما هو موقفنا من هذه الطيور والحيوانات والقطط والكلاب التي تتلظى تحت حرّ الشمس وربما لا تجد ماءً تشربه تطفئ به عطشها حتى يموت كثير منها من العطش ومن الحرّ معًا، وفي كل كبدٍ رطبة أجر.

وأضاف الشحروري: أعجبني أن تقول إحدى النساء على سمعي: اللهم اعفوا عنا فلقد نسيت اليوم أن أضع على الشباك ماءً للطيور التي تأتي إليه.

ولفت إلى أنّ “هذا الشعور الذي إذا تحلى به الإنسان، ولا أقول الإنسان المسلم بل كل إنسان، فإنّه يشعر بعظمة مسؤوليته التي يشعر أنّ الكائنات كلها واقعة تحتها، وهي مخلوقة لخدمته وعليه أن يوفر لها الجو الذي يحفظها له لتبقى في خدمته”.

وختم الشحروري بالقول: “نسأل الله أن يفرج عن هذه الأمة ويبرد حرًا، ويجعل ذلك سلامًا لنا وللبشرية جمعاء، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: