حماية للمناخ.. بلدية أردنية تحول مخلفات صلبة إلى أسمدة عضوية

حماية للمناخ.. بلدية أردنية تحول مخلفات صلبة إلى أسمدة عضوية

أالبوصلة – سوة بجهود محلية ودولية لمواجهة التغيرات المناخية، اختارت بلدية إربد الكبرى، التابعة لثاني أكبر محافظات المملكة، إقامة مصنع تحويل مخلفات الأشجار والخضار والفواكه، إلى خليط من المواد العضوية؛ واستخدامها كأسمدة نباتية.

“الكمبوست”، الاسم العلمي المتعارف عليه لمنتجات تلك المخلفات، وهو عبارة عن خليط من المواد العضوية، التي تخضع لمراحل مختلفة، تشكل في محصلتها مادة نافعة، ناتجة عن مزج الكربون المتواجد بمخلفات الأشجار، مع النيتروجين في بقايا الخضار والفواكه.

برفقة فني الموقع، أحمد عمورة، زار مراسل الأناضول المصنع المقام شرق المحافظة، واطلع على آلية العمل فيه، باستخدام أحدث المعدات والآليات، والتي تم التزود بها من خلال منحة قدمتها منظمة GIZ الألمانية (المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي).

ووفق عمورة، تأسس المصنع عام 2018، بكادر مكون من 20 شخصا، عمال ومتخصصين وخبير من المنظمة الألمانية؛ ليتعاملوا بشكل يومي مع 10 أطنان من نفايات إربد، تم فرزها من خلال قسم مختص، يُطلق عليه “الفرز من المصدر”، والذي يؤمن نقلها إلى المكان؛ ليتسنى لهم العمل على تصنيعها.

الجمع والفرز والمعالجة على مراحل مختلفة، هي أساسيات العمل، وصولا إلى تحويلها للأسمدة، من خلال الالتزام بمعايير عالمية، تعتمد على نسب محددة لخلط المواد الأولية.

أكوام ضخمة تتوزع في أرجاء المكان، وزن الواحد فيها 100 طن، تتوزع على 30 بالمائة من مخلفات الأشجار “المجروشة”، و 70 بالمائة خضار وفواكه تالفة، وهي نسبة علمية، أثبتتها الدراسات، على مستوى الفائدة التي يمكن أن يعطيها ذلك الخليط، بحسب عمورة.

وصلت الأكوام إلى شكلها الحالي، بعد أن مرت بمرحلة إزالة الشوائب، ثم طحن الشجر بآليات خاصة، ومن ثم عملية الخلط مع بقايا الخضروات والفواكه، وبعدها يتم تحريك كل كومة بمحتوياتها في نفس مكانها، لمدة 93 يوما، حتى تصل مرحلة النضج.

ويبين عمورة أنه خلال هذه الفترة، تخضع الأكوام لفحص يومي؛ لقياس الحرارة والرطوبة بأجهزة خاصة، وإن النضج، هي مرحلة يصل فيها الخليط لم يعد فيه أي تفاعلات تؤثر على البيئة والمناخ، ويكون جاهزا للتعبئة والتغليف والاستخدام.

وحول منتج المصنع، أشار بأنه “سماد عضوي يستخدم كمخصب ومعالج للتربة، ومغذي للثمر، وبناتج يومي مقداره من 1 إلى 2 متر مكعب، أي مقارب نصف طن”.

وتابع “يتم تعبئة ذلك المنتج بأكياس على حجمين، الأول 20 لترا وسعره 5 دنانير (7 دولارات)، والثاني 40 لترا، بسعر 10 دنانير (14 دولارا)، وتباع من مراكز مخصصة ومن المصنع مباشرة”.

وعلى الرغم من أهمية المنتج للمزارعين، أفاد عمورة بأن “الإقبال شحيح جدا”، مرجعا سبب ذلك إلى أن “مادة الكمبوست غير معروفة للناس محليا”.

وأردف “الأسمدة الناتجة لا تحتوي على أي مواد كيميائية، ولا يوجد بها مخلفات حيوانية، وليس لها أي رائحة، إذا ما أريد استخدامها منزليا”.

واعتبر أن تحويل هذه المواد إلى أسمدة “يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون؛ خاصة أن هذه المواد تعد المصدر الرئيس للعصارة والمياه الراشحة وغاز الميثان”.

واستطرد “كما أن هذه العملية تخفف من الضغوطات على المكب الرئيسي لمحافظة إربد في منطقة الأكيدر ( تابعة لمحافظة المفرق)، وتزيد من العمر التشغيلي له، فضلا عن توفير تكاليف تشغيلية أخرى، ووقت من عملية جمع والتخلص من النفايات”.

ولفت “المواد المنبعثة من هذه المخلفات هي الأكثر تأثيرا على المناخ، وبهذه الطريقة نقلل من انبعاثها حماية للمناخ وحفاظا على البيئة بشكل عام، وتوفير متطلبات الزراعة من هذه الأسمدة، خاصة في محافظة إربد، التي تتميز بخصوبة تربتها، وبالتالي تعزيز المواد النافعة للمزروعات عبر هذه الأسمدة”.

ويقصد بتغير المناخ، التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس؛ جراء تحولات طبيعية، أو نتيجة لعدد من الأنشطة البشرية.

والأردن كغيره من بقية دول العالم، شهد الأردن خلال السنوات الأخيرة تغيرا ملحوظا في مناخه، تجلّى عبر ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة صيفا، واختلاف نسب الهطول المطري شتاءً، ما أدى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية وتغير في مواقيتها السنوية.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: