د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

بداية محرقة ونهاية مشرقة

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

دخل الصهاينة نفقا مظلما، وكما يفعل القط المحشور في زاوية أخذ هذا العدو المجروح كبرياؤه يضرب في كل اتجاه، يقتل كل حياة ويدمر كل شيء ويبعث الرعب الذي هو صدى دقات قلبه في كل المكان والزمان، وبالمختصر فالمشهد اليوم مكون من لوحتين، إحداهما لوحة أسد هصور كسب الجولة الأولى في منازلة عدوه فأدمى قلبه وعقله، والثانية صورة هذا العدو الذي يحاول بكل ما أوتي من أمريكا وحلفائها أن يستعيد صفة الردع التي خرجت ولن تعود. ولله الحمد كله والفضل كله فقد خلا المشهد من عبدالله بن أبي بن سلول وأبي رغال، ويظهر في خلفية الصورة خيال باهت لأشباح اسمها الدول العربية على شكل تجمّع اسمه الجامعة العربية، ومِزَق هنا وهناك هي نقاط سوداء في الخلفية لكنها سوادها يبدو خفيفا لبعد ما بينها وبين المنطقة المضيئة في ظاهر الصورة.

عار على العرب أن يدير المفاوضات مع حماس أعلى جهة استخبارية أمريكية بشخص رئيسها، يجيء ويروح ولا يكتفي بتقارير مساعديه ولا برصد عيونه في المنطقة، برغم إخلاصهم له ولبلده. عار على هذه الأمة المليارية ألا تقف خلف المقاومة بكل ثقلها لتعادل الكفة في هذه المفاوضات، ولتعطي المقاوم زخما تفاوضيا وقوة موقف، لكن لا، وأستغفر الله من هذا التفكير، ألم تسجل دول العرب نكوصا عن مشروع العزة وتركت المقاومة تخوض حربها مكشوفة الظهر؟ ألا تقاتل قناة العربية في صف الناعين على المقاومة مقاومتها، بما تمثله العربية من خلفية سياسية معلومة للجميع؟

إن استبسال المقاومة في مفاوضات الهدنة المقترحة هو استكمال لحلقات البطولة والظفر الذي يحققه الأبطال في الميدان كل يوم، وإن دولا فشلت منذ البداية في رسم صورة حريتها المفترضة في الفكر والسلوك لا شك ستفشل في النهاية، وإنني لأستحضر في سياق استلهام التاريخ صورة المنافقين الذين انسحبوا بثلث الجيش في أُحد، وعندما نُدِب المسلمون للحاق بجيش المشركين إلى حمراء الأسد اشترط النبي عليه الصلاة والسلام ألا يتبعه إلا من حضر أُحدا، فلاحق المسلمون فلول قريش فلم يقف أحد منهم لمقاتلة جيش المسلمين وتابعوا طريقهم إلى مكة. إن الذي لا يكرمه الله في البدايات “المحرقة” لن يكون أهلا للنهايات “المشرقة”.

إنه فضل الله وإنها كرامة أوليائه، أن تتمايز الصفوف فيعلم بسيط الثقافة مَن المخلص ومَن العميل، مَن الوطني ومَن الخائن، ولا أظن أن هؤلاء الناعقين في الخراب لا يعلمون ما يصنعون، لكنهم ما زالوا مفتونين بقوة مرجعياتهم التي يعملون في خدمتها على حبك ختام المشهد، ولا أظن العمى إلا جزءا من تركيب أدمغتهم العاجزة، بعدما رأت الدنيا كلها ما جرى وما يجري في ساحة الحدث.

أجمل ما في المشهد أن الصورة واضحة وأن أحدا لا يستطيع في اللحظة الراهنة أن يظهر بغير حقيقته، فقد كشفت غزة المستور ورفعت الأستار عما تخفيه الماسونية العالمية من أسرار، ومن أسرارها هذه التركيبة البائسة للعبة الشطرنج التي وضعتها على الطاولة منذ قرن من الزمان، ونسيت أن لعبة الشطرنج لا يمكن أن يستغنى عن جندي من جنودها بسهولة، لكن جنود اللعبة تهاووا ووزيرها خرج من اللعبة، فيا كل مخططات الدنيا ضد حقنا في الوجود وحقنا في السيادة: كش…!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts