بيومه العالمي.. مفيد سرحان: العمل التطوعي دليلٌ على رقيّ المجتمعات ويحميها من الآفات

بيومه العالمي.. مفيد سرحان: العمل التطوعي دليلٌ على رقيّ المجتمعات ويحميها من الآفات

استذكر أعلام العمل التطوعي في الأردن وإسهاماتهم

عمان – رائد الحساسنة

يصادف اليوم الخامس من شهر كانون الأول من كل عام يوم التطوع العالمي، حيث حددت الأمم المتحدة هذا التاريخ منذ عام1985، بهدف زيادة الوعي بأهمية التطوع وشكر المتطوعين.

“البوصلة” التقت بهذه المناسبة مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان للحديث عن أهمية هذا اليوم وبث الوعي في المجتمع وخاصة بين فئة الشباب حول أهمية التطوع في الارتقاء بعموم الأمة والمجتمعات المحلية ونشر القيم الإيجابية التي تحافظ على “حيوية الأمة”.

تهنئة وشكر ودعاء

وقال مفيد سرحان في مطلع حديثه لـ “البوصلة”: في هذا اليوم أتقدم بالتهنئة لكل المتطوعين في مختلف أماكنهم, وأخص متطوعي جمعية العفاف الخيرية ذكوراً وإناثاً على جهودكم الكبيرة والمباركة في خدمة أهداف الجمعية النبيلة.

واستذكر سرحان بهذه المناسبة من أطلق عليهم صفة “ثلة من كبار المتطوعين المتميزين على المستوى الوطني والعالمي” ممن عملوا متطوعين عشرات السنين. واستمروا في العطاء حتى الأيام الأخيرة من حياتهم، منوهًا إلى أنه يأتي في مقدمتهم رئيس الجمعية الأسبق المرحوم باذن الله الدكتور عبد اللطيف عربيات. والمرحوم الأستاذ فاروق بدران, والمرحوم الشيخ وليد شابسوع, والمرحوم الدكتور نعيم شلتوني, والمرحوم الدكتور عبد السلام الزميلي.

وشدد على أن من سبق ذكرهم تركوا بصمات واضحة على مسيرة العمل الخيري، داعيًا الله تعالى أن يجعل عملهم في ميزان حسناتهم.

مفهوم التطوع

وحول مفهوم التطوع نوه سرحان إلى أن التطوع هو الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل المسؤولية، وهو تبرع من الشخص من ذات نفسه، وقد حث الإسلام عليه حيث قال تعالى:  “ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم”.

وتابع حديثه بالتأكيد على أن النفس البشرية مفطورة على عمل الخير ويتساوى الرجال والنساء في ذلك حيث قال عليه الصلاة والسلام: النساء شقائق الرجال”.

أهمية العمل التطوعي بالنسبة للمجتمع

وسرد مفيد سرحان لـ “البوصلة” عددًا من الجوانب التي تمثل الأهمية البالغة التي تتأتى من خلف عملية التطوع، منوها إلى أن العمل التطوعي يقلل من تكلفة إنجاز العمل حيث يقدم المتطوع جهده دون مقابل وهو يحتسب الأجر من الله تعالى.

كما أكد أن العمل التطوعي يساهم في حماية المجتمع من الآفات الاجتماعية عبر إفراغ الطاقات بما هو نافع ومفيد، فضلا عن أنه داعم ومكمل للعمل الرسمي مما يؤدي إلى رفع مستوى الخدمات إذ أنه يمكن تقديم خدمات يصعب على المؤسسات الرسمية تقديمها لما تتصف به المؤسسات التطوعية من مرونة.

وقال سرحان إن التطوع والمؤسسات التطوعية دليل على حيوية المجتمع ومؤشر لتقدم الشعوب، وهو مؤشر إيجابي تتفاخر به الأمم، منوها إلى أنه يمكن للإنسان أن يساهم بوقته أو علمه أو خبراته.

وحول أهمية العمل التطوعي بالنسبة للفرد، شدد سرحان على أن العمل التطوعي يحمل أهمية كبرى بالنسبة للفرد ويتمثل ذلك في عدد من النواحي ومنها؛ مساهمته في بناء الشخصية بناءً سليماً من النواحي الشخصية والاجتماعية.

كما أن العمل التطوعي وفقاً لسرحان يزيد من معرفة المتطوع بأمور الحياة ويكسبه خبرات ميدانية متنوعة من خلال تعامله مع حاجات المجتمع والإطلاع عليها عن ونوه إلى أن العمل التطوعي يساعد في تغيير النظرة للحياة، حيث تصبح نظرتهم للأمور نظرة واقعية بعيداً عن المثالية، مشددًا في الوقت ذاته على أنه يساعد ذلك تعميق الشعور بالانتماء للمجتمع والوطن والشعور مع الآخرين ويقوي روح التكافل والتعاون.

وأضاف مدير جمعية العفاف قائلا إن التجربة العملية تساعد في تنمية مهارات المتطوع وقدرته على اتخاذ القرارات والقدرة على الإبداع ومواجهة الواقع وترجمة ما يتعلمه من  علوم نظرية إلى وقائع عملية.

وتابع حديثه: العمل التطوعي يوجه الفرد إلى الاستفادة من الوقت في النافع من العمل وبما ينعكس إيجابياً عليه وعلى المجتمع. كما أن مثل هذا التوجه يساهم في إبعاد الافراد عن إضاعة الوقت في أعمال قد تنعكس سلباً عليهم وقد تساهم في انحرافهم و إكسابهم عادات سلبية لأن للفراغ آثار مدمرة على الافراد وخصوصاً الشباب.

وخلص سرحان إلى أن إشغال الفراغ بالنافع من العمل يقلل من حجم المشكلات الاجتماعية والشبابية.

عوامل تساهم في زيادة إقبال الشباب على العمل التطوعي

وركز مفيد سرحان في حديثه لـ “البوصلة” على عدد من العوامل التي من شأنها ان تسهم في إقبال الشباب على العمل التطوعي منوها إلى أنه من واجب المؤسسات أن تنوع في المجالات التي يمكن للشباب أن يتطوع فيها وهذا يستدعي دراسة احتياجات الشباب وميولهم وقدراتهم، وحيث أن الإنسان يكون أكثر عطاء وتفاعلاً مع الأعمال التي تناسب ميوله أو تخصصه واحتياجاته.

وقال سرحان: وجدت من خلال عملي في جمعية العفاف الخيرية إقبالاً كبيراً من الشباب والشابات على التطوع في إعداد وتنظيم الأعراس الجماعية حيث يزيد العدد عن مائتي متطوع ومتطوعة ولعل السبب في ذلك يعود إلى قناعتهم بهذا العمل وشعورهم بأنه يخدم فئة الشباب بصورة مباشرة.

وشدد على أن إتاحة المجال للشباب لإبداء آرائهم وترجمة أفكارهم وإبداعاتهم على أرض الواقع عامل هام في جذب الشباب وهذا ما حرصنا عليه في الجمعية ففي أحد السنوات اتصلت معي مهندسة من مدينة اربد وأبدت رغبتها في المساهمة في إعداد مكان العرائس وتزيينه حيث أنها مهندسة ديكور وقد رحبت بذل وتعاونت الأخوات معها حيث ساهمت في إضافات نوعية وأبدت استعدادها للمشاركة في الإعداد لجميع الحفلات. وقد أصبح لدينا مجموع من المتطوعين والمتطوعات يتسابقون كل عام لتقديم خبراتهم المتراكمة في سبيل إنجاح العمل.

وأوضح سرحان أن أهمية تدريب الشباب تبرز من خلال برامج منظمة توضح لهم أهمية التطوع وحاجة المجتمع إلى جهود الشباب وكفاءاتهم.

وقال: لا بد أن يبدأ الاهتمام بذلك منذ الطفولة حيث يساهم الأهل في ذلك من خلال مشاركتهم في الأعمال التطوعية.

ولفت سرحان إلى أن للمدارس دورًا مهمًا في توجيه الطلاب للمشاركة في أعمال تطوعية في المدرسة أو البيئة المحيطة، وتنظيم مسابقات وتكريم للمتطوعين بصورة دورية ليشعر الشباب أن قيامه بالتطوع يجعل منه إنساناً يحظى بالاحترام والتقدير.

وشدد على أن شعور الأهل بالثقة في المؤسسات القائمة على التطوع والأشخاص العاملين فيها أمور ضرورية حتى يشجعوا أبناءهم على التعامل معها. وكذلك أن يلمس الأهل آثاراً إيجابية لمشاركة أبناءهم في الأعمال التطوعية سواء على سلوك الأبناء أو تنمية قدراتهم، وأن يلمسوا إنجازات حقيقية يقدرها لهم المجتمع، على أن لا يكون ذلك على حساب دراستهم إذ لا يمكن أن يشجع الآباء انخراط أبناءهم في الأعمال التطوعية إذا أثر ذلك سلباً على مستواهم الدراسي أو علاقاتهم الأسرية أو سلوكهم.

كما أكد على أن المؤسسات التطوعية معنية بتعريف المجتمع بأهدافها السامية وإنجازاتها بصورة مستمرة، منوها في الوقت ذاته إلى أنه يمكن تنظيم برامج خاصة للشباب في فترات العطل المدرسية والجامعية تعود بالنفع على الشباب ومجتمعهم المحلي وبقدر ما تخدم هذه البرامج المناطق التي يعيش فيها الأهل بقدر ما تعزز من دعم الأهل ومؤازرتهم واستقطاب فئات جديدة.

“إن مراعاة قيم المجتمع وعاداته السائدة هي من القضايا المهمة في نجاح العمل التطوعي بحيث لا يتعارض مع تلك القيم والعادات وبالتالي لا تفقد المؤسسات ثقة المجتمع”، بحسب سرحان.

وشدد مدير جمعية العفاف على أن مسؤولية تفعيل مشاركة الشباب في العمل التطوعي هي مسؤولية مشتركة وواجب الجميع ابتداء من الأسرة والمدرسة والجامعة ومروراً بالمؤسسات الرسمية والأهلية ووسائل الإعلام، منوها إلى أنه يجب التركيز على دور المسجد في نشر ثقافة التطوع باعتبار الإسلام أو من حث عليه وأمر به وربطه بالإيمان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: