خبراء يدعون الأردنيين لترشيد النفقات في رمضان

خبراء يدعون الأردنيين لترشيد النفقات في رمضان

عمّان – البوصلة

دعا خبراء اقتصاديون واجتماعيون الأسر الأردنية إلى ضرورة ترشيد نفقاتهم بشهر رمضان الفضيل استجابة لهدي الإسلام العظيم وتحقيقًا لروح عبادة الصيام واحترامًا لمشاعر الأسر الفقيرة والمعوزة، مؤكدين على ضرورة تنظيم نفقات الأسرة من أجل تحقيق مرورٍ سلسٍ وهادئ لهذا الشهر الفضيل والقدرة على الوفاء بباقي التزامات الأردنية الكثيرة خاصة تلك المرتبطة منها بالقروض والصحة والتعليم وغيرها.

وأكد الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاته لـ “البوصلة” على ضرورة التزام الأسر الأردنية بما دعا إليه ديننا الحنيف وما حضّ عليه من ترشيد النفقات والاستهلاك وما يرتبط به من مظاهر خلال شهر رمضان الفضيل، وذلك حتى نحقق مرورًا سلسًا وسهلاً لشهر رمضان الذي ينتظرنا في نهايته التزاماتٌ أخرى كثيرة.

وقال البشير إنّ هذا الشهر الكريم يتطلب من الجميع أن يكونوا حكماء في قراراتهم وتصرفاتهم، وخاصةً ونحن نمرّ بظروف صعبة من حيث الحياة المعيشية بمختلف عناوينها، وأن يكون شهرًا يذكرنا بالآخرين وحاجاتهم والظروف التي يمرون بها.

الترشيد واجبٌ على الجميع

وأضاف أنّ الترشيد في الاستهلاك بكلّ معانيه واجب، سواءً كان يتعلق بمائدة الإفطار أو يتعلق بمظاهر قد لا تكون مناسبة بأن نتصرف بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يقدّم على هذه الموائد بحيث تصبح كثير من العائلات التي لا تستطيع أن تحصل على ما تستحقه من حد أدنى من الحياة المعيشية في هذا الشهر، مجالاً للتندر والإحساس بالظلم وغياب العدالة.

وتابع بالقول: مطلوب من كل العائلات حتى أولئك من ذوي الدخول المحدودة والمتوسطة أن يتعاملوا مع متطلبات هذا الشهر في مضمونه والشكل الذي حضّ عليه الإسلام بأن نكون أيضًا رحماء بأنفسنا وأن لا نبالغ في الإنفاق والمصروف.

البشير: تقديم موعد صرف الأجور والرواتب يجب أن يزيد الأسر الأردنية حذرًا في الإنفاق

ولفت البشير إلى أنّ هذه الدعوات تستجيب للوضع الاقتصادي العام للأسر التي تعاني من ضغط هائل سواءً كان يتعلق بالمصاريف البعيدة عن الطعام والشراب والمتمثلة في الإيجارات ومصاريف التعليم ومصاريف الصحة بشكلٍ أو بآخر، أو النقل، فهذه المصاريف تشكل أعباءً قبل أن نذهب إلى موضوع الطعام.

واستدرك بالقول: بالتالي علينا أن نرشّد الإنفاق حتى نحقق مرورًا سلسلًا وسهلاً بعيدًا عن المظاهر، التي حضّ الإسلام على أن لا نمارسها بشكلٍ أو بآخر، رحمةً بنا ورحمة بالآخرين.

وأشار إلى انّ واحدة من المتاعب التي تعيشها الأسر، أنّ كثيرًا من أولياء الأمور يفرحون بتقديم موعد صرف الرواتب والأجور والقبض المبكر، لكن حاجات مستقبلية خلال الشهر تؤدي إلى مظاهر متعددة ذات علاقة بالاستهلاك ويشعر بها التاجر في الشارع والمحل، ويشعر أن هناك تراجعًا في الاستهلاك لأسباب تتعلق بأنّ هناك رواتب وبدلات تقبض في الفترات الأولى ويتمّ إنفاقها.

ولفت البشير إلى أن الغالبية العظمى من الأردنيين لديهم التزامات قروض حتى وإن تمّ تأجيلها في بعض الأحيان، داعيًا “أهلنا ومواطنينا إلى أن ينتبهوا لهذه القصة لأنّ رمضان دائمًا بكل تجلياته بحاجة أن يكون لدينا القدرة على مواجهة أعبائه بالحدّ الأدنى”.

التقليل من المصروف

من جانبه يقول المستشار في قضايا الأسرة مفيد سرحان للجزيرة نت “مع قرب حلول رمضان المبارك، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أغلب الأسر، ثمة حاجة كبيرة إلى الوعي بأهمية الاعتدال في الإنفاق واتخاذ خطوات عملية للتقليل من المصروف، وألا نجعل من شهر الصيام عبئًا اقتصاديا، ومن ثم إدراك مغزى الصيام ومقاصد الشريعة وتحقيق القناعة عند أفراد الأسرة”.

ويشرح سرحان أهمية تجهيز المستلزمات الأساسية لرمضان من دون مبالغة وقبل موسم ارتفاع الأسعار الذي غالبًا ما يكون في الأيام الأولى من الشهر، إذ إن زيادة الطلب على السلع يؤدي إلى رفع أسعارها.

وحسب سرحان، فإن شراء الخضراوات والفواكه أو المواد الغذائية خلال فترة العروض أمرٌ محبب، ولكن يحتاج إلى حسن تدبير في التعامل معها حتى لا تتلف جراء سوء التخزين، فيمكن حفظها بالثلاجة أو التخليل لاستعمالها خلال رمضان في إعداد الوجبات اليومية، بما يوفر الوقت والمال.

مفيد سرحان: إدارة موازنة الأسرة فن ومسؤولية خاصة في رمضان

إدارة موازنة الأسرة

يقول سرحان إن ثقافة الاستهلاك أصبحت جزءًا أساسيا من حياة كثيرين، وتنوع السلع والمستلزمات وتغير الأصناف والأشكال من عام إلى آخر زاد الأعباء على الأسر التي تسعى إلى التماشي مع الدارج من السلع، وتعدّى ذلك إلى الكماليات والإكسسوارات المنزلية ومستلزمات زينة رمضان التي يُنفق عليها جزء من موازنة الشهر.

ويردف “الحكمة تقتضي بأن تكون كمية الطعام مناسبة لعدد أفراد الأسرة، من دون مبالغة، وتستلزم عدم الإكثار من الأصناف على المائدة الواحدة، لأن ذلك يزيد من الأعباء المالية للأسرة. وكذلك الاستفادة من بقايا الوجبات في أيام أخرى، سواء الوجبة الرئيسة أو الثانوية. فإدارة موازنة الأسرة فن ومسؤولية، ولا تقع على الزوجة وحدها بل على جميع أفراد الأسرة”.

إنفاق مضاعف برمضان

يذكر أنّ معدل الإنفاق السنوي للأسرة الأردنية المكونة من 4 أفراد يصل إلى 12.5 ألف دينار ( 17.6 ألف دولار)، أي نحو 1042 دينارا (حوالي 1466 دولارا) للشهر الواحد.

بينما يبلغ معدل دخل الأسر الأردنية 11.5 ألف دينار (16.2 ألف دولار) -وفق دائرة الإحصاءات العامية- ما يؤشر إلى أن هناك عجزا سنويا في الإنفاق بمعدل ألف دينار (1400 دولار)، ويتوقع خبراء ارتفاع ذلك العجز تبعا لزيادة أسعار السلع المختلفة.

ووفقًا لخبراء فإنّ نسبة إنفاق المستهلك الأردني على الغذاء ترتفع إلى الضعف خلال شهر رمضان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: