القضية الفلسطينية.. حقائق تجتمع بمكتبة أردنية

القضية الفلسطينية.. حقائق تجتمع بمكتبة أردنية

– المكتبة تتبع للجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس وتضم نحو 5500 كتاب تتعلق بالقضية الفلسطينية
– محتويات المكتبة لمؤلفين من مختلف دول العالم باللغة العربية والإنجليزية وبعضها بالفرنسية
– العاملون بالمكتبة أعربوا عن أملهم في الحصول على كتب تركية مترجمة إلى العربية

لا يحتاج الراغبون في الاطلاع على أدق تفاصيل وتاريخ دولة سلبها احتلال يواصل التنكيل بشعبها، إلا التوجه لمكتبة اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس، بالعاصمة عمان، التي تأسست قبل نحو خمسة عقود.

وتضم المكتبة نحو 5500 كتاب، كشواهد على القضية الفلسطينية، كُتبت بأقلام مؤلفين من مختلف بقاع الأرض، كما تقدم لروادها أيضا استشارة علمية ومصادر ورقية وإلكترونية.

واللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس (حكومية) تأسست عام 1971، وأُعيد تشكيلها عام 1994.

والقضية الفلسطينية من أبرز القضايا المحورية في العالم منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي في 1948 وما تلاها من احتلال لباقي الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس عام 1967.

ومرت القضية الفلسطينية بعدة مراحل، آخرها اتفاق السلام الموقع بين بين منظمة التحرير وإسرائيل (أوسلو) عام 1993، وأسفر عن إقامة السلطة الفلسطينية.

وارتكبت إسرائيل منذ 1948 العديد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، آخرها الحرب المدمرة التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت حتى الجمعة، عن مقتل 762 فلسطينيا وإصابة 62 ألفا و108 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق مصادر فلسطينية.

ويعد الأردن من بين الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية، بسبب الترابط الجغرافي والديموغرافي مع جارته الغربية.

مراسل الأناضول زار المكتبة، واطلع على طبيعة الخدمات التي تقدمها منذ تأسيسها، الذي تزامن مع تأسيس اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس، وجوانب اهتمامها بالقضية الفلسطينية من النواحي السياسية والاقتصادية والتاريخية والإعلامية.

** اهتمامات المكتبة

ومن بين اهتمامات المكتبة وفق القائمين عليها، المشاركة في تأليف الكتب التي تحتوي على معلومات توثيقية عن فلسطين والقدس، وإعداد نشرات يومية للأخبار المتعلقة بها، وإصدار التقارير، إلى جانب رصد مواقف الدول العربية والإسلامية والعالمية من القضية الفلسطينية.

وتعدّ المكتبة مقصدا للمهتمين بالقضية من أكاديميين وصناع أفلام وباحثين وغيرهم، وتوفر المراجع باللغتين العربية والإنجليزية، وبعضها بالفرنسية لمؤلفين من مختلف دول العالم.

ويتم الحصول على الكتب والمراجع من خلال المعارض الدولية، وعن طريق التبادل بالإهداء مع مختلف المؤسسات الأكاديمية ومراكز المعلومات، ويتم توزيع الكتب خلال المعارض والمؤتمرات والندوات ولزوار اللجنة بشكل مجاني.

ويبين العاملون في المكتبة أنهم حريصون على التوثيق من تركيا، ولكن يصطدمون باللغة على حد قولهم، معتبرين أن تركيا لديها مخطوطات “هائلة” يحتويها الأرشيف العثماني.

وتفتح المكتبة أبوابها بشكل يومي لسبع ساعات، ويقصدها الأكاديميون والباحثون والمهتمون بالقضية الفلسطينية من مختلف فئات المجتمع، وبخاصة السياسيين والدبلوماسيين.

** نبع معرفة بالقضية الفلسطينية

يونس التميمي، أحد زائري المكتبة الدائمين، ويحمل درجة الدكتوراة حول اللاجئين الفلسطينيين والأمم المتحدة، من فيينا عام 1970، قال للأناضول: “المكتبة نبع معرفة فيما يتعلق بالمعلومات عن القضية الفلسطينية، وتحديدا القدس”.

وأضاف التميمي، “الوظيفة العامة للمكتبة تجسيد عمل لرؤية ورسالة اللجنة الملكية لشؤون القدس”.

وبيّن أنها “تشهد تطوراً مستمراً في المراجع والمعلومات ونشرها وتوزيعها”.

وأشار التميمي، إلى أن المكتبة “لا تصدر إلا ما هو ممحص ومكتوب، لذا فالقارئ يكون مطمئناً من دقة المعلومات”.

** مختصة بكتب القدس

فيما تقول عبلة المهتدي، الباحثة الأردنية في تاريخ القدس والقضية الفلسطينية ومن مرتادي المكتبة: “تعد هذه المكتبة من أفضل المكتبات المتخصصة بكتب القدس، وتكاد تكون الأولى في ذلك”.

وأضافت المهتدي، للأناضول، “قديما كان هناك مكتبة بالجامعة الأردنية (حكومية)، وأُلغيت بعد أن كانت وجهة من الوجهات”.

واعتبرت أن مكتبة اللجنة “شاملة وتغطي كافة الجوانب واهتمامات الباحثين”.

وقالت المهتدي، “أتردد على هذه المكتبة من 20 عاما، واعتمد عليها بالإحصاءات والخرائط المميزة، والدراسات المتخصصة، فأي باحث يقصدها لأي معلومة يجدها هنا”.

** تشبيك أكاديمي

من جهته، قال عبد الله كنعان، أمين عام اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس، للأناضول، إن “دور المكتبة التشبيك الأكاديمي، من حيث ربط طلبة العلم والباحثين مع مصادر المعلومات، وإجراء المقابلات مع الشخصيات المختلفة”.

وأضاف كنعان، “نعمل أيضا على تزويد طلبة العلم والباحثين بكتب تيسير مهام لبعض الجهات والتواصل معهم، ونربط الدراسين وطلبة العلم بمصادر معلومات مقدسية وفلسطينية”.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها في 1981 إلى الشطر الغربي وإعلانهما عاصمة موحدة لها.

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس، بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.

وفي مارس/ آذار 2013، وقع الملك عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين، ليواصل عاهل الأردن دور آبائه وأجداده الممتد منذ قرن من الزمن.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: