جمال أبو حسان
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تدبر القران الفريضة الغائبة كيف يكون؟

جمال أبو حسان
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ورد الحديث عن التدبر في القران أكثر من مرة وهي:
1- “أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” سورة النساء.
2- “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” سورة محمد.
3- “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب” سورة ص.
والظاهر أن الخطاب في هذه الآيات عام لكل المسلمين المخاطبين بالقرآن الكريم، ولكني رأيت أو سمعت بعض المتكلمين يقصرون التدبر على العلماء دون غيرهم، ويتكلمون في شروط التدبر وآلياته ووسائله، بحيث يعسر تداوله على عامة المسلمين، ولذلك أحببت أن أذكر بعض الكلام في هذا الخصوص:
التدبر لفظة قرآنية تلتقي مع التفسير والتأويل والفهم لقاء واضحا، ولكنها في هذه الآيات طُلبت وحدها دون غيرها في هذه الآيات التي تدل دلالة واضحة على فرضية التدبر؟ وهل في ديننا فرائض قرآنية عامة تخص العلماء وحدهم دون الناس؟
التفسير والتأويل هي صور من صور الفهم الواجب على المسلمين يختلفون فيه على حسب طاقاتهم العقلية والعلمية، ولكن التدبر ليس هو التفسير ولا التأويل ولكنه هو الخطوة التالية لهاتين العمليتين النفسيتين والعقليتين، إنه الخطوة العملية بعد التفسير والتأويل، بمعنى ان ينعكس التفسير والتأويل سلوكيا على جوارح المؤمنين، أو هو بمعنى آخر السلوك العملي المنبثق عن التفسير والتأويل والفهم، ولا بد من ضرب أمثلة يتضح بها ما أريد:
1- مثلا قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” هذه الاية تامر المسلمين بأمرين الأول: أن يتقوا الله والثاني ان يكونوا مع الصادقين” إن الوقوف عند هذا الامر وجلب ما يسمي بالدروس والعبر من الاية ليس هو التدبر، ولكن التدبر المطلوب في هذه الاية هو أن تصبح التقوى سلوكا عمليا للمسلم المخاطب بهذا القران، وان يكون الصدق هو عنوان وجوده في الحياة، بحيث يلتزم الصدق في نفسه وينحاز بكليته الى الجماعة المؤمنة الصادقة، ويصبح الصدق مميزا له في سلوكياته الحياتية كما التقوى. هذا هو التدبر الذي افترضه الله على المؤمنين.
2- ومثلا آخر قوله تعالى: ” ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه” الاية، هذه لا تعني فحسب ان نصبح نستنبط منها الاحكام على شاكلة حرمة التخلف عن رسول الله، وحرمة الرغبة في النفس عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثلها من المواعظ والدروس ثم نقف، هذا لا علاقة له بالتدبر من حيث النتيجة، إنما المطلوب من المسلمين – بغض النظر عن سبب النزول الي عالجته الآية- ان لا يتخلفوا عمليا وسلوكيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الرغبة بالنفس عن نفس رسول الله من كبائر الذنوب ولا يجوز بحال أن يكون هذا سلوكا عمليا للشخص المسلم في أي مسالة في حياته تتعارض مع هذا المفهوم، وهكذا.
3- المثال الأخير قوله تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء..” إن القول بحرمة ولا ية اليهود والنصارى هذا شيء من التفسير والتأويل، وليس هذا هو التدبر، إنما التدبر هو امتناع المسلم سلوكيا عن ولاية اليهود والنصارى، فلا تكون هذه الولاية في أنفس المسلمين من حاجات العصر كما هو شائع، ولا يجوز تقديم اليهود والنصارى على المسلمين في حياتهم وسلوكياتهم، بحيث ينحازون إليهم ويتركون إخوانهم كما في هذه الأيام، لا شك ان من يفعل هذا يهدم في نفسه ما افترض الله عليه، وما يجري اليوم من خذلان المسلمين لأهل غزة، وتركهم في مرمى نيران أمريكا واليهود، والقيام على مساعدة اليهود وتقديم العون لهم من أجل أن يستمروا في حربهم الإجرامية على أهلنا في غزة، ما هو إلا صورة واضحة لتتنكب المسلمين عن تلك الفريضة الغائبة التي سماها الله تعالى في كتابه ليدبروا آياته”.
وقد قلت في مقال سابق لي: وكل ما سبق سببه غفلة الناس عن فريضة غائبة عنهم وفي كل حياتهم، تلك الفريضة هي تدبر القرآن، هذه الفريضة التي فرضها الله على المسلمين جميعا تكاد تغيب عنهم جميعا، لأن هذه الفريضة يترتب عليها عمل الناس، والناس تريد أن تتنصل منها، لأنها تريد دينا بلا تكاليف، دينا أشبه بما يجري في الكنائس والمعابد، ذلك الدين الذي لا يتدخل في حياة الناس، فمتى نفيق من هذا البلاء الذي أوقعنا في هذه المصائب.
فهذا هو تدبر القرآن لمن أراده بعيدا عن التعقيدات التي يطلبها بعض المتكلمين وخصوصا من يظهرون لإسداء المواعظ الخطابة للناس، فالتدبر ليس إلا الانفعال السلوكي والعملي بآيات القران الكريم.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور
(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts