د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

المحاكم الدولية وآفاق النصر المبين

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

جُنّ جنون النتن لتلويح محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحقه وحق قادة صهاينة سياسيين وعسكريين لمحاكمتهم على جرائم الحرب التي جنتها أيديهم اللعينة ضدّ أهلنا في غزة طوال أكثر من نصف سنة من العدوان المتواصل، وأصبح هؤلاء المجرمون يهجسون بما ينتظرهم على الأقل من فضيحة مجلجلة تتعدى هذه المرة أساليب التنديد والاستنكار إلى دائرة التجريم والإذلال القانوني الدولي على رؤوس الأشهاد حتى من حلفائهم التقليديين الذين ضاقوا بوقاحتهم واستهتارهم بكل الأعراف الدولية والعلاقات الإنسانية، وهنا لا بد من تسجيل بعض النقاط:

١) بادرت دولة جنوب إفريقيا برفع دعوى دولية ضد جرائم الكيان المجرم، ثم أيدت الدعوى عدد من الدول، وكان وجود العرب على ساحة الدعوى خجِلا غير مبادر ولا سباق، وبقدر ما كانت مبادرة جنوب إفريقيا جليلة كان تأخر العرب وصمتهم مخجلا معيبا.

٢) صحيح أن قادة العدو يتوجسون خيفة من أي صيحة عليهم، لكنهم عوّدونا أن يلتفّوا على مصاعبهم بأداة ضعفنا ووقاحتهم، وبانكماش أنظمة العرب في ساحات النزال الدولية الدبلوماسية والقضائية والعسكرية، غير ما يكون من النزال الدبلوماسي الأردني عادة، ونكوص النظام العربي يقوي موقف العدو عادة ويضعف أي حليف يدافع عن حقنا، فإذا كان وكلاء الحق مقصرين فلماذا يغرم بتقصيرهم من لا تعدّ نكبة غيره وبالا عليه أصلا ؟

٣) بالأمس كانت انتفاضة طلبة الجامعات الأمريكية والغربية صداعا ركب رؤوس الصهاينة وحلفائهم، وأمس أضيف إلى الصداع تلبّك في أمعائهم اسمه الملاحقة القضائية لقادتهم، وكلتا العلّتين لن يُسمَح لهما بالإطاحة بجسد الاحتلال الخبيث، فبقدر ما يعني بايدن تحمير عينه في وجه النتن لحفظ بعض ماء الوجه لأغراض انتخابية، بقدر ما يعنيه أن تبقى دولة الصهاينة شرطيا شرسا في المنطقة يحفظ مخططات الهيمنة الأمري أوروبية ويحافظ على بقائها متمكنة من رقاب الأنظمة السياسية العربية بفزاعة الأمن القومي والوطني والحرص على استقرار المنطقة بالمحافظة على توازنات سياسية وعسكرية وأمنية  لا مناص من توافرها.

٤) الأحمق وحده هو الذي ينتظر لحظة تطبيق القانون الجنائي على رموز دولة الاحتلال، فإن مشكلة فلسطين لا تحلّ في أروقة المحاكم، برغم أن كل ما يغيظ المحتل يريحنا، لكن الخطوة التي تلزم لتفكيك هذا الكيان السرطاني تكمن في وحدة عربية راشدة، هنا وهناك وهنالك تضمن اتحاد القوى الفاعلة لمواجهة خطر التجويع والتركيع اللذين يمارسان ضد الفلسطينيين في الميدان، ولما كان واقعنا الراهن ينبئ ببعد هذه الخطوة عمليا عن ساحة الأحداث فإن الشعوب ينبغي أن تأخذ المبادرة الحاسمة لوضع الأنظمة موضع الحرج ودفعها إلى خيار الوقوف في صفّ خيارات الشعوب والتحلل من ضرورات الأنظمة التي تربك موقفها وتغلّ يدها في الميدان وتضيع طاقاتها القادرة -لو أرادت- على تحقيق المنجزات المعجزات. ولا بد في هذا السياق من دور حاسم لعلماء الشرع الحنيف يمثلون به دور عز الدين بن عبد السلام وعز الدين القسام لقيادة الشعوب في خطوات مدروسة شرعا وقانونا وسياسة وفكرا، غير عابئين بردود الأفعال الرسمية بالغة ما بلغت قسوتها وانحيازها للخيارات المخدرة التي تُرحّل المشكلة ولا تحلها.

٥) هذه دعوة لكل قوى الحراك الفكري والسياسي العربي والإسلامي على الأرض باغتنام اللحظة الفارقة والإفادة من ارتباك العدو وحلفائه السياسيين والعسكريين عربا وعجما، فلا تُتركْ ساحة من ساحات المواجهة إلا وهي عامرة بالفعل لا بردّ الفعل، فردود الفعل المرتجلة لا تلزمنا، ولحظة الحقيقة الحاسمة لن ترحم مقصرا، ووضع المقاومة في الميدان مشرّف، فهي تحرز نصرا كلما طلعت شمس يوم جديد من أيام معركة الطوفان، والعدو مندحر بكل المقاييس السياسية والعسكرية، ونحن نوشك أن ندخل مرحلة الحسم بشرط أن تكون عيوننا مفتّحة على الطابور الخامس والنسخة المحسنة من عبد الله بن أُبيّ بن سلول وأبي رغال ورهطهما.

٦) إيماننا القاطع بالنصر ينقصه انعقاد عزيمتنا على خوض معركته بأنفسنا لا أن نختبئ خلف أصابع الأغيار،  فما حكّ جلدك مثل ظفرك، و الشكر موصول لكل من يقف معنا لاستعادة حقنا السليب، دون أن يتدخل في إدارة الصراع أو يستحوذ على تفاصيل إنجاز الأهداف عسكريّها ومدنيّها، لأن ذلك يعطيه حق الهيمنة وجني المكاسب، فنكون قد استعضنا عن سيّد علينا بسيّد، ونظل في عبوديتنا مقيمين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts