في توظيف واضح لقرار محكمة الاحتلال بالأمس الذي يحاول إضفاء المشروعية على أداء الطقوس التوراتية العلنية في المسجد الأقصى المبارك، حاول مقتحمون صهاينة اليوم دخول المسجد الأقصى بشال الصلاة التوراتي “طاليت”، في إشارة واضحة لتعاملهم مع فرض الطقوس التوراتي باعتباره “هدفاً منجزاً” والانتقال إلى فرض السقف التالي وهو إدخال أدوات الصلوات التوراتية.
ورغم أن شرطة الاحتلال منعت أولئك المتطرفين الصهاينة من الدخول بشال الصلاة التوراتي، إلا أن هذا الفعل يأتي في إطار منهجية تثبيت الطقوس التوراتية، ويفصح عن المسارات المقبلة التي يتطلع اليمين الصهيوني لفتح المعركة عليها، وهي إدخال الأدوات التوراتية التي تشكل متطلباً أساسياً لا تتم بعض الصلوات إلا به، بدءاً من شال الصلاة والأهداب مروراً بتمائم الصلاة السوداء ثم طاقية الصلاة وصولاً إلى لفائف التوراة والبوق والشمعدان.
وكانت جماعات المعبد اليمينية قد خاضت معركة فرض الاقتحامات وتثبيت “حق الزيارة” المزعوم لليهود في الأقصى حتى تمكنت من فرضه كبندٍ في “تفاهمات كيري” في 24-10-2015، ثم بدأت تعمل بشكل حثيث على فرض الطقوس التوراتية في الأقصى وهو ما نص عليه “اتفاق أبراهام” ووثيقة “صفقة القرن” وحاولت محاكم الاحتلال إضفاء المشروعية عليه من خلال أحكام متتالية، وما يشهده الأقصى اليوم ينبئ بفتح مسار مواجهة جديد عنوانه فرض الطقوس التوراتية في كامل مساحة الأقصى، وإدخال أدوات الصلوات التوراتية، وهي مسارات أثبتت التجربة أن الإرادة الشعبية والرباط والمـ.ـقـ.ـاومة هي وحدها التي تقف في وجهها.