الفاينانشال تايمز: تجربة روسيا قد تردع الصين

الفاينانشال تايمز: تجربة روسيا قد تردع الصين

نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا للكاتب جدعون راتشمان الدروس المستفادة التي ينبغي أن تكون روسيا قد تعلمتها من غزوها لأوكرانيا، مرجحا أن أغلب الدول الكبرى التي تمتلك أقوى الجيوش في التاريخ المعاصر خسرت معاركها عندما حاولت غزو دول أصغر أو أضعف.

وأشار الكاتب في مقاله إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو وحده الذي كان مخطئا في حساباته قبل شن هجومه على أوكرانيا. فقد كان هو وكبار مسؤولي إدارته وكبار القادة في الجيش الروسي ومعهم أجهزة مخابرات دول الغرب ومسؤولين في الإدارة الأمريكية ودول أوروبا يتشاركون نفس الاعتقاد بأن القوات الروسية بإمكانها أن تسحق أوكرانيا خلال عدة أيام.

لكن ذلك لم يحدث، إذ تستمر الحرب في أوكرانيا للشهر الثالث على التوالي منذ أن بدأت روسيا اجتياح الحدود في 24 فبراير/ شباط الماضي. ولم يتوقف القتال في تلك الدولة التي يمزقها الصراع حتى الآن، ولا يعلم أحد متى ينتهي القتال هناك.

واستشهد الكاتب بما قاله الباحث السياسي الأكاديمي الهندي براتاب بهانو ميهتا من أن “واحد من أسرار السياسة الدولية التي لم تكتشف بعد على الرغم من سجلها (الدول التي تمتلك جيوش قوية) المروع في هذه الحروب غير المتناظرة، إلا أنها تظل على قناعة بأنها سوف تنتصر”.

وأشار إلى أن الصين كانت هي الدولة الوحيدة التي تمكنت من مقاومة إغراء الحرب منذ غزوها فيتنام عام 1979. فمنذ ذلك الحين، تعلمت بكين الدرس جيدا وأدركت أنها لن تنتصر في مثل هذه الحرب.

وكانت النتيجة أن ركزت الصين، منذ ذلك الوقت، على اقتصادها وأحدثت بالفعل تغييرات جوهريه في الاقتصاد والمجتمع حتى أصبحت ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة. على الرغم من ذلك، أظهرت الصين في السنوات القليلة الماضية حنينا لميدان المعركة اتضح من خلال زيادة الإنفاق العسكري وإجراء التدريبات العسكرية بالقرب من تايوان للتلويح بإمكانية استخدام القوة، علاوة على أفلام الحروب التي تتصدر شباك التذاكر في الصين محققة أعلى الإيرادات.

ومع ذلك، يبدو أن التجربة الروسية في أوكرانيا قد تردع بكين عن التفكير في التدخل العسكري في تايوان وأن تثني الصين عن خوض حرب قصيرة لتحقيق مجد عسكري. ويقول المؤرخ آدم توز: “باستثناء حروب التحرير الوطني، أجد صعوبة بالغة في أن أذكر اسم حرب واحدة منذ عام 1914 أسفرت عن نتائج إيجابية لصالح الدولة التي تبدأ بالعدوان”.

(بي بي سي)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: