الوزير الأسبق العكايلة يطالب الأردن بفتح قنواته مع حماس وتصعيد مواقفه لدعم غزة (شاهد)

الوزير الأسبق العكايلة يطالب الأردن بفتح قنواته مع حماس وتصعيد مواقفه لدعم غزة (شاهد)

أكد على ضرورة إعلان التعبئة العامّة وإعادة الجيش الشعبي وإلغاء جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني

عمّان – البوصلة

أكد الدكتور عبدالله العكايلة الوزير الأسبق ورئيس كتلة الإصلاح النيابية الاسبق أنّ غزة وحركة حماس اليوم تسطران مرحلة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط القادم، مؤكدًا على أنّ هذه المرحلة سيكون فيها بإذن الله شرق أوسط جديد ينهض فيه المارد العربي الإسلامي في مشروع عروبي إسلامي تقوم حماس على بعثه من جديد.

وطالب العكايلة خلال مقابلة له على فضائية اليرموك حاوره فيها الزميل حبيب أبو محفوظ، الجانب الرسمي الأردني بضرورة فتح القنوات مع حركة حماس بشكلٍ عاجل، معبرًا عن أسفه الشديد من أنّنا في الأردن “فقدنا أكبر ورقة ونحن أهلها”.

كما أشاد بالموقف الرسمي “الذي يتصاعد سياسيا وإعلاما في نصرة غزة، فنحن دولة واحدة وأشقاء وتوأم مع الشعب الفلسطيني في المصير والدم والعقيدة”، محذرًا في الوقت ذاته بالقول: نحن هنا في الأردن، لا قدر الله لو انهار هذا الحصن حصن حماس وغزة سنكون أول المتضررين من لهيب النار الصهيونية التي ستزحف شرقًا على المنطقة بأسرها”.

وتساءل العكايلة: هل من مصلحة الأردن أن يفقد حماس، وهي التي تلتقي بثوابتها الإستراتيجية دينا ولا أقول سياسة مع الثوابت الإستراتيجية الأردنية بأنّ الوطن البديل هو خيانة دينية قبل أن يكون خيانة سياسية.

وتابع بالقول: فمن أولى من الأردن أن يمسك بورقة حماس وأن يفاوض في هذه وغيرها وما سبقها من الحروب، سواء على الرهائن أوعلى الأسرى وعلى إيقاف الحرب، من أولى من الأردن.

واستدرك الوزير الأسبق بالقول: لكن للأسف لا بد أن نعترف أن السياسة التي ننتهجها بحاجة لمراجعة جذرية فيما يخص هذه القضية بالذات، فلماذا لا تفتح القنوات مع حماس من جديد وحماس ترحب وتكون سعيدة جدًا بأن يتحدث الأردن الرسمي باسمها بدلاً من أن يتحدث غيرها، من الذين ليسوا معنيين كما نحن معنيون في هذه القضية بالذات. 

تحية للصامدين في غزة

وفي تفاصيل المقابلة الكاملة قال العكايلة: نزجيها تحية إجلال وإعزاز إلى الذين سطروا سفرًا ضخمًا في تاريخ الخالدين من هذه الأمّة إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام ومن معهم من المجاهدين الذين رفعوا هامات الأمة من جديد وأعادوا الأمل إليها بعد أن سيطر اليأس والقنوط على هذه النفوس.

وأضاف ننحني أمام هاماتهم العملاقة الكبيرة التي أرونا فيها ما يشفي صدور المؤمنين وما أذل الصهاينة المحتلين في ذلك اليوم في يوم السابع من أكتوبر الذي أصبح تاريخًا بارزًا في حياة هذه الأمّة، ومهما حاول الكيان الغاصب من تعويض عن ذلك اليوم لكي يغطي سوأته الكبرى وما حصل له في ذلك اليوم من تقتيل وتشريد وتذبيح للأطفال والشيوخ وتدمير للشجر والحجر والإجهاز على البشر لن يستطيع أن يغطي على ما حصل في ذلك اليوم.

وتابع بالقول: تحية لأهل غزة شعب الجبارين الذين أثبتوا أسطورة ضخمة في كل تاريخ الشعوب عزّ نظيرها ولم نر مثلها إلى هذا اليوم، أن تقف المرأة الغزية فوق الركام والعمارات التي قصفها الاحتلال وتقول اقصفوا ما شئتم واقتلوا ما شئتم، والله لو لم يبقى إلا واحد من المسلمين فسوف يحررها من البحر إلى النهر.

حرب صهيونية جبانة

وشدد العكايلة على أنّ هذه حرب جبانة لا يمكن أن تقاس في عداد ملاقاة الشجعان للشجعان أوالرجال للرجال ورأيناهم يوم السابع من أكتوبر كيف وصلهم جند الله وهم يقومون بحرب بقوانين الإسلام لا تعرف القتل للمرأة ولا للشيخ ولا للطفل ولا للعابد ولا للشجر ولا للحجر، رأينا نسخة إسلامية في حربهم مع هؤلاء الصهاينة، وكيف كان جند الله يحتضنون الأطفال ويهدهدون عليهم ويسقونهم العصير ويطمئنون المرأة.

ولفت بالقول: ورأينا النسخة الأخرى الإجرامية التي كانت تستهدف الشجر والحجر وتجهز على البشر بهذا السلوك الجنوني الوحشي الإجرامي الخارج عن السيطرة الأرعن المأفون.

السابع من أكتوبر يوم ديست كرامة العدو

واشاد الوزير الأسبق بيوم السابع من أكتوبر واصفا إياه باليوم الذي ديست فيه كرامة الصهاينة وهتكت أستارهم جميعا، جيشهم الذي لا يُقهر تهاوى وأمنهم الذي لا يخترق وموسادهم الذي ينافس السي آي إيه أخترق ومنظومة الاتصال تهاوت كلها.

وأضاف، كيف كان هذا النظام عبارة عن نمرٍ من كرتون تهاوى في خلال ساعات محدودة؟.

وشدد على أنّ هذا دليل على أنّ هذا كيان مصطنع إذا توقف عنه الإمداد الخارجي وتوقف الحبل الخارجي فلا يصمدون أمام القسام ساعات ولا أقول أيام وأسابيع.  

القمة العربية دون المأمول

وعبر العكايلة عن أسفه الشديد من أنّ القمة العربية لم ترتقي لمستوى الدماء النازفة في غزة والشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن الأمة كلها، قائلا: الغريب كل الغريب أن تسمى هذه القمّة بالطارئة وأن تأتي بعد أسبوعين من إعلانها، والأصل أن تكون في ساعة الحدث، على الموقف الرسمي في الشجب والإدانة والمواقف الجيدة الممتازة.

واستدرك بالقول: ولكن الشجب والإدانة والتوصيف لكل ما يجري من وحشية وتدمير ولا بد ولا بد من ولا بد كل هذه عبارات جيدة ولكن ليس هذا هو المطلوب ولكن ليس هذا ما يرتقي لمستوى خطورة الحدث وخطورة المعركة وخطورة ما يجري على أرض غزة.

وشدد على أنّ المطلوب من 57 دولة عربية وإسلامية في منظمة التعاون الإسلامي موقف حقيقي حاسم حازم، والله لو اتخذ من بعض هذه الدول ولا أقول كلها، من مثل تركيا أو من مثل إيران أو من مثل باكستان، لو اتخذت موقفًا حقيقيا لأوقفت الحرب خلال 24 ساعة.

غطرسة العدو بوجه قمّة هزيلة

وقال العكايلة: لو كانوا يعلم الصهاينة أنه سيصدر من هذا المؤتمر قرارات حقيقية وجادة وتوقف هذه الحرب لما اشتط سعارهم في هذا اليوم أكثر وأكثر.

ولفت إلى أنّ سلوك الاحتلال باستهداف المشافي والمستشفيات وحصارها كانت هذه رسالة واضحة وتحدي من الكيان الصهيوني أننا أمام رموز فقط تقول ولا تفعل وتصدر من التصاريح ما يغلب عليه الظن أنه للاستهلاك الخارجي للشعوب والمطلوب غير هذا كله.

وشدد على أنّ ما يجري على ارض غزة يتطلب من النظام الرسمي العربي ومجموعة الدول الإسلامية غير هذا ولو قامت ثلاثة دول أو واحدة منها بالواجب القومي والوطني والإسلامي تجاه غزة لما استمرت الحرب إلى هذا الحد فماذا يمنع أردوغان وماذا يمنع إيران وماذا يمنع باكستان وماذا يمنع الدول العربية ذات الشأن أن تدشن جسورًا جوية.

الأردن هو الأولى بغزة وأهلها

وحول الموقف الرسمي الأردني مما يجري في غزة، قال العكايلة: نحن في الأردن الأمّ الثانية ونحن معنيون تماما كما هو الفلسطيني معني بهذه المعركة، إن تقدم موقفنا على كل الدول فهو أمر طبيعي وهو أمر متوقع فنحن دولة واحدة وأشقاء وتوأم مع الشعب الفلسطيني في المصير والدم والعقيدة.

ولفت إلى أنّ الموقف الرسمي الذي يتصاعد سياسيا وإعلاميا، هذا موقف مشكور ومحمود في الاتجاه الصحيح، ولكن المطلوب أكثر من ذلك بكثير.

وحذر من أنّنا “هنا في الأردن لا قدر الله لو انهار هذا الحصن حصن حماس وغزة سنكون أول المتضررين من لهيب النار الصهيونية التي ستزحف شرقًا على المنطقة بأسرها”.

المطالبة بتصعيد الموقف

وشدد الوزير الأسبق على أنّ موقفنا في الأردن يحتاج لتصعيد عملي أكثر من التصعيد الرسمي والتصريح السياسي والإعلامي على فضله وعلى أنه في الاتجاه الصحيح.

ولفت إلى أنّ علينا أن نستشعر الخطر لأنه داهم وحقيقي، وعلينا أن نعبئ الشعب ونجهز الجيش الشعبي رديفًا للجيش الرسمي.

وقال العكايلة: لا عذر لأحد أن يقول هذا جيش وكيان لا أستطيع أن أواجهه، فهذه حجة مضحوضة حتى لو كان الجيش اللبناني، وأمامنا واقع ماثل فصيل أو فصيلان يشاغلان أكبر قوة عاتية في الدنيا كلها 37 يومًا وقبل ذلك 51 يوما ومرغت أنف هذا الكيان ومن معه ومن وراءه مرغت أنوفهم في التراب.

وشدد على أنّه لا عذر لمن يقول لا نستطيع المواجهة وغزة أصغر من الطفيلة، ولكنها أكبر ممّا نظن بكثير.

وتابع بالقول: للأسف الآن الذين خذلوا من أنّ العرب لن ينصروا فلسطين ولن يحرروا فلسطين لكنني أقول فليبشر العرب فإنّ فلسطين هي التي ستحرر العرب بإذن الله.

إشادة بالمواقف الرسمية المتقدمة

ووجه العكايلة الشكر الخاص لوزير الخارجية الأردني على موقفين مهمين، قائلا: أشكر وزير الخارجية على موقفين سمعتهما، أولهما قوله إنّ الذي يجري هو عبارة حرب صليبية صهيونية على العرب والمسلمين وهذه حقيقة يجب أن يتنبه لها الجميع، فالذين قدموا من جميع الدنيا من أمريكا وأوروبا لينقذوه هم نفسهم الذين اجتمعوا في حطين مقابل صلاح الدين، وهذا يجب أن لا ننساه.

ولفت إلى أنّ “الحرب صليبية صهيونية ضد المشروع العروبي الإسلامي الذي يتوقعونه ويخشون أن يتململ وأن قوم من جديد في المنطقة”.

وتابع العكايلة: أما قوله وزير الخارجية بأنّ حماس فكرة فهذه حقيقة وهو قدم توصيفا حقيقيا لواقع حماس، وأمّا لماذا لم يكن الأردن هو الأولى بأن يمسك بورقة حماس، فمن أولى من الأردن وهذا الكلام قلته في عام 1999 حينما أخرجت حماس من الأردن، فمن أولى من الأردن.

فتح القنوات مع حماس مصلحة أردنية عليا

وتساءل الوزير الأسبق: هل من مصلحة الأردن أن يفقد حماس، وهي التي تلتقي بثوابتها الإستراتيجية دينا ولا أقول سياسة مع الثوابت الإستراتيجية الأردنية بأنّ الوطن البديل هو خيانة دينية قبل أن يكون خيانة سياسية.

وقال: من أولى من الأردن أن يمسك بورقة حماس وأن يفاوض في هذه وغيرها وما سبقها من الحروب، سواء على الرهائن أوعلى الأسرى وعلى إيقاف الحرب، من أولى من الأردن.

وعبر عن أسفه من تخلي الأردن عن ورقة حماس، قائلا: “لقد فقدنا أكبر ورقة ونحن أهلها، ونحن أم الطفل الحقيقية بعد الأم الفلسطينية، فمن أولى منا”.

واستدرك بالقول: لكن للأسف لا بد أن نعترف أن السياسة التي ننتهجها بحاجة لمراجعة جذرية فيما يخص هذه القضية بالذات، فلماذا لا تفتح القنوات مع حماس من جديد وحماس ترحب وتكون سعيدة جدًا بأن يقول جلالة الملك باسمها بدلاً من أن يتكلم كثير من الزعماء الآخرين، الذين ليسوا معنيين كما نحن معنيون في هذه القضية بالذات.  

ما الذي يمكن أن يفعله الأردن؟

وقال العكايلة: أعتقد أن الأردن رسميًا يستطيع أن يسند الموقف الشعبي ويتماهى معه كما ذكرت بإعلان حالة الطوارئ وتعبئة الشعب وتسليح الشعب وتشكيل حكومة طوارئ، ليكود قومي وطني إسلامي، يتماهى مع الموقف الشعبي ومع خطورة الحالة.

كما طالبه بمزيد من المواقف مؤكدًا أنّه يجب على الأردن أيضًا أن يلغي كل الاتفاقيات وعلى رأسها وادي عربة، مرورا باتفاقية الغاز واتفاقية الماء مقابل الكهرباء وما شاكل ذلك.

وطالب الأردن الرسمي بأن ينذر هذا الكيان إنذارًا حقيقيا بوقف القتال وإلا فإنّ الحالة الشعبية لا بد أن يتماهى معها الوقف الرسمي ويتخذ موقفًا تاريخيًا فيه أداءٌ للواجب الوطني والقومي والإسلامي، لأنّنا معنيون بالقضية الفلسطينية أكثر من أي قطرٍ آخر.

رسالة لأهل غزة

وقال العكايلة: أقول لأهل غزة، والله إنّا مهما عبرنا عن افتخارنا وإعزازنا وإكبارنا لكم رجالا ونساء وأطفالا فنحن مقصرون بوصفكم، ونسأل الله أن يثبت أقدامكم وأن يفرغ عليكم صبرًا وأن ينصركم على هؤلاء المجرمين، (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليلعم الله الذين آمنوا يتخذ منكم شهداء).

وأشار إلى أنّ هؤلاء الذين ظلموا وعاثوا في الأرض فسادا وتجاوزوا كل الحدود الوحشية هؤلاء مصيرهم الخسران والهزيمة.

مرحلة فاصلة بتاريخ المنطقة

وشدد العكايلة على أنّ حماس اليوم تسطر مرحلة فاصلة وغزة اليوم تسطر مرحلة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط القادم، فأمّا في تقدير الصهاينة فهم يريدونها أن تكون فاصلة ويمحقوها ويمحونها عن الوجود، ليكونوا في شرق أوسط جديد يسيحون فيه ويحكمون فيه ويتجبرون.

وختم الوزير الأسبق حديثه بالقول: لكنها ستكون مرحلة فاصلة في شرق أوسط جديد ينهض فيه المارد العربي الإسلامي من جديد في مشروع عروبي إسلامي تقوم حماس على بعثه من جيد، فيا ويح قومي لو يعلمون أن حماس تنوب عن الأمة كلها، لما تخاذلوا ولما توانوا عن نصرها بكل ما لديهم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: