الصفدي: الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته

الصفدي: الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته

أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الأحد، أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والبدء بتنفيذ خطة شاملة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين هو سبيل وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.

وأكد الصفدي في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية تتطلب تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في حماية الأمن والسلم وفرض وقف العدوان على غزة واحترام القانون الدولي.

وحذر الصفدي من أن استمرار العدوان يدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد الإقليمي الذي ستهدد تداعياته الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

كما أكد الصفدي ضرورة تكاتف الجهود الدولية لخفض التصعيد وحماية المنطقة كلها من تبعاته.

وشدد الصفدي على أن الأردن سيستمر في جهوده غير المنقطعة لوقف العدوان على غزة ووقف التصعيد الإقليمي، والعمل مع الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي لإطلاق تحرك حقيقي وفاعل لتنفيذ حل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل في المنطقة.

وأكد الصفدي أن الأردن سيستمر أيضا في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته، ولن يسمح لأي كان بتعريض أمنه وسلامة شعبه لأي خطر.

(بترا)

د.أحمد داود شحروري

يفترض البسطاء أن نتعامل مع حركة إيران باتجاه العدو الصهيوني بشكل يترجم إعجابنا المطلق، بل تأييدنا ودعمنا، فإيران هي حليف المقاومة الفلسطينية الداعم وسط حصار عالمي وعربي مطبق، اخترقته إيران ودعمت مقاومة الفلسطينيين بالمال والسلاح، واعترفت المقاومة بذلك علنا.

لا يعنينا من هذا إلا أن المقاومة لم يكن لها خيار في لجوئها إلى الدعم الإيراني حينما تخلى عنها العرب وضربوها حتى كادت تسقط على صخر مليء بكوم من الشوك فمدت لها إيران حجرها فلجأت إليه لأن خيارها الآخر هو الانتحار.

 هذه الصورة تفرض نفسها حين يرد ذكر مفردات: المقاومة، إيران، الصهاينة، الولاء، فهل يفرض علينا هذا الواقع أن نبقى عبيد ظروف ربما أوقعتنا في المجاملة التي تفرض إيقاعا يخرجنا من دائرة الإنصاف والمنطق؟!

 أما بعد فإن أخبار الهجوم الإيراني على أهداف صهيونية أكلت الجوّ وحولت الأنظار عن الساحة الغزية، غير أن تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية غير مشجع للمراقب الخبير للمجازفة في إعلان هجوم فعال يمكن أن يتعدى حدود الغزل الإيراني الأمريكي منذ قيام الثورة الإيرانية، وعليه فاحتمال تغير قواعد الاستهداف الصهيوني لغزة يبقى محدودا، وشواهد المجاملات الإيرانية الأمريكية عديدة، فإيران هي التي سمحت لأمريكا باختراق مجالها الجوي لضرب العراق قبل ثلاثة عقود، وإيران هي التي باضت وفرخت في العراق لخلق طائفية قتلت العراق ومزقت جسده لصالح السطوة الأمريكية في المنطقة، وإيران هي التي استباحت سوريا وقتلت الثورة حفاظا على النظام السوري الطائفي، وما زالت تمارس تغييرا ديمغرافيا هناك، وإيران هي التي احتلت اليمن ولبنان وفردت جناحيها المثقلين بالدماء في ساحتيهما، إيران هي المشروع القومي السياسي الأيدولوجي الذي تفضله أمريكا في المنطقة، فأمريكا تطلق على التشيع: “الدين الشيعي” وهي على لسان مسؤوليها تفضل التعامل مع الدين الشيعي على تعاملها مع الدين السني.

قد يقول أحد الفضلاء: هل هذا وقت فتح الملف الطائفي ونحن نُستَهدف جميعا في هذه المنطقة من العالم؟ وجوابي أن الملف الطائفي لم يغلق حتى نتهم بفتحه، وأن الشواهد قائمة على اتصالات أمريكية إيرانية للتفاهم على الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، كما تم الاتفاق على حجم الرد الإيراني باستهداف قاعدة عين الأسد بعد اغتيال سليماني، والسؤال المنطقي: ما هذا الشكل من العداء المدلّع؟! 

في لحظات كتابة هذه الأسطر تصل صواريخ إيران سماء تل أبيب، لكن نتائجها بعدُ مجهولة، ولا يمكن التكهن بحجم ارتدادات نتائجها كذلك.

 نحن نسمع محللين سياسيين وعسكريين يؤكدون أن الخلاف الإيراني الإسرائيلي حقيقي لا تمثيل فيه، وأن مشروعيهما في المنطقة متناقضان، لكننا كذلك رأينا على أرض الواقع أن العرب وأهل السنة خصوصا قد طال تضررهم من تحقيق أهداف المشروع الإيراني في المنطقة، فهل يأتي اصطراع إيران مع الكيان الغاصب لينصر أهل السنة أم ليطرح الأسهم الشيعية في المنطقة للتداول في سوق ثقافي وأيدولوجي بارت فيه أسهم السنة وضربت المكونات السنية في المنطقة سوقَها حتى غدت كبوتها عاملا مساعدا لكل المكتتبين سواها في ساحة الأحداث؟

لن أناقض نفسي إذا أعلنت أني لست مع منع إيران من ضرب الصهاينة، فأذى الصهاينة يجب أن يكون هدفا من أهدافنا نحن العرب المسلمين أيّا كان مصدره، ولا يمكن أن نحتج على إطعام الصهاينة وسقيهم في سبيل مدهم بالقوة اللازمة لضربنا، ثم نحتج على من يصيبهم بأذى ونمنعه من الوصول إلى هدفه، فإن الجمع بينهما يوقعنا في تناقض صارخ لا يسوغ في منطق العقلاء.

لست متفائلا في مراقبتي لما يحدث في هذه الساعات، لكن لله حكمة في كل ما يجري في ملكه بقدره وعلمه سبحانه، وما قدمه الغزيون في ستة أشهر من أرواح وأملاك لن يذهب هدرا، والنصر أو الهزيمة ليسا معلقين بعز عزيز ولا بذل ذليل، إنما يفرض أحدهما علم الله سبحانه بمن يستحق هذا ومن يستحق ذاك، ولله سنن لا بد أن يمضيها، فلتحمل صواريخ إيران المجنحة فوق أجنحتها قدر الله المكتوب وإرادته تعالى، بغض النظر عن نوايا البشر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: