نبيلة سعيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

جزء من المشهد

نبيلة سعيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

 (11 سبتمبر2001) كانت دراما محمومة دفعت فيها القوى العظمي من أرواح البشر حتى يصبح المشهد له روايته الخاصة، تلك الدراما كان أبطالها الفاعلون هم أبناء الشرق وخاصة الجزيرة العربية أولئك الذين توزعوا بين كاتب لمشهد وراوٍ لقصة وملهمٍ لفكرة لقد كانوا قريبين من العامة يقتاتون معهم ويتناولون خبزهم وحين يعتلون المنابر لممارسة هواية الفتنة وتضليل العقل قد كانوا بداية مقسمين حسب طلب مساحة المشهد؛ كإعلامي مأجور وامام ممزق الانتماء للوطن والتاريخ والدين، وعميل مسيس، ونائب لإدارة الحرب في أي بقعة يسكنها العرب والمسلمون، وهناك جمع غفير لا يمكن ان تغفل مهمتهم انهم يقطنون مساحة مهمة كمبارز محترف من الذين يتقنون الايماء ويكتبون بحذق ما يمكن ان يجعل المشهد اكثر حبكة واعمق وصولاً.

 أقرباء المشهد

لم يكن من احكموا حباكة المشهد لتلك الدراما غرباء انهم أبناء العمومة والجيران وأصدقاء الدراسة وزملاء المهنة من تقاسموا الخبز والزيت، بل أن بعضاً منهم أولئك الذين كانوا يقفون على فوهة الشارع يتجاذبون اطراف الحديث مع اهلك ومعارفك ببراءة، ولربما لم يكن يدور حتى بخلدهم وقتها أنهم ابطال الرواية لقصة الفوضى الجامحة، لقد اقتنع الغرب بأن الشرق افضل مهندس لفصول تلك الدراما؛ لذا رأيت القتل بأم عينك في دارك قبل جارك، ثم الحريق الذي التهم القرية التي كنت تسكنها كان الطلبة الذين تتلمذت معهم وراءه، ثم قريبك ذاك اللص الذي اختلس ممتلكاتك واغتصب نساءك، كان معهم في السيناريو ذاته، انهم يعبثون بحياتنا بأيدينا وباختيارنا وقرارنا، بل نمكنهم من كل مقدراتنا المادية والمعنوية والتاريخية .

منذ 2001

ونحن ندافع عن عرضنا وارضنا وماءنا وطعامنا ونحاول ان نثبت اننا أبرياء وان ديننا حنيف، هكذا أراد المخرج لفرية 11 سبتمبر حين شاهد ان الدين اصبح مسجد وعمامة ورقية ومسبحة ونسك سنوية عند باب الكعبة، حين عرف ان اسواقنا تبيع النساء في سوق خلفية وفى الامام تبيع المشروبات المسكرة وتوزع الحشيش بأعقاب السجائر، حين تبين اننا نكذب في اليوم الف مرة نخدر الأخر بكلام برئ من الصحة ونقى من الصدق وليس الحقيقة، واذا زادت الحمية تصرفنا بدماء بعضنا كأنه شراب يوم الفتح الأعظم على “إسرائيل”.

مذ 2001 وأبناء الشرق مخلوعون من الذاكرة مسلوخون من قيم العدل والحرية والكرامة، ينامون خلف اهازيج الهروب، ويقضون السنين فاقدي البوصلة، اننا ندفع كلفة الرواية وفواتير الاشتراك في مشاهدة يومية مجبرين عليها، بل مطلوب منا ان نشارك الحدث مدافعين بطبيعة الحال عن الفكرة لأننا مازلنا لا نتقن صناعة الحدث، أصبحنا اشتاتاً في الأرض نتضور الوجع وندع اننا أصحاب حضارة لم نتمكن من صياغة مشروعها بالمستوى الذي يحفظ جهد السابقين ويكمل مسيرتهم وحين نقرأ في حضارتنا الدامغة نكتشف اننا في الضفة المقابلة من معادلة النهضة والحضارة ،انه جزء من مشهد الرواية لـ11 سبتمبر تلك الفرية الكبيرة على الإنسان المسلم وحضارته ونهضته وتاريخه.

* نبيلة سعيد:صحفية يمنية مهتمة بالشأن الإنساني.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts