انتخابات الجامعات تعكس عبثية مشروع اجتثاث المقاومة بالضفة

انتخابات الجامعات تعكس عبثية مشروع اجتثاث المقاومة بالضفة

في كبرى جامعات الضفة الغربية المحتلة، وخلال أسبوع، حققت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس فوزين بانتخابات مجالس طلبة جامعتي بير زيت برام الله والنجاح بنابلس.

ورغم القبضة الأمنية التي تفرضها السلطة والأجهزة الأمنية بكافة أذرعها، على نشاط حركة حماس والكتلة الإسلامية، استطاعت الأخيرة حسم نتائج الانتخابات، الأمر الذي يراه محللون ومراقبون أنه يعتبر فشلاً لمشروع إنهاء المقاومة في الضفة والمتواصل منذ 15 عامًا.

وعن ذلك، يقول الكاتب السياسي محمد القيق لـ”صفا” إنه رغم الضغط الأمني بدا واضحًا أن إصرار الطلبة وإرادتهم، هي التي فرضت ملف الانتخابات، ودلالة ذلك أن جامعة النجاح شكلت حالة أمنية معقدة، ولولا أن الطلبة بحراكهم قلبوا المعادلة رغم سحلهم وضربهم والاعتداء عليهم، والاعتداء وسحل الأكاديميين وإطلاق النار عليهم، أبقى صوت الطلبة عاليًا وثبّتوا الانتخابات في الجامعة والتحقت بجامعة بير زيت”.

ويرى القيق أن الاعتقال السياسي لم يعد في أجندة طلبة الجامعات، وهذا ما شوهد لاحقًا في ملف جامعتي الخليل والبوليتكنك، وكذلك الانتقال لمربع الخدمة الطلابية ونقل صوت المقاومة كان واضحًا، فتشكلت رؤية واضحة لطلبة الجامعة في تفعيلهم للحاضنة الشعبية للمقاومة، وكذلك رفض الاعتقال السياسي.

ويضيف أن الاحتلال يدرك أن الجامعات لها دور في ساحة المقاومة، ما يعني أن لديه خطرا وتهديدا ويرى هذا ضد سياسته الأمنية.

وبحسب القيق، فإن نجاح العملية الانتخابية في الجامعات يؤخذ على محملين، وهو أن الانتخابات ضرورة لكل هيئة ونقابة ودولة ومؤسسة، وداخل الجامعات هو تعبير إيجابي للطلبة عن إرادتهم، يبقى محصورا داخل أسوارها.

ويشدد على ضرورة انتقال التجربة إلى خارج أسوار الجامعة ليتم إيجاد الغرفة البرلمانية والرئاسية المشتركة وغير ذلك، ودون ذلك ستبقى الغرفة العسكرية للفصائل وحيدة لا ذراع سياسي دبلوماسي لديها وهذا ما يضعف المقاومة، الأمر الذي يجعل الشارع يقبل بالتخدير الذي تمارسه السلطة.

ويتطرق الكاتب إلى السعي الفعلي من قبل جميع الفصائل لإجراء انتخابات شاملة، لا أن تنحصر داخل أسوار الجامعة، بينما الأهم من ذلك الشعب والأجهزة الأمنية والبرلمان والرئاسة يبقى في يد ثلاثة أفراد يحكمون، ما يحتم وقفه من قبل الفصائل بإعلانهم حالة ثورة على من يرفض الانتخابات.

ويقول “طالما لدينا سلطة تأتمر بالتنسيق الأمني لن يكون للمقاومة فعل مباشر جذري يحول المعادلة في الضفة، والاحتلال يدرك ذلك فهو يستخدمهم في الاجتماعات والقمم لكي يبقي عجلة المقاومة على الأقل بطيئة إن لم يدفنها”.

ويدعو القيق إلى إخراج تجربة الجامعات خارج الأسوار بقوة الشارع، ونبض الإرادة للفصائل وقرار سياسي واضح من الفصائل، بأن يكون هناك جسم سياسي منتخب من الفلسطينيين بعيدا عن النفاق السياسي.

فشل الحملة الإعلامية

أما الناشط إسلام ابو عون، فيرى أن الهجوم المتواصل والحملة الدعائية على حماس لم تؤت ثمارها، رغم تعرض حماس لحملة إعلامية كبيرة واتهامها بالخذلان والتقصير في قطاع غزة.

ويقول أبو عون لـ”صفا” إن إظهار حماس وكأنها تخلت عن المقاومة لصالح الحكم في قطاع غزة من خلال دعاية مبرمجة ومعدة لم ينطلي على الطلبة، الذين صوتوا وقدموا حماس بالدرجة الأولى في أكبر وأهم جامعتين بالضفة.

ويبين أبو عون أن الفوز هو دعم ورصيد إضافي لمشروع المقاومة، فقد تقدمت كتلتين محسوبتان على المقاومة هي حماس والشعبية بأكثر من نصف المقاعد، بينما تراجعت فتح رغم الخطاب المبني على المقاومة والمواجهة، ومدعوم بشخصيات ورموز مثل أبو رعد خازم ومروان البرغوثي، وسعي فتح في الجامعات لاستثمار الرموز، إلا أن الطلبة أعطوا استفتاء لمشروع المقاومة.

ويؤكد أبو عون أن نتائج الانتخابات أثبتت عبثية مشروع الاجتثاث الذي كانت تقوم به السلطة ضد حماس في الضفة منذ 15 عاما، وبعد هذه المدة ثبت للشارع أن القضاء على حماس هو نوع من الأوهام.

ويقول “إن السلطة وفتح حصدت نتائج عكسية لسياساتها في الضفة، بمعنى أنه كلما زاد التخويف زاد التحدي والإصرار، وعاقب الصندوق من يقوم بذلك، وأصبحت فتح والسلطة تدفعان اليوم ثمن الإجراءات والمواقف التي تقوم بها، خاصة الاعتداء على مسيرات استقبال الأسرى وجنازات الشهداء”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: