د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تأملات في واقع المنهزمين

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أن يعلن عن إصابة مقاوم من طولكرم برصاصٍ فلسطيني ثم استشهاده فإنها ليست المرة الأولى لكنها المرة الأنكى، في ظل هذا الاستهداف الصهيوني المحموم لكل ما هو فلسطيني أصيل، ولو افترضنا الثقة بالرواية الأمنية السلطوية الرسمية بأن الشهيد قد أطلق النار باتجاه الجيش المظفر الذي أذن العدو بتسليحه لمثل الظروف التي تمر بها الضفة، فإن المقاومة التي عودتنا ألا تستهدف إلا المعتدين تكون قد استهدفت عدوانا عليها ولم تطلق النار من فراغ.

رحمك الله يا صلاح الدين، فما فتحت بيت المقدس حتى طهرت المحيط كله من عملاء الفرنجة ومن أصحاب الأيدي المرتجفة إذا دعا داعي الفلاح.

أليس المحيط اليوم جزءا من معاناة غزة والضفة معا؟ من أصحاب المعبر المغلق في وجه الحياة في غزة؟ ومن المتطوعون بتوفير أمن إسرائيل بتصريحهم لا بتحليلنا؟

من الذين إذا فاوضوا المقاومة كانوا أشد عليها من المحتل الذي جعلوا أنفسهم بينه وبين ابن القضية وسطاء؟

دعونا نتأمل لماذا يفعل هؤلاء ما يفعلون؟ ماذا يعطيهم عدونا مما فقدوه في صفنا؟ الزعامة؟ بئست زعامة فرعون فقد أوردته المهالك في الدنيا والآخرة؟ ثم أين أسلافهم من الزعماء؟ أين الذين تاجروا بدمائنا ليحفظوا كراسيّهم؟ ثم ما لبثوا أن أُلقموا قطنا أرغم أنوفهم ثم دُسوا في التراب.

أين سايكس وبيكو اللذين ما زال زعماء الأمة يقدسون حِبر مؤامرتهما على الدين والأرض؟!

أين الذين قضوا وفي جيوبهم مخططات القضاء على الأرض الفلسطينية والإنسان العربي المسلم؟

ولتطل حرب غزة ما شاء الله لها أن تطول، لا لأننا مشاريع انتحاريين، حاشا لله، لكن لأن هذه الحرب كشافة، فما من مواطن عربي ساذج إلا وقد بات يعلم اليوم من الشريف ومن العميل، من الذي يضحي بنفسه وأبنائه ليزول كابوس الاحتلال، ومن الذي يتآمر ليطول أمد البغي الذي ورّثه الكرسي والسلطان.

لقد طال بنا العمر حتى رأينا العميل الرخيص يقتل من يُفترض أنه أخوه ليرضى عنه المقاول الذي يعمل عنده مجرد حارس عمارة، طال بنا العمر حتى نرى ونسمع من يجهض العمل المقاوِم ويعلن عن ذلك بغير حياء وقد كان لفترة قريبة يُجهض ولا يعلن !!

تأمل رعاك الله في مشهد يُقتَل فيه القتيل وأول من ينوح عليه قاتله، يقتله ثم يسرع إلى نعيه ونعته بالشهيد، أتصدقون أن اليهود والأمريكان ومن يقاسمهم جبروتهم هم الذين يقتلون أبناءنا ويدمرون عمراننا ويصرون على تهجير أصحاب الأرض؟ ما كان لهؤلاء الطواغيت أن يتمادوا لو وجدوا حياة في الأمة المحيطة بفلسطين إحاطة السوار بالمعصم، لو قيل لهم (لا) بلسان التجارة، وبلسان البترول العربي، وبلسان الفضاء العربي، وبلسان الوعيد بإطلاق يد الأمة التي لا يُخشى عليها من الانتحار عبر الحدود بهذه الخطوة، فقد قُتِلت منذ زمن بعيد بأدوات التخاذل اليعربي، فما عادت أمة ولا بقي لها ريح، ولا تركت من ينظر إليها بعين التقدير وقد باعت نفسها للتخاذل والتواطؤ والمتخاذلين والمتواطئين.

يا ويلنا من طلبة الجامعات الأمريكية والغربية فهبّتهم لنصرة فلسطين فضحت سكون الأموات الذي نعيشه، آه يا شباب الغرب، ماذا لو أخبرتكم أن أفواهنا مغلقة بقرارات رسمية خشية تأثير على الشارع يجبر المخدَّر على النهوض؟ هل أخبركم أن دولا ذات سيادة باتت تخشى من خطبة خطيب أو حديث متحدث أو منشور يوتيوبر؟

تعالوا نتدبر حالنا، فهل دولة الاحتلال حقا مخيفة إلى هذا الحدّ؟ ألم تركعها المقاومة وتصغّرها في عين نفسها وعين كل مراقب منصف؟ ألم تعلم الدنيا كلها بعدُ مَن الظالم ومن المظلوم؟ ففيمَ الخوَر؟ وما سِرّ هذا الانكسار العربي المبين؟ ألم تحِن ساعة الحقيقة؟ 

بلا والله لقد آن للشعوب أن تتحرر من هذا العار الذي لبسها بتخاذل حراس العمارات عن القيام بواجباتهم، ووالله لقد آن الأوان لكي يوقف كل سفيه عن التمادي في سفاهته، وإنها لسفينة، إن شئنا أن تمضي بأمان فلا حل إلا أن يثوب حمقى ركابها إلى رشدهم، أو أن يُقذَف بهم في البحر لينجو العقلاء، وليذهب الحمقى إلى الجحيم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts