“بيتا” الفلسطينية تصعد مقاومتها حفاظا على “صَبيح”

“بيتا” الفلسطينية تصعد مقاومتها حفاظا على “صَبيح”

البوصلة – تسعة شهور من العمل المقاوم، و”حراس الجبل” في بلدة بيتا إلى الجنوب من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة في حالة مواجهة دائمة مع الجيش الإسرائيلي.

ويقول “حراس الجبل” كما يطلقون على نفسهم هذا اللقب، في إشارة إلى جبل “صَبيح”، إنهم لن يستكينوا حتى تفكيك البؤرة الاستيطانية وتحرير الجبل.

وكان مستوطنون إسرائيليون، أقاموا قبل 9 أشهر بؤرة استيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة في جبل صبيح.

وبالرغم من أن السلطات الإسرائيلية أخلت البؤرة في يوليو/ تموز 2021، بعد اتفاق مع المستوطنين يقضي ببقاء منازلهم قائمة وخالية ومقفلة، مع حضور ثابت للجيش الإسرائيلي في المكان.

ومنذ إقامة البؤرة ينظم أصحاب الأراضي المقامة عليها في بلدة “بيتا” احتجاجات للمطالبة بإخلاء المستوطنين أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين (8 من بيتا، وشهيد من بلدة يتما القريبة) برصاص الجيش الإسرائيلي وإصابة المئات.

**قرار إسرائيل بإنشاء “أفيتار”

والأسبوع الماضي صادق المستشار القضائي لحكومة إسرائيل، أفيخاي ماندلبليت، على مخطط إنشاء مستوطنة “أفيتار” على “جبل صبيح”.

وقالت القناة العبرية الرابعة إن “الخطوة المقبلة ستكون إنشاء مدرسة دينية، من خلال إعلان أراضي البؤرة أراضيَ دولة، وهي خطوة روّج لها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وسيصدر لاحقاً تعليماته بشأن تنفيذها”.

وعبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عن رفضها قرار إقامة المستوطنة.

وقالت الوزارة في بيان وصل وكالة الأناضول، إن القرار الإسرائيلي يأتي “في وقت تتواصل به هجمات واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين ضد المواطنين في منطقة شمال غرب نابلس”، التي يقع فيها جبل صبيح.

وتابعت: “ندين بأشد العبارات قرارات وعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان وعمليات هدم المنشآت والمنازل الفلسطينية”.

**تصعيد المقاومة

وردا على قرار المستشار القضائي الإسرائيلي، صعد “الحراس” من عمليات الإرباك الليلي، وتعهدوا بمواصلة النضال حتى تحرير الجبل.

ومنذ القرار الإسرائيلي تشهد بتيا تصعيدا للمقاومة الشعبية، ويقول شبان مقاومون إنهم سيواصلون المقاومة.

نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل، قال للأناضول “هذه الأرض فلسطينية، نملك بها أوراق ملكية خاصة منذ العهد العثماني، لا حق لأحد سوانا فيها، ولا يملك لا رئيس الحكومة الإسرائيلية ولا غيره حقا بالتصرف فيها”.

وأضاف “منذ قرار إخلاء البؤرة كان القرار هنا الاستمرار بالمسيرات والمقاومة حتى تفكيك البؤرة، ونحن اليوم مستعدون لإكمال المسيرة من أجل ذلك”.

ووصف حمايل كافة القرارات الإسرائيلية بـ”التحايل على أهالي بيتا، وجس نبض للسكان، وتلاعب بالمصطلحات لخداع المجتمع الدولي”.

وتابع “هذه ليست أراضي دولة، أرضنا محتلة وباعتراف الشرعية الدولية لا يحق لإسرائيل التصرف بها أو تغيير طابعها”.

وشدد على استراتيجية موقع جبل “صَبيح”، وقال “إذا أقيمت مستوطنة على الجبل ستمنع أي تواصل جغرافي بين شمالي الضفة ووسطها”.

**تمسك بالأرض

حذيفة البيتاوي (37عاما)، يملك أرضا على قمة جبل صَبيح، قال إنه “لن يبقى مكتوف الأيدي، ولن يسمح للمستوطنين بالسيطرة عليها”.

وأضاف في حديث مع الأناضول “ورثت الأرض من والدي وجدي، لن أتنازل عنها، وسأورثها لأبنائي من بعدي، رويناها بدماء شهدائنا”.

وقال “أي قرار إسرائيلي لا يمثل لي شيئا، أنا سلطان هذه الأرض، وكل فلسطيني في بلدة بيتا سلطان على أرضه، الدنيا كلها لن تقف أمام السلطان ونحن مستعدون أن نقدم انفسنا وعائلاتنا فداء للأرض”.

وتابع “نحن لم نذهب إلى الاحتلال، ولم نشكل عليهم خطر، هم من يأتون إلى أرضنا ويشكلون علينا الخطر، يصادرون الأرض ويقتلون أولادنا”.

وخاطب الحكومة الإسرائيلية قائلا “ليس أمامكم سوى خيار وحيد فككوا البؤرة الاستيطانية وأعيدوا الأرض لأصحابها”.

وتُقدر مساحة جبل “صَبيح” بـ 840 دونماً، ويعود لفلسطينيين من بلدات “بيتا”، و”قبلان”، و”يتما”، جنوبي نابلس، ويسيطر المستوطنون على نحو 20 دونماً من أراضيه.

وعلى مدى سنوات منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ظلّت بلدة “بيتا”، التي يقطنها نحو 16 ألف فلسطيني، صامدة في وجه الاستيطان الإسرائيلي، الذي لم يتمكن من أيّ جزء منها.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: