حقوقية أردنية ثانية تعيد جائزة أمريكية تضامنا مع غزة

حقوقية أردنية ثانية تعيد جائزة أمريكية تضامنا مع غزة

البوصلة – أعلنت الناشطة الحقوقية لندا كلش تخليها عن جائزة “بطل مكافحة الإتجار بالبشر” المقدمة من وزارة الخارجية الأميركية، بسبب الدعم الأميركي للاحتلال الصهيوني في العدوان على قطاع غزة.

وقالت كلش في رسالة وجهتها إلى وزير خارجية الولايات المتحدة  أنتوني بلينكن أنها في العام2010، تم تكريمها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية كبطلة في مكافحة الاتجار بالبشر، وعليه واستنكارًا لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب على قطاع غزة، سحبت موافقتها على جائزة الحكومة الأمريكية لأنها  لا تحترم حقوق الإنسان، مُشيرة في رسالتها أنّ الإتجار بالبشر جريمة خطيرة تستحق مكافحتها، كذلك جرائم الإبادة والقتل والتشويه جرائم بشعة يجب أن يُعاقب عنها الجناة، ولا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية، كونها شريكة في هذه الجرائم، أن تفلت من المسؤولية.

وكانت الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز أعلنت أيضا عن إعادة جائزة منحتها لها وزارة الخارجية الأمريكية واستلمتها في البيت الأبيض قبل بضعة أشهر، احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لمجازر الاحتلال الصهيوني في غزة.
وأكدت عبد العزيز عبر حسابها على منصة “إكس”، أنها اعلمت السفارة الاميركية في عمان برسالة رسمية تنازلها عن جائزة المرأة الشجاعة الدولية لانها “لا يمكن ان تمثل الشجاعة ولا العدالة”.


وقالت كلش في رسالتها: ” أثناء كتابتي لهذه الرسالة، أشاهد، مثلك أنت بالتأكيد ، الأحداث المأساوية التي تتكشف في غزة، والمليئة  بالهجمات الوحشية والإبادة الجماعية ضد شعب فلسطين ، فلسطين التي تحملت شعبا وأرضًا وبلدًا عبء الاحتلال لمدة 75 عامًا، انتهكت خلالها الحكومات الإسرائيلية كل الاتفاقيات الدولية دون مساءلة  أو محاسبة، وفي ذات الوقت نشهد تباينا وازدواجا واضحا في المعايير حول التعامل مع فلسطين والفلسطينيين والذي بدا واضحا بعد 7 أكتوبر. رأينا هجمات وحشية على قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن سقوط  أكثر من 12,000 مدني فلسطيني، بما فيهم الأطفال والنساء والرجال. لم تكترث قوات الاحتلال الإسرائيلي بأي أخلاقيات أو قوانين أو التزامات دولية وهي تستهدف المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد – كل ذلك أمام أعين العالم. في الوقت الذي رأينا الملايين من الشعوب حول العالم تطالب بوقف آلة القتل التي تديرها إسرائيل، رأينا استمرار بعض الحكومات وعلى رأسها حكومتكم تعمي أعينها على مشهد أكبر مذبحة في عصرنا تحدث في غزة، وأيضًا، وبإصرار شديد ، تستمرون  في تقديم الدعم غير المشروط للحرب الإسرائيلية الوحشية وغير القانونية”.

وأضافت كلش في رسالتها: “للأسف، يتفق موقف الولايات المتحدة الأمريكية مع موقف الاحتلال الإسرائيلي، ولعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا رئيسيا في هندسة الإبادة ضد شعب غزة من خلال تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة والأموال وأشكال مختلفة من الدعم المادي والمعنوي. سؤالي لك، السيد الوزير، هل تعتبر الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني نتيجة مُرضية لسياسة حكومتكم في هذه المنطقة؟ أي دولة تدعي الالتزام بحقوق الإنسان، ولكنها تستمر في دعم أولئك الذين ينتهكون هذه الحقوق، تكون على الأقل دولة منافقة. تنطبق حقوق الإنسان عالميا  على الجميع، دون تمييز، كما تعلم، السيد الوزير، ومن المحزن أن نشهد اختلاف في الطريقة التي تدعي بها الولايات المتحدة احترامها لحقوق الإنسان في أوكرانيا في حين تتجاهل وتستصغر حقوق الشعب الفلسطيني – مظهرة احترام حقوق الاحتلال الإسرائيلي بينما تتجاهل حقوق الذين يعيشون تحت الاحتلال

وختمت كلش رسالتها: “أظل ملتزمة بأن أكون بطلة في مكافحة الاتجار بالبشر، حتى وإن كان ذلك تافهًا بالمقارنة مع البطولة التي يظهرها الشعب في فلسطين المحتلة. ومع ذلك، أرفض مجددًا أن تُعترف جهودي من قبل حكومة لا تحترم حقوق الإنسان”.

في السياق ذاته، اسنحبت كلش قبل ما يُقارب الـ3 أسابيع من زمالة منظمة أصوات حيوية  (Vital  Voices)، موجهة هي وأعضائها رسالة إلى السياسية ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، بسبب رفضها الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبصفتها مؤسسة مشاركة في المنظمة مفادها: “نود أن نعرب عن خيبة أملنا العميقة من تصريحاتك العامة في 29 أكتوبر 2023 والتي قلت فيها: “إن الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار الآن لا يفهمون طبيعة حماس، لا يمكن فعل ذلك”، إن رفضك الدعوة إلى وقف إطلاق النار يعني أنك تتغاضين عن القتل المستمر للفلسطينيين، لقد عجزت عن إدراك أن القضية الرئيسية هنا ليست حماس، أو حتى غزة فقط، بل تتعلق بالمدنيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى ذلك، كيف توفقين بين موقفك ضد وقف إطلاق النار وبين تصريحك الشهير “حقوق المرأة هي حقوق الإنسان”، في حين أنك تتقاعسين عن الدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، بل وتنتقصين من حقوقها، رغم المذابح المستمرة التي تُرتكب بحقها؟”.


وأضافوا: “في ضوء هذه الحقائق فإن تصريحاتكم التي تدعم بشكل فعال استمرار الأعمال العدوانية ضد المواطنين، ومن بينهم النساء والأطفال، من خلال رفض الدعوات لوقف إطلاق النار باعتبارها دعوات ساذجة، هي تصريحات لا يمكن تبريرها في هذا السياق. ومن غير المفهوم لنا كيف يمكن التوفيق بين الالتزام بحقوق الإنسان وكرامته وبين هذا الموقف الذي يبدو أنه يتسامح مع العنف البغيض. هذا لا يتعلق بالاستراتيجية وحسب، بل بالحفاظ على الحياة وإيقاف المعاناة. أن الفظائع المروعة للهولوكوست لم تكن نتيجة لأفعال من طرف واحد؛ بل كانت نتيجة تواطؤ الكثيرين ممن مكّنو حدوث تلك المحرقة، إن تأكيدات مسؤولين إسرائيليين بترحيل سكان غزة وأعمال العنف العلنية ضد أهداف مدنية – بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة دولياً بموافقة واضحة من الولايات المتحدة – تذكرنا بشكل تقشعر له الأبدان بأحلك الفصول في التاريخ، إننا نحثك،  كقائدة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية، على مواءمة موقفك مع حتمية حماية أرواح الأبرياء. حيث أن التزام الصمت أو رفض وقف إطلاق النار هو تواطؤ في ظل هذه الفظائع. إن التاريخ يسجل مواقفنا، ويجب ألا نكرر أخطاء الماضي ونقف مكتوفي الأيدي بينما تتكشف أعمال الإبادة الجماعية أمام المجتمع الدولي”.


Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: