تَعرَّف على قصة العداء بين الصين وتايوان؟

تَعرَّف على قصة العداء بين الصين وتايوان؟

ما إن تكاد تهدأ التوترات بين الصين وتايوان حتى تعود وتشتعل ومجدداً، باعتبار أن الدوافع الحقيقية الكامنة وراء محاولات بيكين المستمرة لإخضاع تايبيه تحت سيطرتها وبالتالي غزو كل الجزيرة، لا تزال قائمة. حيث ترى الصين أن تايوان أرض تابعة لها، وذلك وفق عقيدة راسخة تحت عنوان ” الصين الواحدة”.

وتصاعدت التوترات بين الطرفين، في ظل استعداد رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لزيارة تايوان، وتحذير بكين من ذلك معتبرةً العلاقة مع تايبيه خطّاً أحمر، مهدّدة باتخاذ “الخطوات اللازمة التي تضمن سيادتها ومصالحها”.

وبينما تتمسك تايوان بسيادتها واستقلالها بدعم دولي ديبلوماسي وعسكري، تتوعد الصين مجدداً بعد أن طرحت في وقت سابق اللجوء إلى خيارات سلمية، ببذل كل جهودها واستخدام القوة اللازمة لإرجاع الجزيرة تحت سيطرتها، دون قبول أي عرض للتفاوض مع أي طرف كان.

والعام الماضي، قال وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينغ : “إن الصين لديها القدرة بالفعل على غزو تايوان، وستكون قادرة على شنّ غزو شامل بحلول 2025.”

“الصين الواحدة”.. جذور تاريخية

تعود جذور القصة إلى عام 1949، حين انتهت الحرب الأهلية الصينية، وقرر إثر ذلك “الكومينتانغ” بقيادة تشيانغ كاي تشيك وهم مجموعة من القوميين الذين هزموا خلال الحرب، التراجع والاستقرار بتايوان التي أصبحت بعد ذلك مقراً لحكومتهم، وتبعد عن البر الرئيسي للصين حوالي 160 كيلومتراً.

وبدورهم أعلن الشيوعيون المنتصرون في الوقت ذاته أي في يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 1949 عن تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وتمسك كلا الطرفين بموقفه مدعياً كل جانب منهم تمثيله الرسمي للصين.

واحتد منذ ذلك الحين التوتر بين الحكومتين، ولم تهدأ المناوشات العسكرية بينهما سنوات طويلة. إلى أن قررت بيكين في يناير/كانون الثاني 1979 إنهاء القصف المدفعي للجزر الواقعة تحت سيطرة تايوان. وعرضت في الأثناء فتح قنوات اتصال مع تايوان. إلا أن الأخيرة رفضت العرض عملاً بسياسة رئيسها تشينغ ” اللاءات الثلاث” وتعني: لا للتواصل، ولا للتسوية، ولا للتفاوض.

ولكن الرئيس التايواني سرعان ما تراجع عن ذلك عام 1987، واستقرت بذلك العلاقات نوعاً ما طيلة عقود. ولم يمنع ذلك من تلويح الصين المستمر باللجوء إلى القوة العسكرية إذا ما أعلنت تايوان استقلالها بشكل رسمي، وأنها لن تتوقف عن المحاولة في إرجاع تايوان تحت حكمها.

وإلى اليوم لا تزال سياسة ” الصين الواحدة” التي تتمثل في الاعتراف بالموقف الصيني الذي يعتبر أن هناك صيناً واحدة وأن تايوان جزء لا يتجزء من أراضيها وبالتالي فإن كل العلاقات الديبلوماسية الرسمية تكون مع جهورية الصين الشعبية فقط، من أكثر قضايا السلم والأمن الدولي حساسية في منطقة جنوب شرقي آسيا. وتعتبرها الصين خطاً أحمر وحجر الزاوية في سياستها الدبلوماسية وعلاقتها بالمجتمع الدولي.

تايوان.. عزلة دولية بضغط صيني

في الوقت الذي تصر فيه بيكين على تبعية تايوان إلى أراضيها، وتحاول أن تلزم المجتمع الدولي بهذا الموقف، حتى تستعيد السيطرة عليها. تتمسك تايوان البالغ عدد سكانها قرابة 23 مليون نسمة باستقلالها منذ عام 1949.

ورغم أن بعض الحكومات في العالم قد اعترفت بحكومة تايوان في البداية، إلا أنها تراجعت عن ذلك بصفة رسمية. وكان على رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، التي قررت خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، في المقابل تطوير العلاقات الدبلوماسية مع بيكين، لعدة اعتبارات سياسية وأمنية، وكان ذلك خلال سبعينيات القرن الماضي. فدخلت بذلك تايوان في عزلة دبلوماسية دولية، فاقمت من العقبات في طريقها إلى الاستقرار والازدهار.

ولم يكن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، الذي أقدمت عليه بعض الدول منذ ذلك الحين تاماً، فقد استمرت العلاقة مع بعضها تحت غطاء المجال التجاري أو الثقافي وغيره. ولم توقف بعضها الدعم لحكومة تايبيه، ولو بطريقة غير رسمية.

وفي هذا السياق، أصدرت واشنطن عام 1979 قانوناً ينص على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وبموجب هذا القانون استمرت في بيع الأسلحة لتايبيه. وتحافظ في الوقت ذاته على علاقات دبلوماسية غير رسمية معها.

TRT عربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: