الشحروري يستحضر ذكرى معركة بدر في ظل تجليات طوفان الأقصى

الشحروري يستحضر ذكرى معركة بدر في ظل تجليات طوفان الأقصى

عمّان – البوصلة

استحضر الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” حلول ذكرى معركة بدر في ظل تجليات طوفان الأقصى، باعتبار كلتا المعركتين سعيًا لمحو ظلم المستكبرين وتحقيق نصرٍ ساحقٍ للأمّة وكسر شوكة الصهاينة ومن يدعمهم.

وقال الشحروري: إنّ معركة بدر التي كانت في السابع عشر من رمضان سنة ثنتين للهجرة هي أول مواجهة مسلحة كبيرة بين  الإسلام والكفر، الإسلام الموحِّد للمهاجرين والأنصار، والكفر الذي أغاظته تلك الوحدة، بدر كان لها من اسمها نصيب، معركة وقعت بمحاذاة عين يقال لها بدر، فكانت بدرا في سماء الكون طالعا هيأ الضوء والنور لكل من أراد السلوك في طريق أظلم بفعل ظلم الشرك وكفر المشركين، ونحْيِي بدرا عامنا هذا والمجاهدون في أرض الإسراء والمعراج يصنعون بأمر الله بدرا جديدة ستمحو ظلم المستكبرين وتجلو ظلام الصهاينة المبطلين .

ولفت إلى أنّ بدر التاريخ هي مرجعية الطوفان الهادر المعاصر، وبينهما من التجليات الكثير ، فبدرٌ ضمت صفوة الأمة وكانت المشاركة فيها وساما على صدر كل من حضرها، والطوفان تجهز له حفظة كتاب الله منذ سنين، فما كان يسمح لغير الحفظة غالبا أن يرابطوا على الثغور، ولما حانت ساعة الصفر كان الذين يدكون حصون يهود في غلاف غزة هم الركع السجود الذين عبدوا الله ولم يعبدوا هواهم، فكُتب لهم النصر يومها في أربع ساعات ليذكّروا الدنيا بحرب الدقائق لا الساعات، التي رُدت فيها جيوش دول عربية على أعقابها وكانت الهزيمة مدوية خسرنا فيها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لينبعث اليوم طوفان باسمه هو الفاتح لطريق تحريره بحول الله .

د. أحمد الشحروري: يبقى أن تتذكر أمتنا أن بدرا كان لها ما بعدها وأن الطوفان لن يكون نهاية المطاف

وتابع الشحروري حديثه بالقول: خرج المسلمون يريدون عير قريش ليعوّضوا شيئا مما كانت قريش سببا في خسارتهم إياه بهجرتهم من مكة، وأبى الله إلا أن تكون ذات الشوكة، فنجت العير وكانت المواجهة التي ثبّت الله بها دولة الإسلام وجذّر نواتها في الأرض بفضله.

وأضاف بالقول: واليوم ومنذ سنين يحاول المخلِدون إلى الدنيا أن تكون لهم حياة آمنة بين أنياب الثعلب الصهيوني، فيعقدون المعاهدات معه ليحمي الغنم، ويأبى الله إلا أن يعلو صوت صليل السيوف وصهيل خيل الله فينبعث الطوفان ليفسد خطط المتخاذلين ويقلب الطاولة فوق رؤوس المستسلمين لتكون نهاية الذل الذي طوقوا به أعناق الأمة، فما طريق العزة ببناء ميناء ولا بفتح مطار ولا باستخراج غاز،  وإن كانت كلها حقوق لأهل الأرض لا تناقش، لكنها غير ذات شوكة، لو أخلد إليها مشروع المقاومة لكانت ثمنا بخسا لكسر سيفه وتنكيس علَمه لا قدر الله .

ولفت إلى أنّ معركة بدر كانت إيذانا بوقوف الحق على قدميه وقطعه أول مسافة نحو تحرير مكة من إسار الأصنام بعد أن أوذي المسلمون سنين لم يكن يجرؤ أحدهم فيها على البوح بما يطوي عليه قلبه من يقين، ويأتي الطوفان بعد عقود من جثوّ الأمة على ركبها خاضعة لعدوها ماض فيها حكمه قاطع فيها سيفه، لتدشن حقبة جديدة تغزو المقاومة فيها اليهود وتفرض قواعد المواجهة معهم في ميدان الشرف، ولتكون كلمتها هي العليا برغم تآمر أهل مكة .

ومن التجليات التي يراها الشحروري أنه في معركة بدر خرج المشركون متحدين ضد فكر محمد وصحبه برغم ما بينهم من خلاف العمومة والخؤولة، وتوحدوا ليهزموا خطر محمد الداهم الذي رأوا فيه حتفهم لو تراخَوا، وظل هذا شأنهم في كل منازلة بعد بدر حتى استعلنت وحدتهم الآثمة في غزوة الخندق قبل أن يقلب الله خيامهم وقدورهم ويلقي الرعب في قلوبهم.

وينوه إلى أنّ الباطل يعود اليوم ليتحد لصدّ طوفان الأقصى ويضرب المقاومة عن قوس واحدة برغم اختلاف أوروبا مع أمريكا، لكن الأوروبيين يملكون قدرا من النفاق يحسبون أنه يكفيهم إذا بذلوه للأمريكان لدحر خطر المارد الإسلامي الذي بدأ يطرق باب أوروبا بقوة عبر دخول الناس هناك في دين الله أفواجا، حتى تنبأ خبراؤهم بأن الإسلام في يوم قريب سيكون دين الأغلبية في فرنسا.

وتابع حديثه بالقول: وقف النبي صلى الله عليه وسلم يناجي ربه ويلحّ في الدعاء:”اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض”، فلقد كانت المواجهة حساسة بحيث لو كانت الغلبة فيها لقريش لما كان المستقبل محسوما لصالح الإسلام بتلك السهولة.

وأضاف: ويأتي طوفان الأقصى في زمان طغت فيه العلمانية وشاعت الدعوة إلى الشذوذ وخرجت المرأة أو تكاد من تحت عباءة الحكمة الإسلامية في خلق التوازن بين الرجل والمرأة، ليأتي الطوفان فيشغل الصهاينة عن تحريك هذه الملفات التي شغلوا الدنيا بها لتفكيك العالم الإسلامي أخلاقيا ثم وجوديا رويدا رويدا، وعليه فإن الطوفان هو أكبر مصلح لفِطَر العامة ومهذب لسلوكهم ومقوّم لاعوجاجهم حتى يعلموا أن الصهاينة أعداء لوجودنا ولا يمكن أن يكونوا شركاء لنا في حياة ولا شبه حياة .

وختم الشحروري حديثه لـ “البوصلة” بالقول: يبقى أن تتذكر أمتنا أن بدرا كان لها ما بعدها وأن الطوفان لن يكون نهاية المطاف، بل هو أول العد التنازلي لكسر شوكة الصهاينة وتعديل المزاج العالمي ليستقر في روعه أن الصهاينة أعداء للبشرية لا لفلسطين وأهلها وحدهم، وعندها سينكشف ظهرهم، ويهون أمرهم، وينقطع الحبل الذي مده الله لهم ردحا من الزمان بإذنه ليقطعه بإذنه سبحانه.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: