المسجد الأقصى 2021: اقتحامات فصلوات تلمودية وإغلاقات

المسجد الأقصى 2021: اقتحامات فصلوات تلمودية وإغلاقات

​​​​​​​البوصلة – حذر الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، من خطورة إعلان محكمة إسرائيلية “عدم تجريم” الصلوات التلمودية الصامتة، أثناء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وفي مقابلة مع الأناضول، لفت الشيخ الخطيب، إلى مطالبة جماعات يمينية متطرفة بطرد دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، من المسجد الأقصى، لأنها تمثل “العائق الوحيد” في مواجهة تصرفات اليهود في المسجد الأقصى.

وقال الخطيب، “لا شك أن الجهات اليمينية المتطرفة الإسرائيلية تعمل على تأجيج الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بدعم حكومي”.

وأضاف: “ما نراه هذا العام، تشديد على دائرة الأوقاف وعلى موظفي الدائرة ووقف عملها بشكل خاص ومحاربتها، وهو ما تعلنه صراحة الجماعات اليمينية المتطرفة المتعددة التي تدعو الى طرد دائرة الأوقاف الأردنية من المسجد الأقصى”.

ورأى الخطيب، أن دائرة الأوقاف تمثل “العائق الوحيد في مواجهة تصرفات اليهود في المسجد سواء أكان مراقبتهم عند أداء صلواتهم التلمودية، التي تحصل فعلا، ومحاولة حراس الأقصى والأوقاف، عبر الحكومة الأردنية، بالاتصال مع الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الاستفزازات والانتهاكات”.

وقال “تجري تصرفات شنيعة بالمسجد الأقصى، ولكن بحمد الله، نحن في دائرة الأوقاف عازمون على منع كل عمل للمتطرفين اليهود يسيء للمسجد ويدنسه”.

** عسكرة المسجد

واعتبر الخطيب، أن السلطات الإسرائيلية تحاول عسكرة المسجد الأقصى عبر تحويله الى ثكنة.

وأشار إلى أن هناك قوة احتلال كبيرة جدا بالمسجد الأقصى، حيث “أفردت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 200 شرطي للمسجد الأقصى بشكل خاص”.

واستطرد “لذلك تراهم منتشرين على الأبواب، وفي داخل المسجد، وخلف المتطرفين وأمامهم في اقتحاماتهم للمسجد، وهم منتشرين في كل موقع بالمسجد”.

وأضاف الإسرائيليون “يحاولون عسكرة المسجد الأقصى المبارك، فالساحات مليئة بأفراد الشرطة المدججين بالسلاح، ومن يراهم في الصباح يشعر بأنه في ثكنة عسكرية”.

** صلوات تلمودية

وكان لافتا في عام 2021، اعتبار محكمة الصلح الإسرائيلية ما أسمته بـ”الصلاة الصامتة” داخل المسجد الأقصى، بأنها “لا تستدعي التجريم”، ما زاد من وتيرة الصلوات التلمودية بالمسجد على نحو غير مسبوق مقارنة مع السنوات الماضية.

وقال الشيخ الخطيب، “عندما أعلنت المحكمة الإسرائيلية وبعض (أنصار) اليمين المتطرف، بأنه يجب أن تكون هناك صلاة علنية في المسجد الأقصى، فإن المحكمة الإسرائيلية اعتبرت أنه لا عقاب على الصلاة الصامتة”.

وحذر من أنه “مجرد الإعلان عن صلاة سواء أكانت صامتة أو علنية في المسجد الأقصى أمر خطير”.

وأضاف “موقفنا وموقف المسلمين واضح، لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تعبث في هذا المسجد، ولا يمكن أن تعترف دائرة الأوقاف ولا أي مسلم بسلطة للقضاء الإسرائيلي على المسجد الأقصى”.

واستطرد “المسجد الأقصى لا يخضع لأي قانون مهما كان، فالقانون الرباني فقط ما يطبق عليه”.

وتابع الخطيب، “لذلك فإن حكومة إسرائيل بهذا العمل بالذات، وبفرض سيطرتها واعتبار القانون الإسرائيلي ساري على المسجد الأقصى، أمر مرفوض وخطير ولا نعترف به ولا نقر به ولا يوجد مسلم بالعالم يقر به، ولا نسمح بهذا مهما كان الوضع”.

** “الوضع القائم” لم يعد موجودا

ويدحض مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، ادعاءات الحكومة الإسرائيلية بأنها تحافظ على الوضع القائم بالمسجد.

وقال “هم تجاوزوا كل الحدود في هذا الموضوع، نحن نقول الوضع التاريخي والديني والقانوني الذي كان قائما عام 1967، وهم خرجوا عن هذا الخط، وليس هناك ما يرينا بأنهم لم يتجاوزوا ما كان متبعا في 1967”.

وأوضح الخطيب، “المفروض أن يكون موقع الشرطة الإسرائيلية خلف أبواب المسجد الأقصى، وأن لا تتدخل في شؤون الأوقاف الإسلامية”.

وأضاف: “فعندما اجتمع موشيه ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق/ 1967-1973)، مع مدير الأوقاف الإسلامية ومع شخصيات فلسطينية في 1967، أعلن صراحة بأن دائرة الأوقاف الإسلامية، المسؤولة حصريا عن إدارة المسجد الأقصى، وعن إعماره وصيانته دون أي تدخل من أحد”.

وتساءل الخطيب مستنكرا “أين هذا القرار هذه الأيام؟”، ويرد “لا يوجد”.

** عرقلة ترميم الأقصى

وكشف عزام الخطيب، النقاب عن العراقيل العديدة التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام عمليات الإعمار بالمسجد.

وقال “لا نستطيع إدارة شؤون المسجد الأقصى بالطريقة الصحيحة السليمة، لا نستطيع ترميم المسجد الأقصى وإعماره بطريقة سليمة وصحيحة، فإدخال المواد ممنوع”.

وأشار الخطيب، إلى أن “تدخل سلطة الآثار الإسرائيلية في عملنا في المسجد الأقصى موجود، ونحن لا نسمح به”.

وأضاف “أعمال الإعمار الإنارة والترميم والبلاط كلها ممنوعة عند حكومة إسرائيل إلا بحضور سلطة الآثار الإسرائيلية، وهذا مرفوض”.

وتابع: “كل مشاريع الأوقاف حاليا معطلة من حكومة إسرائيل، رغم كل التدخلات التي تحصل من الحكومة الأردنية، ولذلك هم يكذبون على الناس بادعائهم أنهم يحافظون على الوضع القائم”.

وفي ذات السياق، لفت الخطيب، إلى أن من يتابع البيانات التي تصدرها الخارجية الأردنية الواحد تلوى الآخر، يدرك أن “الوضع التاريخي والقانوني الذي كان متبعا قبل 1967 فعلا غير موجود على أرض الواقع”.

** عودة الاقتحامات للتزايد

وأشار الشيخ الخطيب، إلى ارتفاع وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى في 2021 مقارنة مع 2020، الذي شهد انخفاضا بسبب انتشار فيروس كورونا.

وقال “خلال السنة الماضية، وبسبب كورونا، كان العدد (الاقتحامات) أقل”.

وتابع “العدد هذا العام ليس كما كانوا يحلمون، ونحن نرفض اقتحامهم للمسجد الأقصى، ونرفض دخولهم، ولذلك نسميهم مقتحمين، لأنهم يقومون بذلك بدون إذن من الأوقاف، فهم يدخلون تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية”.

وأضاف: “الأعداد (هذا العام) قد تكون أقل من السنوات الماضية”.

ولفت الخطيب، إلى تكرار ظاهرة إغلاق أبواب المسجد الأقصى بادعاء وقوع هجمات في البلدة القديمة (للقدس) وعند بواباتها.

** التقسيم الزماني والمكاني لن يحصل

وشدد الشيخ الخطيب، على أنه “لن يحصل التقسيم الزماني والمكاني، فالمسجد الأقصى لا يمكن أن يُقسّم”.

وأوضح أن “هذا المسجد بمساحته الحالية 144 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) لا يقبل القسمة ولا الشراكة، وهو ملك للمسلمين جميعا، وليس هناك أي حق لإسرائيل، ولا لأي جهة أخرى بالمسجد إلا للمسلمين، وهذا موقف إسلامي وتاريخي معروف”.

وردا على سؤال إن كانت تجري حفريات أسفل المسجد الأقصى، قال الشيخ الخطيب، “هناك حفريات في محيط المسجد الأقصى، وهي ظاهرة للعيان، وهناك أنفاق معلنة، ولكن لا أستطيع أن أجزم هل وصلوا إلى ساحة المسجد الأقصى أم لا، فأنا لست خبيرا في هذا الموضوع”.

واعتبر أن التأكد من ما إذا كانت الحفريات وصلت إلى أسفل ساحة المسجد الأقصى، يحتاج إلى خبراء دوليين، وأن تعود اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إلى عملها بالقدس”.

وأشار الخطيب، في هذا الصدد، إلى مطالبة “الحكومة الأردنية أكثر من مرة من اليونسكو القيام بعملها في القدس، والبلدة القديمة بالذات”.

وأضاف: إسرائيل ترفض دخول بعثة من اليونسكو لمراقبة على الأقل ما يجري على أرض الواقع في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة للقدس وانتهاكات وأعمال غير مشروعة.

** نقص عدد حراس الأقصى

ولفت الشيخ الخطيب، إلى أنه “يوجد نقص في عدد حراس المسجد بسبب الإجراءات الإسرائيلية، فمنذ 2017 عندما قمنا بتعيين 71 حارسا (جديدا) رفضت الحكومة الإسرائيلية دخولهم إلى المسجد”.

وقال مؤخرا فقط “بدأنا بإدخال عدد قليل جدا من الحرس إلى المسجد الأقصى، ليمارسوا عملهم مع إخوانهم وزملائهم بالمسجد”.

وأضاف الخطيب، “عدد الحراس 160، وهذا لا يكفي للمسجد، وهم يعملون على 4 ورديات”.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: