كتب المحامي عبدالله حراحشة
يُتداول في الصحافة والإعلام أنّ مسؤلاً صهيونيًا كبيرًا (أفشى سرًا) لمسؤول أمريكي كبير، بخصوص اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بأنّها “قتلت بطلقة من جنديٍ صهيونيٍ” ولكنّها (عن طريق الخطأ).
هذه هي الرواية التي يتمّ تداولها عبر الإعلام حاليًا، وبتدقيق هذه الرواية التي تلقفها الإعلام العربي والعالمي وكأنّها حقيقةٌ مطلقةٌ دون التدقيق في الألاعيب الصهيونية في الإعلام لغايات الإفلات من العقاب والهروب من المسؤولية والمساءلة.
نجد أنّ الواقعة تتحدد بأنّ هنالك سلطات احتلال تواجدت في أرضٍ محتلةٍ عبر قواتٍ عسكريةٍ في توقيتٍ لم يكن فيه موجودًا إلا الصحافية شيرين أبو عاقلة وفريق عملها، وبلباس الصحافة وعلى مرأى مباشر من جنود الاحتلال، ولم يكن هناك أيٌ من المتظاهرين الفلسطينيين.
وبفعلٍ مباشرٍ ودون أي تهديد لجنود الاحتلال صدر القرار العسكري وتمّ تنفيذه بإطلاق النار المباشر ومن مسافة قريبة وفي منطقة مقتل للصحافية شيرين أبو عاقلة، وبذلك تكتمل كافة أركان جريمة القتل المتعمّد (جرائم حرب) ولا نكون أمام قتلٍ بالخطأ، ويترتب على ذلك ملاحقة ومساءلة السلطات السياسية والعسكرية والقيادة الميدانية لفرقة الاغتيال الصهيونية على أساس أنّه فعل إجراميٌ متعمدٌ وليس خطأ فرديًا.
وبذلك نغلق الباب أمام الكيان الصهيوني على الإفلات من العقاب أو الملاحقة كجريمة حرب وقعت على سيدة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية وتعمل بالصحافة وبزيٍ صحفيٍ معلنٍ وبوصف “جريمة حرب” لا تتقادم وتختص بنظرها المحكمة الجنائية الدولية، وليس القضاء الصهيوني الداخلي.
ونتمنّى على الصحافة المحلية والعربية والعالمية أن تتنبه للألاعيب الصهيونية في الإعلام.
(البوصلة)