تلويح الاحتلال بعودة الاغتيالات.. تهديد عابر أم قرار للتنفيذ؟

تلويح الاحتلال بعودة الاغتيالات.. تهديد عابر أم قرار للتنفيذ؟

البوصلة – يثير حجم تهديد الاحتلال الإسرائيلي بالعودة إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة التساؤلات حول جدية الاحتلال في الذهاب نحو هذا الخيار في ظل تآكل قوة ردعه التي طالما تباهى بها أمام العالم.

وقالت القناة 12 العبرية السبت الماضي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ألمح إلى إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات حال تدهور الأوضاع الأمنية.

وذكرت أن “الكابينت ناقش المسألة خلال جلسته الأخيرة، ودعا نتنياهو وزراءه إلى تجنب الحديث عن خيار العودة للاغتيالات على الإعلام”.

وجاءت تهديدات الاحتلال بعد الضربة التي تلقاها من المقاومة التي تمثلت بإطلاق الصواريخ بالتزامن من قطاع غزة ولبنان وسوريا إلى جانب العمليات النوعية في الضفة الغربية والداخل المحتل؛ ردا على الاعتداءات بحق المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وفي مقابل التلويح الإسرائيلي، قالت فصائل المقاومة بغزة، الثلاثاء، إن تهديدات الاحتلال بتفعيل سياسة الاغتيالات ضد قادتها لن تُفلح في ترميم صورته التي كسرتها المقاومة، محذرة من أن “العقاب المنتظر للعدو وجيشه المهزوم سيكون كبيرًا”.

تهديدات جديّة

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر إن الاحتلال جادّ في تهديداته بالعودة إلى الاغتيالات على اعتبار أنها قد تعيد له بعضًا من الردع المفقود بسبب الهجمات الصاروخية الأخيرة من قطاع غزة ولبنان وسوريا.

ويضيف أبو عامر، لوكالة “صفا”، أن الاحتلال يعتقد أن اغتيال أي من قادة المقاومة في أي جبهة من الجبهات سواء داخل فلسطين أو خارجها “قد يرمم صورته الردعية المتهالكة في الفترة الأخيرة دون الذهاب إلى مواجهة كبيرة قد تمتد أيامًا وأسابيع”.

ويشير إلى أن تحذيرات المقاومة قد تجعل عند الاحتلال نوعا من الكابح أو التردد في موضوع الاغتيال، لكنها لن تمنعه من الإقدام على ذلك ولاسيما مع الأزمة الداخلية في الكيان بسبب التعديلات القضائية، إلى جانب الشكاوى المتعلقة بضعف الرد الأمني على عمليات المقاومة.

ويتابع “يبدو أن الاحتلال ماضٍ في هذه المسألة بغض النظر عن طبيعة الاغتيال القادم سواء كان اغتيالًا معلنًا ومكشوفًا أو ضمني هادئ بدون ترك بصمات إسرائيلية عليه حتى يحرم المقاومة من الرد”.

ويوضح أبو عامر أن مفاضلة الاحتلال بالاغتيال بين أي من الجبهات سواء غزة أو لبنان أو سوريا خاضع لكثير من الاعتبارات السياسية أو الأمنية.

ويشدد على أن “الاحتلال معني جدًا بألا يتبع أي اغتيال قادم نشوب مواجهة عسكرية مفتوحة وكبيرة”.

ويشير الباحث في الشؤون الإسرائيلية لوجود “اعتبارات سياسية يضعها الاحتلال لتنفيذ عملية اغتيال في دولة يقيم علاقات معها أو استخدام عملاء يحملون جوازات أجنبية مزورة لتنفيذ الاغتيال”.

ويؤكد أبو عامر أنه “ليس بالضرورة أن ينجح التخطيط الإسرائيلي بالاغتيالات في ظل حالة الحيطة الكبيرة لدى قادة المقاومة”.

خيار غير مستبعد

أما المختص بالشأن الأمني إبراهيم حبيب فيقول إن عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات خيار متوقع في ظل الأزمة الداخلية ورؤيته لضعف مستوى الردع الذي بدأ يتآكل في جولة التصعيد الأخيرة التي شهدت إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا، وهو مؤشر خطير لقيادة الاحتلال السياسية والعسكرية في ظل هدوء هذه الجبهة منذ عام 2006.

ويضيف حبيب، لوكالة “صفا”: “ربما يحاول الاحتلال ارتكاب حماقة بهذا الاتجاه ولكنها ستكون محدودة خصوصًا أنه حمّل ما جرى (في التصعيد الأخير) لحركة حماس وهذا يضع إشارة بأن المستهدف القادم ستكون قيادات حماس في الداخل أو الخارج”.

ولا يستبعد المختص بالشأن الأمني أن يلجأ الاحتلال للاغتيال سوء في ساحتي الداخل أو الخارج إذا أتيحت له الفرصة للقيام بذلك خصوصًا أنه سلط الضوء كثيرًا على نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.

ويشير حبيب إلى أن المقاومة تقدم ما لديها وتحاول أن ترد التهديد بالتهديد، بعد تحذيرها من العودة للاغتيالات.

ويستدرك المختص بالشأن الأمني بقوله: “لكن مدى وإمكانية اتخاذ رد يؤلم الاحتلال فهذا أمر ستجيب عنه الأحداث”.

نتائج خطيرة

بينما يرى المختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف، في حديثه لوكالة “صفا”، أن نجاح الاحتلال في تنفيذ عملية اغتيال ليس صعبًا وقد يحدث في لحظة ما.

لكنه يعتقد أن الأهم من عملية الاغتيال هو ما سيترتب عليها من مفاجآت ضد الاحتلال، وما سيكون عليه الفصيل الذي يتم اغتيال بعض قادته، مشيرًا إلى أن التاريخ مليء بالنتائج الواضحة للجميع.

ويضيف الصواف “قد يسعى الاحتلال من خلال تنفيذ عملية اغتيال إلى جر المقاومة لمعركة مفتوحة، وذلك وارد في حساب المقاومة وواعية له، ولا أعتقد أنها ستُجر إلى ما يسعى له الاحتلال”.

ويؤكد أن “المقاومة باتت أكثر وعيًا لما يفكر فيه الاحتلال، وإن نجحت إسرائيل في تنفيذ عملية اغتيال لن يكون رد المقاومة تقليديًا كما يظن، بل سيكون خارج حساباته التي يفكر فيها”.

ويوضح الصواف أن “المقاومة لم تعد عملًا عشوائيًا أو تقليديًا، بل مدروسًا ومخططًا له بشكل دقيق، ولذا فعلى الاحتلال الحذر من الإقدام على تنفيذ أي عملية اغتيال لقادة المقاومة”.

ويشير المحلل السياسي إلى أن عملية الاغتيال قد تربك الفصيل المقاوم لساعات قليلة، “ولكن سرعان ما يستفيق من حالة الإرباك المؤقت إلى حالة الإعداد والتطوير بشكل أكبر مما كان عليه سابقًا”.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: