بين الشارع و”الرابع”.. ماهي مقاسات رفض الإبادة التي تريدها الحكومة؟

بين الشارع و”الرابع”.. ماهي مقاسات رفض الإبادة التي تريدها الحكومة؟

لليوم الخامس.. الأردنيون يحاصرون سفارة العدو ويطالبون بقطع العلاقات (شاهد)

عمان – البوصلة

منذ بدء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة قبل ١٧٥ يوما والأردنيون يتظاهرون نصرة للشعب الفلسطيني في ميادين مختلفة إلا أن الاعتصام اليومي كان دائما في محيط سفارة الكيان، فما الذي يدفع الحكومة إلى شيطنته مؤخرا؟

تصاعد الاحتجاج قرب سفارة الكيان في الأسبوع الأخير وتزايدت أعداد المتظاهرين بشكل غير مسبوق ووصل الحال إلى استمرار الاعتصام بالأمس إلى ما قبل الفجر بقليل، في ظل شيطنة واضحة للمتظاهرين والمعتصمين وهو ما يجده الأردنيون غير مفهوم.

فكيف للحكومة نفسها التي تقول إنها الوحيدة ربما في وجه العدوان السافر، أن تشيطن حراكا داخليا يرى في العلاقات مع الاحتلال “جريمة” بحق الوطن، فالموضوع وفقا لهم لا يتعلق بغزة وحدها ولكن يمتد إلى خطورة ما بعدها من أطماع صهيونية لطالما تهددت الأردن.

لكن لساكني الدوار الرابع رأي آخر على ما يبدو، وبالرغم من أن من يسمع تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي يظن نفسه يستمع لناطق باسم الشعب الفلسطيني، فإنه وبالمقابل يبدو المسؤولون المتقاعدون والكتاب المقربون من ذات التيار مبتهجون لشيطنة هذا الحراك الشعبي، وكالعادة لا يمكنك أن تلتقط أي إشارات منطقية في الطرح.

فمواجهة رفض التطبيع بوصفه أجندات خارجية لا يمكن أن يخطر على من يعرف الشعب الأردني حقا، فلا يمكن للأردني أن يتنكر لتاريخ طويل من الدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة، كما أن الكل شهد تصاعد الخطاب العدواني في السنوات الأخيرة بحق الأردن.
والملاحظ بحسب مراقبين فحتى الأصوات الأكثر عقلانية من الحكومة وما حولها لا تزال تضع “الخطر الأول” في حراك الشارع، مستندين إلى تهديدات تواجه الأردن ، ولهذا فعلى الشعب أن يصمت ويتغاضى عن كل ما يحدث بهدف تفويت الفرصة، لكن الشارع أكثر وعيا اليوم لأنه سيسأل عن آليات عمل الحكومة حتى لا يضطر الأردني للنزول إلى الشارع.

والخطير فيما يحدث كله هي النبرة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتجييش المتعمد ضد المتظاهرين بل والمطالبة بقمعهم وضربهم.

وعند المقارنة بين من يطالب بإسقاط معاهدة وادي عربة على أسس أن الاحتلال اخترقها مرارا وعدم احترام الأردن والتهديد الدائم له، وبين الذي يدعو لسحل وضرب المتظاهرين، يمكننا توجيه السؤال: “من هو صاحب الأجندات الحقيقي؟”.

صحيح أن احتكار السلطة للقوة أمر مهم حتى لا تحصل الفوضى، لكن ماذا عن احتكار السلطة لـ”الوطنية” وتغيير مقاساتها حسب المصلحة، هل يمكن أن يكون في مصلحة الأردن؟

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: