حملة “غزة معا ننصرها: الإيواء وإعادة الاعمار”.. تجمع 3 ملايين دينار لدعم الصمود في القطاع المحاصر
عمّان – رائد صبيح
لم يكن يوم أمس الأربعاء يومًا عاديًا فقد كان يومًا سطّر فيه الأردنيون أجمل وأروع صور التضامن والدعم المادي والمعنوي للأهل في غزة، والذي تكلل بجمع تبرعات وصلت إلى ثلاثة ملايين دينار، شكلت حصيلة لحملة “غزة معا ننصرها: الايواء وإعادة الاعمار” التي اطلقتها اللجنة العليا للإعمار في فلسطين والمكونة من نقابتي المهندسين والمقاولين مع نهاية البث الاذاعي المفتوح عبر أثير إذاعة حسنى، وباب التبرع ما زال مفتوحًا لصالح الحملة، بحسب القائمين عليها.
وأشاذ عضو اللجنة العليا للإعمار في فلسطين المهندس عبد الهادي الفلاحات، في تصريحاته لـ “البوصلة” بالصورة المشرقة والرائعة التي قدمها “الشعب الأردني الذي يجود بدمائه منذ تأسيس الدولة من العشرينات والثلاثينات والمؤتمرات الوطنية الأردنية للقبائل والعشائر الأردنية والتضحيات والشهداء والمتطوعين الذين كانوا على أرض فلسطين”.
ولفت إلى أنّ “أول شهيد عربي في ثورة المختار في ليبيا كان أردنيًا من دار البطاينة، وتضحيات الشعب الأردني والجيش الأردني في معركة اللطرون وباب الواد والخليل ونابلس والقدس وكل مكان”.
وقال الفلاحات: اليوم هذا الشعب العظيم هذا الشعب الكبير هذا الشعب العروبي القومي الإسلامي الذي يقدم دماءه رخيصة لقضايا الأمّة العادلة، وفي المقدمة منها نصرة الأشقاء في فلسطين باعتبارها قضية أردنية، أو بالدفاع عن وطنه كما في معركة الكرامة، لا يمكن أن يبخل بما يقدم من مال.
وشدد على أنّ الملحة الأردنية التي نشعر بها الآن ونرى فيها شعبنا العظيم في تلاحمهم وانتصارهم لغزة في الشوارع الأردنية وهي التي حركت الشوارع العربية والمواقف الرسمية للملك وكل هذه الأحداث تكللت بجانب مالي، مع كل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه المواطن الأردني، ورغم تعدد حملات جمع التبرعات بأكثر من مؤسسة وأكثر من هيئة، مع ذلك الشعب الأردني كان بالأمس جوادًا وكريمًا ومعطاءً رغم كل هذه الظروف، كان يقدم.
ولفت إلى صورٍ مشرقة خلال الحملة: “للأمانة أثناء الحملة، كان هناك حالات ملفتة للنظر أحد المتبرعين قال: أنا أملك خمسة دنانير وتبرع بها للحملة، وهناك من تبرع بالآلاف، وهناك من تبرع بحصيلة غلته من عمله على تكسي مكتب، أو أجرة محل”.
وشدد الفلاحات على أنّ هذه المشاهد التي لمسناها بالأمس ليست غريبة علينا جميعًا، فشعبنا عظيم وكريم ويقف مع قضايا أمّته، وقضايا وطنه.
وأضاف بالقول: الحقيقة كان يوم الأمس يوم ملحمة كما هي في الشوارع وكما هو الخطاب الرسمي والشعب الأردني والسيدة الأردنية والطفل الأردني.
وتابع عضو لجنة إعمار فلسطين حديثه بالقول: تخيّل أن مدرسة واحدة تجمع بيوم واحد أو يومين تجمع أكثر من 10 آلاف دينار من التلاميذ وأولياء الأمور، بهذه الصورة المشرقة.
وقال الفلاحات: اعتقد أنّ هذا الجهد العظيم والعطاء الأردني الكريم، يؤكد مائة مرة على أصالة هذا الشعب، وعلى جوهره ومعدنه الأصيل، الذي لا يمكن أن يبخل على أمّته ولا وطنه بشيء، مهما كان ثمينًا، الروح والدم والمال كان عنوانًا.
ولفت إلى أنّه “اليوم لو تفتح الحدود في ظروف سياسية معينة أو يفكر العدوّ أن يتقدم باتجاه الأردن لا قدّر الله، أعتقد أنّ الشعب جميعه سيقف في وجه مثل هذه المؤامرة”.
وأكد الفلاحات على أنّ “هذا الوعي وحالة الوعي التي يجب أن نكرسها لدى المواطن الأردني بالحفاظ على وطنه، والانتصار لأشقائنا في غزة والتضحية بالمال وبكل شيء”.
وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: هذه العناوين، وهذه حالة الوعي التي يجب أن تتكرس وأننا جميعًا رسميين وشعبيين مواطنين وأجهزة أمنية والقوات المسلحة والأطفال والنساء، نحن جيمعًا اليوم في خندق الوطن، وفي خندق الدفاع عن فلسطين وغزة.
الأردنيون يجمعون 3 ملايين دينار اردني لحملة “غزة معا ننصرها: الإيواء وإعادة الاعمار”
وبلغت حصيلة التبرعات التي جمعت لحملة “غزة معا ننصرها: الايواء وإعادة الاعمار” التي اطلقتها اللجنة العليا للإعمار في فلسطين والمكونة من نقابتي المهندسين والمقاولين مع نهاية البث الاذاعي المفتوح عبر اثير اذاعة حسنى، 3 ملايين دينار اردني، لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني، وباب التبرع مفتوح لصالح الحملة.
وأشاد رئيس اللجنة العليا للإعمار في فلسطين، نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، بالجهود التي بذلها ابناء الوطن ومشاعرهم النبيلة تجاه اشقائهم في فلسطين، مؤكدا أن العطاء الذي قدمه المواطنون والاطفال ورجال الاعمال والمهندسين والمقاولين والصناعيين وكافة شرائح المجتمع الاردني، سيساهم في دعم صمود الاشقاء في قطاع غزة، وسيكون سبيلا لتثبيتهم على ارضهم ضد محاولات الاحتلال الغاصب البائسة في تهجيرهم القسري واخراجهم من منازلهم.
من جانبه، قدم أمين عام نقابة المهندسين المهندس علي ناصر، شكره لكافة المساهمين في حملة غزة معا ننصرها، مشيدا بالجهود التي بذلتها كوادر نقابة المهندسين في إنجاح الحملة وتبرعها السخي لصالح الحملة.
(البوصلة)
