البوصلة – بعد الاستقطابات المنبوذبة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، قرر الاتحاد إقامة مباراة الوحدات والفيصلي ضمن منافسات دور الثمانية بمسابقة كأس الأردن بدون جمهور.
حالة من التحريض والتعصب ودعوات غريبة لم تعتادها الجماهير الرياضية في الأردن، استدعت التحرك لتهدئة الأجواء، لمحاربة المحتوى الذي يشجع على العنف.
وقال الكاتب ياسر الزعاترة عبر حسابه على تويتر، “منذ سنوات؛ لم يعد لثنائية (فيصلي- وحدات) أي تأثير يُذكر في الشارع الأردني، إذ صار التوحّد هو العنوان؛ أولا في جانب الهموم المحلية (الاقتصادية تحديدا)، وثانيا في الجانب السياسي المتعلق بمخطّط تصفية القضية الفلسطينية، والذي يهدّد الأردن بالضرورة”.
واكد الزعاترة، “من يثيرونها الآن ليسوا أبرياء بحال”.
ورصدت “البوصلة” تغريدات لنشطاء ومشاهير تدعو إلى تغليب الروح الرياضية ونبذ العنصرية والتفرقة وبعضها على عبر هاشتاغ (وسم) “تسعين دقيقة ما تفرقنا “.
وقال الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام عامر السرطاوي، الاثنين، إنَّ وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية ما زالت مستمرة برصد ومتابعة كل ما يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويشكل خرقاً للقانون وتحريضاً على السلم المجتمعي، ودعوة للعنف لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الحسابات والصفحات التي تبث مثل هذا الخطاب، وإغلاقها، وملاحقة القائمين عليها وفقا لأحكام القانون. وأيّاً كان مصدرها.
وشدد السرطاوي على عدم التهاون مع أي سلوك يهدد السلم المجتمعي، ومهيباً بالجميع نبذ مثل هذه السلوكيات الدخيلة على أسرتنا الأردنية الواحدة ، ولا تمت لأخلاقنا وعاداتنا بصلة.
وقرر الاتحاد الأردني لكرة القدم، إقامة مباراة الوحدات والفيصلي مساء الجمعة المقبلة ضمن الدور ربع النهائي من كأس الأردن 2022، بدون حضور جمهور؛ بناءً على طلب الجهات الأمنية،ويأتي القرار الذي صدر الاثنين؛ حفاظا على سلامة أركان منظومة كرة القدم.
أعلن ناديا الوحدات والفيصلي،الاثنين، تقبلهما قرار إقامة مباراة الجمعة المقبلة دون جمهور رغم “صعوبته” بناءً على طلب الجهات الأمنية.
وقال رئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة ،عبر تصريحات تلفزيونية إن هذا القرار صعب على أي فريق لديه جماهيرية عالية جدا خصوصا عندما تعتبر هذه المباراة على أرض هذا الفريق.
وأضاف الحوامدة أن القرار كان متوقعا، مشيرا إلى أنه “من الحلول الصعبة، وهو من أسهل الحلول الصعبة.. وتقبلناه نوعا ما، ولكن ليس بالسهولة، وهذا صعب على الجمهور والإدارة وعلى اللاعبين”.
رئيس اللجنة المؤقتة للنادي الفيصلي جهاد قطيشات قال، إن القرار تم اتخاذه بناء على دراسة لجميع مفاصل الموضوع من خلال الاتحاد الأردني لكرة القدم والأجهزة الأمنية.
وأكد أن النادي تقبل القرار قائلا :”لا شك أن فيه صعوبة. كرة القدم بدون الجماهير تفقد ركنا أساسيا، إلا أنني على يقين أن الأجهزة الأمنية لجأت لذلك حفاظا على سلامة الجمهور والمواطن”.
وتم توقيف 4 أشخاص بثوا منشورات تحض على العنف والكراهية في ملاعب كرة القدم، وفق مديرية الأمن العام.
وعن المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال الحوامدة، إن “إدارة النادي كانت تراقب ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي دون انفعال، ووجهنا المسؤولين عن مواقع التواصل الاجتماعي في النادي للابتعاد عن الكلام والخوض في ملعب المباراة أو أي نوع من التجييش ضد الرأي الآخر، وكل فريق يحاول أن يلعب على الملعب الذي يناسبه”.
كما رفض قطيشات التصريحات المسيئة من جمهور النادي الفيصلي أو الوحدات أو أي نادٍ آخر. وقال :”نحن نبقى أهلا وأصدقاء، وتربطنا علاقة طيبة بنادي الوحدات”.
وأشار إلى أن قلة قليلة فقط خرجت “عن الإطار”.
“ليس حلا دائما”
ودعا الحوامدة الاتحاد الأردني لكرة القدم لإيجاد حلول بشأن شغب الجماهير، مؤكدا أن منع الجماهير من حضور المباريات في الملاعب “ليس حلا دائما”.
وأشار إلى أن ناديي الوحدات والفيصلي بحاجة إلى الأمور المالية، وتعتمد في الأمور المالية على حضور الجمهور، مبينا أن 50% من دخل المباراة هو صفر.
وقال قطيشات، إن وجود أي منشاة رياضية داخل منطقة سكنية يكون الوضع فيها صعبا.
وأكد وجوب توافر ملاعب أكثر في الأردن.
علاقات طيبة
وأكد الحوامدة وقطيشات، أن العلاقات بين رؤساء الأندية على أعلى المستويات.
وقال قطيشات، إنه على استعداد لإقامة أي مؤتمر مشترك مع نادي الوحدات؛ لنبذ التصرفات التي تسيئ إلى الفريقين، أو إلى الأردن بشكل عام في الوسط الرياضي.
