المجازر تهدد رفح والمجاعة تشتد في الشمال.. أين يذهب الغزيّون؟

المجازر تهدد رفح والمجاعة تشتد في الشمال.. أين يذهب الغزيّون؟

وزير الخارجية المصري: اتصالات مستمرة للتوصل إلى هدنة في غزة

عمان – البوصلة

لم تعد تجدي النداءات والمناشدات، فالعالم قرر أن يغمض عينيه عن المأساة، وتركت غزة وحدها في مواجهة مغول العصر، موتا بالقصف الجوي أو المدفعي أو الدبابات أو الإعدامات الميدانية أو الجوع حتى، في زمن يتمكن فيه الجائع من بث معاناته للعالم عبر الانترنت، إلا أن العالم كله يعجز عن إدخال لقمة له.

وصل العدوان على غزة مراحل متقدمة من التوحش، فالاحتلال الذي مشّط مناطق غزة تمشيطا وهرست جنازير دباباته اللحم بالركام، لم يتمكن حتى الآن وبعد كل الذي فعله من كسر إرادة المقاومة التي لا تزال تصر على شروطها بخروج كامل للقوات وتغيير الوضع في المسجد الأقصى وإعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى.

على طاولة المفاوضات لم يترك الاحتلال ذنبا لم يقترفه في سبيل فرض الانتصار، في حين أن المقاومة وجدت نفسها أمام خيار الصمود وحده بعدما مسحت معالم غزة عن وجه الأرض.

انقسمت غزة شطرين، شطر في الشمال قرابة نصف مليون جائع بالمعنى الحرفي للكلمة، وباقي أهالي القطاع في الشطر الآخر جنوبا عند الحدود مع مصر يهددهم الاحتلال بالمجزرة المؤجلة في سبيل كسر ذراع المقاومة وإصابتها في أهلها مجددا كما يفعل منذ ٤ شهور.

يقول الصحفي أنس الشريف الذي لا زال مرابطا في موقعه الإعلامي شمالي غزة، إن الجوع في الشمال غير مسبوق، فيما يتداول نازحو رفح مشاهد القصف والاستهدافات وسط وجوه يعلوها الرعب والحيرة، ويسألنا الغزيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “وين نروح؟”.

يكذب نتنياهو ويقول إنه طلب من جيشه فتح ممرات آمنة للمدنيين، ويقابله الفلسطيني بمئات المقاطع المصورة لشهداء في “الممرات الآمنة” السابقة.

كل هذا يحدث وسط صمت عالمي أو اعتراض صوتي بالأكثر، لكن لا أحد يريد أن يبذل جهدا حقيقيا لوقف المذبحة، كيف يفعلون وسيد البيت الأبيض الذي يخطئ في كل خطاباته، يهدد الجميع أو على الأقل يتجاهلهم حتى أبرز حلفائه في المنطقة فقدوا ما تبقى من نفوذ لديهم.

لم يبق أمام الغزي إلا الله ثم سلاح مقاومته المحلي الصنع، ولعل انتظار الموت أصعب من الذهاب إليه، فكل غزيّ ربما يقول في سره ليتني كنت من الذين شاركوا في الطوفان الأول بدل أن أنتظر مقتلي تحت خيمة ممزقة، بحسب مراقبين.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: