عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تنسيق أردني مصري عال: لكن أين الطحين؟

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لا يخفى أن العلاقات توثقت بين عمّان والقاهرة عقب الانقلاب العسكري ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، واستمرت تلك العلاقات بالتنامي ووصلت إلى مراحل متقدمة قبل ثلاث سنوات بتشكيل مجلس التنسيق العراقي الأردني المصري.

اليوم وجدت عمّان والقاهرة نفسيهما في خندق جديد، ليصل التنسيق بين الطرفين ذروته فيما يتعلق بملف الحرب على غزة.

لم أعهد على الدبلوماسية الأردنية، بحسب علمي، أن تحدثت باسم دولة أخرى، لكن هذا ما حدث في الأزمة الأخيرة إذ صرح الملك عبد الله الثاني في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني: “لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر”.

ذات الأمر تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال بصراحة إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني ببساطة تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن.

يبدو أن مسألة التهجير باتت تقلق الجانبين الأردني والمصري، ما يعني أننا اليوم أم سيناريو حقيقي وليس افتراضيا، وهذا يفرض تحديات كبيرة ليس فقط على القيادات السياسية، بل على الشعبين الأردني والمصري.

تصريحات السيسي ربما كشفت ما يدور حول الكواليس في موضوع غزة، وخلاصتها أن هناك قرارا إسرائيليا أمريكيا غربيا قد اتخذ بتصفية حركتي حماس والجهاد وإنهاء قوتهما في غزة، وهذا قد يتطلب إخلاء غزة من المدنيين حتى يتسنى للجيش الصهيوني الدخول وشن عدوان بري كبير، لكن السؤال المعلق هو: وماذا بعد؟ هذا السؤال يتعامل معه الجميع على افتراض أن نتيجة المعركة محسومة لصالح جيش الكيان.

تصريحات السيسي فهم منها البعض أنه ليس لدى مصر مانع من تصفية المقاومة الفلسطينية، كما ليس لديها مانع من تهيئة الظروف على الأرض لذلك عبر التهجير القسري لكن ليس إلى مصر. فيما فهم منها آخرون أن السيسي إنما يدلل على استحالة هذا الأمر وأنه إذا كان ولا بد فليعودوا إلى ديارهم الأصلية (هناك جزء كبير من أهالي غزة هم من بئر السبع).

على أي الأحول فإن تصريحات السيسي لم تكن موفقة، ولا يجوز لزعيم أن يقع في “مطب” كهذا، وهذا الإرباك يجعلنا في الأردن نتخوف من الموقف الرسمي المصري، الذي لم يكن حاسما بما فيه الكفاية، وربط المسألة بأن نقل الفلسطينيين إلى سيناء سوف ينقل مكان المعركة فقط ما قد يورط مصر في صراع مع الكيان.

لنكن واضحين فإن إزاحة المقاومة من غزة سيسهّل عمليات التهجير لا سيوقفها، وسيضعف مقاومة الناس هناك ضد فيروس التهجير ولا يزيدها.

ومع التنسيق العالي بين الأردن ومصر ومواقفهما العلنية الصريحة والواضحة تجاه رفض التهجير، ومع تصريحات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في مجلس النواب حول ذات الملف، ومع تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي من أن الأردن ينظر إلى التهجير كإعلان حرب، إلا أننا للآن لم نلمس خطة واضحة لمنع هذا الأمر.

نشعر بالتصريحات ترن في آذاننا، لكننا نريد أن نرى خطة إجرائية على الأرض بأدوات وأهداف ومراحل زمنية لتصبح التصريحات حقيقة واقعة، وما يحدث حتى الآن في غزة يعني أن خطة التهجير تسير دون معوقات.

باختصار: جيد أن نسمع جعجعة المطحنة لكننا بانتظار الطحين يا سادة.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts