حفيدة السلطان عبد الحميد: أردوغان كنز لتركيا وأعاد الاعتبار لعائلتي

حفيدة السلطان عبد الحميد: أردوغان كنز لتركيا وأعاد الاعتبار لعائلتي

أمل عدرا حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني للأناضول:
– بعد قيام الجمهورية التركية وصلت عائلتي عام 1924 إلى المنفى في بيروت، ثم انتقلت إلى منطقة جونية
– الكثير من العائلات العريقة في العاصمة اللبنانية دعتنا إلى الإقامة في بيروت لأننا من سلاسة العثمانيين
– حين كنا أطفالا كانت جدتي تعلمنا اللغة التركية للتحدث بها في ما بيننا

عندما تزور منزل “آل كريمة” في منطقة عائشة بكار بالعاصمة اللبنانية بيروت تخال أنك في أحد قصور السلاطين العثمانيين في مدينة إسطنبول التركية.

فحين تدخل إلى المنزل يلفت انتباهك انتشار صور للسلطان عبد الحميد الثاني (1842- 1918) وأفراد عائلته، إضافة إلى تحف منتشرة في كل زاوية.

أمل عدرا متزوجة من محمد كريمة ولديها ثلاثة أولاد، وهي حفيدة الجيل الرابع من سلالة السلطان عبد الحميد الثاني، تروي للأناضول قصة عائلتها من النفي إلى عودتها لتركيا الحديثة.

يعود نسب أمل، وهي في العقد السابع من عمرها، إلى جدها الأمير العثماني محمد سليم أفندي، وهو الابن الأكبر للسلطان عبد الحميد الثاني من زوجته الثالثة بدر فلك قادين.

وُلِدَ محمد سليم في قصر دولمة باهجة في مدينة إسطنبول عام 1870 خلال حكم والده الخليفة عبد الحميد الثاني، وكان لديه ابن هو محمد عبد الكريم أفندي وابنة هي أمينة نميكا أسين جدة أمل.

ومع انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية في 1923، تمّ نفيه إلى لبنان وتحديدا مدينة جونية (شمال بيروت) وظل فيها إلى أن توفي عام 1937، وجرى نقل جثمانه ودفنه في مسجد السلطان سليم بمدينة دمشق.

رحلة المنفى

في رحلة المنفى تتذكر أمل بعض الروايات قائلةً للأناضول: “وصلت العائلة إلى بيروت عام 1924، ومن ثم انتقلت الى منطقة جونية بسبب ضغط الزائرين، خاصة أننا لم نكن في حالة تسمح لنا بالتحدث عن أوضاعنا”.

وتذكر أن جدتها أمينة سافرت بعد ذلك إلى باريس، حيث حصل جدها على عمل في فرنسا واستطاع أولادهما إكمال تعليمهم هناك.

و”عندما بلغت أمي (فادية ابنة أمينة) سن الـ18 من العمر تخوفت العائلة من أن تتزوج من غير المسلمين فعادوا إلى لبنان حيث انتقلوا إلى مدينة طرابلس (شمال) للبحث عن مدرسة”، تضيف أمل.

وتؤكد أن “الكثير من العائلات العريقة في العاصمة اللبنانية أمثال آل الداعوق دعونا إلى الإقامة في بيروت لأننا من سلاسة العثمانيين، إلا أننا رفضنا وذهبنا إلى طرابلس لأنها من المدن المحافظة وأكثريتها مسلمين، لذا من السهل أن تجد أمي زوجا من دينها”.

وفي 1952، كما تتابع أمل، “لم يسمحوا لأحد بالذهاب إلى تركيا سوى للنساء، فسافرت جدتي أمينة، ولكن لم تسطيع رؤية أولادها حتى 1972، حيث عاشوا في منزل بسيط جدا”.

وآنذاك تشبثت الأسرة بلغتها، إذ تقول أمل: “عندما كنا أطفالا كانت جدتي تعلمنا اللغة التركية للتحدث في ما بيننا ليعلم الزائرون لمنزلنا في طرابلس أننا أتراك رغم أنها كانت تتحدث اللغتين الفرنسية والعربية”.

تركيا والعائلة

مشيدةً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقول أمل إنه “كنز لتركيا وافتخر به وهو بعشرين رجلا وأعاد الاعتبار لعائلة السلطان عبد الحميد الثاني وجمع شملها في إسطنبول عام 2018”.

وتتابع أن “الرئيس أردوغان عمل على تطوير تركيا وعمله منتشر في كل زاوية، وغيره لم يقدم شيئا لتركيا، خاصة أنني زرت تركيا عدة مرات بين 1955 و1957 ولم تكن كما هي اليوم”.

والدمع في عينيها تعرب أمل عن حزن شديد لعدم وجود والدتها وجدها بينهم أثناء تكريمهم من قِبل الرئيس التركي (أردوغان) عام 2018 في إسطنبول، “فقد ماتوا مكسوري الخاطر”.

وتعَّبر عن شكرها للرئيس أردوغان، مشددةً على أنه “جمع العائلة ونظر لحالهم ولم يتركهم أبدا”.

وبالنسبة لما حدث في 2018، توضح بقولها: “زرت تركيا عام 2018 عندما تلقينا دعوة من الرئيس أردوغان في الذكرى المئوية لوفاة السلطان عبد الحميد الثاني، فهو يريد التعرف على العائلة، وذهبت مع عائلتي كلها”.

وتزيد: “استعدت وعائلتي الجنسية التركية منذ 6 سنوات بعد أن زارنا أحد موظفي السفارة سائلا عن حالنا وإذا كنا بحاجة إلى أي شيء عارضا علينا استعادة جنسيتنا”.

و”بعد ذلك قدمت الأوراق أنا وعائلتي وفورا حصلنا عليها (الجنسية)، وفي سفارة أنقرة ببيروت استقبلونا استقبالا لائقا واستثنائيا بمحبة وتقدير لم نكن نشعر بها من قبل”، وفقا لأمل.

برقية احترام ومحبة

وعبر برقية، هنأت حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني الرئيس أردوغان بإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة تستمر خمس سنوات في انتخابات 28 مايو/ أيار الماضي.

وفور إعلان النتائج، كتبت أمل في البرقية بخط يدها: “سيدي الرئيس، أنا حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني من الجيل الرابع، أهنئكم على الفوز في الانتخابات مجددا”.

وأضافت في البرقية التي حصلت الأناضول على نسخة منها: “أدعو لك دائما، وفقكم الله. أبعث لك عميق احترامي ومحبتي.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وفي تلك الانتخابات، حصد الرئيس أردوغان 52.18 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.82 بالمئة لمرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: