“القدس الدولية” تحذر: الأقصى أمام خطر الانهيار والمستوطنون يستبيحونه بصلوات غير مسبوقة

“القدس الدولية” تحذر: الأقصى أمام خطر الانهيار والمستوطنون يستبيحونه بصلوات غير مسبوقة

في تقريرها السنوي السادس عشر “عين على الأقصى”

أطلقت مؤسسة القدس الدولية الإثنين، تقريرها السنوي عين على الأقصى السادس عشر في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور لفيف من الشخصيات الرسمية، والدبلوماسية، والعلمائية، والأحزاب، والفصائل، والهيئات، والمؤسسات، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني. 

استهل المؤتمر بكلمة معالي الأستاذ بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الذي أكّد أنّ الأقصى يشهد واقعًا بالغ الخطورة، وهو خطر يتعاظم عامًا بعد عام في ظلّ تحالف جماعات الهيكل مع مؤسسات الاحتلال السياسية والأمنية والقانونية، ما يستوجب الوعي به والتصدّي له.

ولفت مرهج  إلى أنّ الاحتلال يتمادى في عدوانه، ولا يوفر وسيلة في سبيل التهويد الديمغرافي للقدس إلى جانب تهويدها دينيًا وثقافيًا؛ فحبل الاستيطان على غاربه لضمان استجلاب مزيد من المستوطنين إلى الشطر الشرقي من المدينة ليكون الميزان الديمغرافي لمصلحتهم، ويكاد لا يمرّ يوم من دون أن يهدم الاحتلال منزلاً ليشرّد أهله المقدسيين، أو منشأة تشكّل مصدر دخل لعائلة أو أكثر، إمعانًا في تضييق الخناق عليهم.

وأكّد مرهج أنّ قرار الاحتلال سحب الترخيص من ستّ مدارس في القدس بذريعة أنّ مناهجها تتضمّن تحريضًا على الاحتلال ومؤسساته ما هو إلا دليل آخر على المساعي الإسرائيلية للسيطرة على عقول المقدسيين وتشكيلها بما يتوافق مع مزاعم الاحتلال حول القدس والأقصى، وطمس المفاهيم الوطنية وتلك المتعلقة بالمقاومة، لتتخلى الأجيال القادمة عن عقيدتها وإيمانها بقضيتها، وتتنازل عن الدفاع عنها.

وأشار مرهج إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على القدس والمقدسيين والمقدسات يمرّ تحت سمع العالم وبصره، بل برعاية من بعض الدول التي تحتضن الاحتلال ومصالحَه، وهو للأسف عدوان يقابل بموقف عربي وإسلامي ضعيف، ناهيكم عن استمرار مسار التطبيع مع الاحتلال الذي أطلقه ترامب عام 2020 ليشكّل درعًا لدولة الاحتلال ويمنحها هامشًا أوسع لتصعّد اعتداءاتها وتستكمل تنفيذ سياساتها.

ودعا في ختام كلمته أحرار الأمّة والعالم إلى دعم الحقّ الفلسطيني عبر الموقف والقول والعمل، كلٌّ من موقعه ووفق ما هو متاح وممكن، وإلى رفض التطبيع مع الاحتلال بكلّ أشكاله، والتصدي لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

ثمّ كانت كلمة للأستاذ ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، استعرض فيها أبرز خلاصات تقرير عين على الأقصى، وقال حمود إنّ مسار فرض الطقوس التوراتية ضمن التأسيس المعنوي للمعبد حضر كأحد أبرز مسارات العدوان على المسجد إذ لم يمرّ موسم أعياد مركزي واحد من دون أن تفرض فيه طقوس توراتية لم يكن المسجد الأقصى يشهدها من قبل، فيما شهد يوم 2022/5/29، بالتزامن مع ذكرى استكمال احتلال القدس بالتقويم العبري، أسوأ استعراض للطقوس التوراتية في الأقصى منذ احتلاله.

وعلى مستوى تحقيق الوجود اليهودي في الأقصى، تحدث حمود عن تماهي الشخصيات السياسية الإسرائيلية مع ما تطرحه “منظمات المعبد” من مطالب متعلقة باقتحام الأقصى، ومشاركة عدد من السياسيين، في مقدمتهم عضو “الكنيست” المتطرف إيتمار بن جفير، في الاقتحامات. وأشار إلى أنّ تقرير عين على الأقصى رصد مشاركة 50717 مستوطنًا في اقتحام الأقصى ما بين 2021/8/1 و2022/8/1.

ولفت حمود إلى أنّ التقرير رصد عودة المخططات الكبرى التي يعوِّل عليها الاحتلال لقلب المشهد الثقافي في الأقصى ومحيطه رأسًا على عقب، فيغدو الطابع اليهودي الطارئ أصيلًا ثابتًا، والطابع الإسلامي الأصيل الثابت طارئًا وقابلًا للإزالة، وقد تصدّر قائمة أخطر المشاريع التهويديّة مشروع القطار الهوائي المعلق (التلفريك)، وترميم كنيس “فخر إسرائيل”، وبناء كنيس “المعبد القديم” في سلوان، ومشروع تهويد ساحة البراق والمنطقة المحيطة بباب المغاربة، والحفريات أسفل مصلى الأقصى القديم، واستهداف الساحات الجنوبية الغربية للأقصى، وهذا الاستهداف الأخير جرى تسليط الضوء عليه عبر مقطع فيديو أنتجته مؤسسة القدس الدولية يوضح تطوراته ومراحله وخطورته على المسجد.  

وفي ما يتعلق بالتفاعل مع الاعتداءات على الأقصى، قال حمود إنّ المقاومة والجماهير الفلسطينية تابعت تموضعها في قلب معركة القدس، إذ دعت فصائل المقاومة الجماهير الفلسطينية إلى الاحتشاد الدائم في الأقصى والقدس، للتصدي لاعتداءات الاحتلال، وقد واجه الفلسطينيون صلف الاحتلال عبر المقاومة الشعبية التي أشعلت عشرات نقاط المواجهة، فيما اكتقت السلطة الفلسطينية بشجب العدوان على الأقصى غير مرة، من دون ترجمة مواقفها إلى وقف حقيقي للتنسيق الأمني وإجراءات ضاغطة على الاحتلال.

ولفت حمود إلى أنّ أيّ جديد لم يطرأ في المواقف الرسمية العربية والإسلامية، سوى ترسيخ التطبيع مع الاحتلال، وتُوِّج ذلك بقمة النقب المشؤومة. أما المواقف الدولية فبقيت على حالها باستثناء زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة، وكان من أهدافها دمج الاحتلالِ في المنطقة، وتشكيل تحالف ضدَّ قوى المقاومة.

وفي التوصيات، دعا حمود السلطة الفلسطينية إلى وقف أي رهانات على الإدارة الأمريكية الحالية أو أي من الأطر الدولية، وتنفيذ قرارات وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتقديم الدعم للمرابطين والمقاومين.

ودعا قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية إلى تعزيز  العمل المقاوم في الضفة، من بوابة الدفاع عن القدس والأقصى، ومضاعفة التفاعل مع التطورات في المسجد، وتحقيق التوازن بين الخطاب الإعلامي التهديدي للاحتلال ذي السقف العالي جدًا، وظروف المقاومة التي لا تسمح دائمًا بتنفيذ التهديدات لظروف مفهومة.

وشدّد حمود على ضرورة رفع أعداد المرابطين في الأقصى، والتنبه لما يحاك ضد المنطقة الجنوبية الغربية من الأقصى من حفريات ومحاولات للسيطرة عليها، وإفشال هذه المخططات بكل ما يمكن.

وطالب حمود الأردن بالرد بحزم على اعتداءات الاحتلال على الأقصى، والدفاع عن الحصرية الإسلامية في إدارته، وإنهاء كل مظاهر التطبيع مع الاحتلال، وأكّد ضرورة استعادة التحام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مع الجماهير المقدسية لمواجهة المخاطر الكثيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى، ليشكّلا معًا سورًا للدفاع عن المسجد.

وحذّر حمود الحكومات العربية والإسلامية من الوقوع في فخ التطبيع، مطالبًا بمنع أي زيارات تطبيعية إلى القدس المحتلة. 

وعلى المستوى الشعبي العربي والإسلامي، أكّد حمود أهمية بناء سيرورة دائمة من التفاعل مع الأقصى وقضاياه، في المسارات السياسية، والإعلامية، والثقافية، والمالية، والقانونية وغيرها.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: