عمان – البوصلة
لم تعد تجدي النداءات والمناشدات، فالعالم قرر أن يغمض عينيه عن المأساة، وتركت غزة وحدها في مواجهة مغول العصر، موتا بالقصف الجوي أو المدفعي أو الدبابات أو الإعدامات الميدانية أو الجوع حتى، في زمن يتمكن فيه الجائع من بث معاناته للعالم عبر الانترنت، إلا أن العالم كله يعجز عن إدخال لقمة له.
وصل العدوان على غزة مراحل متقدمة من التوحش، فالاحتلال الذي مشّط مناطق غزة تمشيطا وهرست جنازير دباباته اللحم بالركام، لم يتمكن حتى الآن وبعد كل الذي فعله من كسر إرادة المقاومة التي لا تزال تصر على شروطها بخروج كامل للقوات وتغيير الوضع في المسجد الأقصى وإعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى.
على طاولة المفاوضات لم يترك الاحتلال ذنبا لم يقترفه في سبيل فرض الانتصار، في حين أن المقاومة وجدت نفسها أمام خيار الصمود وحده بعدما مسحت معالم غزة عن وجه الأرض.
انقسمت غزة شطرين، شطر في الشمال قرابة نصف مليون جائع بالمعنى الحرفي للكلمة، وباقي أهالي القطاع في الشطر الآخر جنوبا عند الحدود مع مصر يهددهم الاحتلال بالمجزرة المؤجلة في سبيل كسر ذراع المقاومة وإصابتها في أهلها مجددا كما يفعل منذ ٤ شهور.
المجاعة في شمال غزة لا توصف
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) February 10, 2024
الجوع يفتك بأهالي شمال غزة مع انعدام المواد الأساسية كالطحين والأرز والسكر وحليب الأطفال ومياه الشرب، واستمرار تعنت الاحتلال في منع إدخال المساعدات الإنسانية
pic.twitter.com/hUc1aItpoG
يقول الصحفي أنس الشريف الذي لا زال مرابطا في موقعه الإعلامي شمالي غزة، إن الجوع في الشمال غير مسبوق، فيما يتداول نازحو رفح مشاهد القصف والاستهدافات وسط وجوه يعلوها الرعب والحيرة، ويسألنا الغزيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “وين نروح؟”.
يكذب نتنياهو ويقول إنه طلب من جيشه فتح ممرات آمنة للمدنيين، ويقابله الفلسطيني بمئات المقاطع المصورة لشهداء في “الممرات الآمنة” السابقة.
🛑
— Zakaria Al_Washali (@washali888) February 11, 2024
احنا ايش سوينا💔
كلمات من طفله تبكي الحجر
ماذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء ؟؟
لاتكتفي بالمشاهده ..انشروا
ليري العالم
#معبر_رفح #رفح_تحت_القصف pic.twitter.com/nzT4TVzw7l
كل هذا يحدث وسط صمت عالمي أو اعتراض صوتي بالأكثر، لكن لا أحد يريد أن يبذل جهدا حقيقيا لوقف المذبحة، كيف يفعلون وسيد البيت الأبيض الذي يخطئ في كل خطاباته، يهدد الجميع أو على الأقل يتجاهلهم حتى أبرز حلفائه في المنطقة فقدوا ما تبقى من نفوذ لديهم.
لم يبق أمام الغزي إلا الله ثم سلاح مقاومته المحلي الصنع، ولعل انتظار الموت أصعب من الذهاب إليه، فكل غزيّ ربما يقول في سره ليتني كنت من الذين شاركوا في الطوفان الأول بدل أن أنتظر مقتلي تحت خيمة ممزقة، بحسب مراقبين.
"هاي ثأراً لعيلتي".. هزتني هذه الكلمة من هذا الشاب الذي خرج لملاقاة العدو بكامل حلّته، متزيناً مقداماً أسداً هصوراً مقبلاً غير مدبر، أحال الميركافا ذات 65 طناً إلى خردة يسمع صوت أشلاءها الفولاذية ترتطم بالأرض، ويجهز فوراً برصاصه على جنودها، ويغنم ما يغنم بعدها
— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) January 31, 2024
أعزك الله يا رجل! pic.twitter.com/eNv9zIrQ0k