بسرعة غير متوقعة، انتشر فيروس كورونا في كل ارجاء المعمورة، واصبح العالم موحدا في مواجهة عدو لا يفرق بين ابيض واسود وبين فقير او غني.
كورونا وصل اوروبا والولايات المتحدة؛ بمعنى ان مركز الحضارة المتقدمة يتعرض لاختبار غير مسبوق في خطورته، فالاصابات تتزايد امام مسمع ومرأى العالم العاجز.
الملفت ان اوروبا تعاني اكثر من العالم الثالث، ولكن في المحصلة هناك اتفاق عالمي على الخطورة العامة، وهناك رغبة مترددة في المواجهة الجماعية.
الصين “موطن الفيروس” تجاوزت الازمة وبدأت بالتعافي، وهذا يعطي الجميع بارقة امل ان التدابير قد تكون فاعلة، لكن هل يملك الجميع ما تملكه الصين، ولا سيما ان الفقراء من الدول لم تتعرض الى الاختبار الى الآن؟
ايران وحكومتها الى الآن تفشل في التعامل مع فيروس كورونا، ولعل النموذج الايراني مؤشر على دول العالم الثالث الضعيفة، وللامانة قصة ايران مرعبة ونموذجها يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا!
الحسابات الاقتصادية من خسائر وكساد وانهيار بورصات واسعار نفط، لم تعد اولوية عالمية امام الخطر الصحي الذي يسببه فيروس كورونا، فصحة الانسان تتقدم على كل شيء، وتلك معادلة تبدو مريحة.
هناك خوف ورعب عند زعامات العالم، فمن يراقب تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الاخيرة يدرك حجم الارتباك والهلع وعدم السيطرة عند هؤلاء القادة.
ما يجري يثبت ان العالم يقف على اطراف اصابعه، وان الحضارة العالمية ترتبك بشدة امام “كورونا”، والاخطر ان المشكلة تتفاقم بسرعة لافتة.
اردنيا، نحن بخير، ويجب ان لا نركن لذلك، فبعد ان اعلنت منظمة الصحة العالمية ان “فيروس كورونا” وباء عالميا، علينا ان نبادر نحو كل الخطوات الوقائية مهما كانت كلفتها “جبرها قبل ما تنكسر”.
(السبيل)
