البوصلة – محمد سعد
دعا إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك الدكتور عكرمة صبري الى نشر الرواية الاسلامية حول المسجد الاقصى لدحض رواية الاحتلال الزائفة، وبعدة لغات لأن أهمية الاقصى ترتبط بأهمية المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
وأكد الشيخ عكرمة أننا مقصرون بنشر روايتنا التي تمثل العدل والحقيقة في مقابل نشاط الاحتلال في نشر روايته الزائفة.
ولفت خلال المحاضرة العلمية التي نظمتها جمعية رابطة علماء الاردن، إلى أنّ تقصير العرب والمسلمين في نشر الرواية الصحيحة حول القدس والمسجد الأقصى المبارك غير مبرر.
وذكر الشيخ لمحةتعريفية عن المسجد الأقصى في بداية المحاضرة الذي قدمها الرئيس السابق للرابطة الدكتور بسام العموش نيابةعن لجنة مؤازري الثدس.
ولفت الشيخ عكرمة صبري عند ذكر الأقصى نعني مدينة القدس والعكس، “لان الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة لم تميز في الدلالة بين القدس والأقصى”، موضحا أنه لا نتصور القدس بدون الأقصى ولا الأقصى بدون القدس.
وأشار الشيخ إلى الوضع في المدينة المحتلة قائلا، ” القدس محاصرة وبدون مبالغة أشد من حصار غزة بسبب جدار الفصل العنصري وانتشار الحواجز العسكرية ،.
وسبب عزل المدينة عن محيطها بقول الشيخ هو ان الاحتلال يريد اضعاف اقتصادها واجبار تجار القدس على الهجرة منها.
وأضاف، “الاحتلال يطبق حكم عسكري وقوانين طوارئ مثل التي طبقها الحكم البريطاني في فلسطين”،مؤكدا ان هذه الاجراءات لن تنجح في رد المقاومةوالدفاع عن القدس.
قوائد لمشاركة المتطرف بن غفير في الحكومة!
وحول مشاركة وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير قال الشيخ أنه هناك فوائد حدثت نتيجة قدوم بن غقير للحكومةوذكرمنها، حدوث شرخ كبير وواضح داخل المجتمعي الصهيوني، ولم يعد الموقف الدولي يتجاوب مع الاحتلال كما كان في السابق.
وأوضح الشيخ أن،”التحدي والعمل الاستفزازي للوزيرالمتطرف أدى إلى ان الجيل الجديد زاد نشاطه وقوي عوده في دفاعه عن القدس”.
يعد المتطرف بن غفير أول وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يقتحم باحات المسجد الأقصـى منذ خمس سنوات، علما بأنه كان قد أكد أنه سيواصل اقتحامه للأقصى بعد تعيينه وزيرا بصلاحيات موسعة، كما أنه قال إنه سيعمل على تشريع صلاة اليهود في الأقصى، مدعيا أن منعهم من ذلك يعتبر “انتهاكا لحرية العبادة”.
عمليات التطبيع في المنطقة وآثارها على القدس
أكد الشيخ عكؤمة أن القدس لم تتأثر باتفاقيات التطبيع الأخير بين الاحتلال ودول عربية لقوله أنها علاقات كانت تحت الطولة وأصبحت فوق الطاولة.
وأضاف، نحن “لا نتكل على الأنظمة ونتكل على أنفسنا”، لافتا أن “بعض من كان يدعم الفلسطينيين قبل عام 94 يفعل ذلك خوفا من منظمة التحريرالتي كانت تستخدم السلاح ولكن بعد اوسلوا رفع السلاح”.
كما نحدث عن دور السلطة في قضية نصرة الأقصى قائلا، أن السلطة كبلت نفسها باتفاق أوسلو الذي وقعته مع الاحتلال ونص على تأجيل قضية القدس إلى ما يعرف ققضايا الحل النهائي، موضحا الاحتلال يستغل هذا الوقت لتغيير الوضع القائم في المدينة المحتلة.
من جانبه تساءل الباحث إبراهيم باجس عن تداعيات فكرة مطالبة دولة المغرب من اليونيسكو إدراج منطقة حارة المغاربة في القدس والتي تضم أحد أبواب المسجد الاقصى باب المغاربة للتراث المغربي
أكد الشيخ عكرمة صبري في هذا السياق أنه يرفض أي إجراء أو محاولة تمس وحدة القدس، مشددًا على أنّه “لن يجرؤ على ذلك أحد”.
وأشار صبري إلى محاولة المملكة المغربية أن تستأثر بالتراث المغاربي في المدينة المحتلة، موضحًا أنه تراث يعود لكل منطقة المغرب العربي بما في دول تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا.
وانطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الاسبوع الماضي، حملة تضامن مع الشيخ عكرمة صبري؛ في ضوء تهديدات الاحتلال والتحريض المتواصل بحقه.
وغرّد ناشطون عبر منصات التواصل حملة عبر وسم #كلنا_عكرمة_صبري، مؤكدين أن حملات التهديد بحق الشيخ ستبوء بالفشل.
وأكد النشطاء أن الشيخ عكرمة صبري، والذي حمل لقب “أمين المنبر”، كان وما زال دوما الصادح بالحق الفاضح للباطل، والجبل الأشم الذي لن ينال منه الاحتلال وأعوانه.
وعقد المحاضرة بعنوان “نصرة للأقصى” بحضور نائب رئيس الرابطة د فايزة السكر ومدير الرابطة د ماهر عارف ومجموعة من الطلبة الصينيين في الجامعات الأردنية.
من هو الشيخ عكرمة صبري ؟
ولد عكرمة سعيد عبد الله صبري في قلقيلية عام 1939 ، لعائلة معروفة بالتدين وحب العلم، حيث كان والده قاضياً شرعياً لبيت المقدس وعضو محكمة الاستئناف الشرعية، ولديه ثلاثة أبناء من الذكور، وابنتين، عروة بروفيسور بالشريعة الإسلامية وعميد كلية القدس، وعمار يعمل موظفاً بالتنمية الاجتماعية وحاصل على الماجستير في علم الاجتماع، فيما تعمل إحدى بناته محاضرة في جامعة ببيت لحم وهي حاصلة على الماجستير في علم الاجتماع وطالبة دكتوراه الآن، كما تخرجت ابنته الأخرى من جامعة مؤتة الأردنية بدرجة الدكتوراه، فيما قبض الله روح أحد أبنائه رحمه الله، ولدى الشيخ 15 حفيداً أكبرهم طالب دكتوراه في الشريعة الإسلامية وجميعهم داخل القدس.
تخرج عكرمة صبري من جامعة بغداد عام 1963 من قسم الدين واللغة العربية، وحصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس عام 1989، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمصر عام 2001.
في بدايات مسيرة الشيخ عكرمة عمل مدرساً في ثانوية الأقصى الشرعية بالقدس، وتولى إدارتها عام 1967، ثم انتقل إلى مجالات تربوية وعلمية عديدة، أبرزها عمله مديراً للوعظ والإرشاد في الضفة الغربية ومديراً لكلية العلوم الإسلامية في أبو ديس، ومفتياً عاماً للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية حتى عام 2006.
(البوصلة)
