بمطالبات أوروبية.. هل ستصبح العربية لغة رسمية في إسبانيا؟

بمطالبات أوروبية.. هل ستصبح العربية لغة رسمية في إسبانيا؟

ليس مطلب ترسيم اللغة العربية كلغة لثغري سبتة ومليلية، اللذين يتمتعان بالحكم الذاتي تحت العرش الإسباني، بالجديد. بل قديم قدم ساكنتها التي تتحدث تلك اللغة، والتي يقارب تعدادها نصف عدد سكان الثغرين. بالمقابل، وعلى طول تلك السنوات ظلت إسبانيا تماطل في الاستجابة لهذا المطلب، نظرًا للحساسية التي توليها لحكومة المركزية بمدريد للمسألة اللغوية. غير أن هذه المرة، فالطلب قادم من هيئة أوروبية رفيعة المستوى، فهل تلبي البلاد طلباً طال انتظاره؟

مطالب لترسيم اللغة العربية بإسبانيا

نقلًا عن تقارير صحفية، حثت لجنة وزراء مجلس أوروبا، حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية على الاعتراف باللغة العربية والدارجة المغربية لغات رسميَّة لمدينة سبتة ومليلية. وذلك قبل أول آب/ أغسطس من العام 2023، الذي يتزامن وآخر آجال تفعيل الميثاق الأوروبي للغات الأقليات. مؤكدة ضرورة “وضع حد للمماطلة في هذا الإطار” حسب ما أورده المصدر ذاته.

هذا وأرجع تقرير الهيئة التنفيذية لمجلس أوروبا، المكونة من وزراء خارجية كل دولة عضو، الأمر إلى مضي سنوات عديدة دون استجابة إسبانيا لمطالبه في هذا الصدد. مطالب من ضمنها تعديل القانون الأساسي للسلطة القضائية في مدينتي سبتة ومليلية، لضمان استخدام اللغات الرسمية المشتركة للساكنة المحلية في المعاملات القانونية. كما تحديد وتوضيح وضعية اللغة العربية والدارجة المحلية (المغربية) في المدينتين والتي يتحدث بها نصف سكان المدينة فيما بينهم، خلال تعاملاتهم اليومية، إضافة الى الأمازيغية “الريفية ” والمعترف بها من سلطات المدينتين.

وفي هذا السياق، تعود آخر دعوة للمجلس المذكور لإسبانيا حول موضوع اللغة العربية إلى تقرير أصدرته لجنة الخبراء التابعة له سنة 2019. والذي تضمن توصيات على رأسها أن حماية اللغة العربية والدارجة تجري بموجب الميثاق الأوروبي للأقليات أو اللغات الإقليمية، كونها لغة منطوقة تقليدياً في شمال إفريقيا، ولهذا أوصت الهيئة بإطلاق “مشروع علمي لتوضيح وضع الدارجة في سبتة ومليلية” بموجب الميثاق.

وليس مجلس أوروبا الهيئة الوحيدة التي ترفع هذه المطالب، بل قبلها عدد من الفعاليات الجمعوية والسياسية بالمدينتين. وسابقاً خلال هذه السنة، طالب حزب “تحالف كابالاس” اليساري المحلي بإدماج اللغة العربية والدارج المغربي في برامج التعليم بالمدينتين. وصرح وقتها زعيمه، محمد علي، بأنه “على العربية في مدينة سبتة أن تتمتع بحماية السلطات العمومية”.

المسألة العربية في إسبانيا

يتحدَّث اللغة العربية ما يزيد عن 42% من ساكنتي مدينتي سبتة ومليلية، ومع ذلك لا تتمتعان بأي اعتبار من قبل السلطات المحلية للمدينتين، ولا المركزية في مدريد. سنة 2018 نقل حزب “تحالف كابالاس”، اليساري وأكبر ممثل لمسلمي مدينة سبتة، مطلب الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية للمدينة، بما في ذلك دمجها في المعاملات القانونية والتعليم. طلب ووجه بالرفض من حكومة مدريد التي يقودها حزب الشعب اليميني وقتها. بل وبرلمانياً رفضها الحزب الاشتراكي المعارض له.

“نحن نبحث عن دعم داخل برلمان مدريد، خصوصاً من أحزاب اليسار والأحزاب المحلية” صرح كاريم بريم، قيادي “تحالف كابالاس” لوسائل الإعلام وقتها. فيما لا تزال المسألة اللغوية داخل البرلمان الإسباني حساسة جداً، هو الذي يعترف بخمس لغات رسمية للبلاد.

عودة إلى سنة 2011، في وقت نقاش الاعتراف باللغات الغاليسية، الباسكية، الكاتلانية والبالنسية لغات رسمية مضافة إلى الإسبانية القشتالية عرف برلمان مدريد جدلاً واسعاً، حيث تمسك حزب الشعب اليميني، الذي كان وقتها معارضاً، بمعارضة ذلك الاعتراف بتلك اللغات التي يتكلم بها في الواقع أكثر من 47% من سكان البلاد. فيما يُرجع مراقبون تلك الحساسية إلى ارتباط تلك اللغات بأنجدات سياسية للحركات الانفصالية كالكاتالونية والباسكية.

TRT عربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: