خبيرة تربوية: لماذا تأخرت مدارسنا وجامعاتنا في تدريس مساق “التربية الإعلامية”؟

خبيرة تربوية: لماذا تأخرت مدارسنا وجامعاتنا في تدريس مساق “التربية الإعلامية”؟

عمّان – البوصلة

أثارت الخبيرة التربوية بشرى عربيات تساؤلات مهمة ووجيهة حول سبب تأخر وزارة التربية والتعليم وكذلك التعليم العالي في إقرار تدريس مبحث التربية الإعلامية في المدارس والجامعات، والذي تمّ الإعلان عنه سابقًا، وهل هناك معوقات خلف هذا الأمر أدّت إلى التعثر في البدء فيه.

وقالت عربيات من خلال مناقشتها لأبعاد هذه المسألة، في تصريحاتٍ لـ “البوصلة“: إنّ التطورات التكنولوجية تتسارع بشكلٍ كبير، وظهر خلالها مفهوم التربية الإعلامية منذ سبع سنوات تقريباً، لكن للأسف لم يتم تطبيق هذه الفكرة حتى الآن، إذ كان من المفروض أن يتم تدريس مبحث التربية الإعلامية في المدارس بدءاً من الصف العاشر، إضاقةً إلى الجامعات، لكن يبدو أن شيئاً ما أدى إلى التعثُّر!”.

ولفتت عربيات للقول: “إنّ من واجبنا التذكير بأهمية هذا الموضوع، فما هي التربية الإعلامية؟ ولماذا تعتبر مهمة، ومن أين تنبع أهميتها؟”.

تنمية الوعي الوطني

وأضافت بالقول: “في البداية أود أن أشير إلى أن  التعليم والإعلام منابر للعطاء والبناء، إذا أُحسِنَ الإعداد والأداء، ومن هنا فإن للتربية الإعلامية دورًا كبيرًا ومهماً في تنمية الوعي الوطني لدى أبنائنا الطلبة، ذلك لأن الحصول على أي معلومة باتَ أمراً سهلاً نتيجة توفر الإنترنت بين أيدي الأطفال والكبار على حدٍّ سواء”.

وأوضحت أنّ “أبناءنا الطلبة قد يتعرضون إلى كثيرٍ من المؤثرات السلبية، أو بعبارة أدقّ فإنهم يتعرضون في كل يوم إلى العديد من المؤثرات السلبية، فلم يعد الأمر مجرد إحنمال،  فقد بدأت نتائج هذا التعرض تطفو على السطح”.

وشددت عربيات على “أنّنا لسنا بحاجة إلى إضافة مواد ومباحث جديدة تكون عبئاً على أبنائنا الطلبة، لكن من الممكن أن تكون على شكل أنشطة وجلسات نقاشية تعمل على نشر وزيادة الوعي لديهم، لكني أقترح أن تكون جلسات نقاشية على شكل ” بودكاست ” يتمُّ بثُّها عبر مواقع التواصل الإجتماعي بإشراف فئة متخصصة، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وذلك كي نكسر الجمود، وتعمُّ الفائدة للجميع”.

ونوهت خلال حديثها بالقول: “قديماً قالوا: لا تصدِّق كل ما يُقال ، ولا نصف ما تُبصر، وأنا أقول: لا تُصدِّق كل ما يُشاع ، ولا نصف ما يُنشَر”.  

فكرة قابلة للتطبيق

وأكدت أنّ “التربية الإعلامية  فكرة قابلة للتطبيق لكن لا يكفي إعداد منهج وتعيين خريجي صحافة وإعلام للتدريس، إنّ هذا المشروع يحتاج إلى أشخاص تؤمن بالفكرة أولاً وتمتلك المهارة والقدرة على إيصال المعلومة، ناهيك عن أهمية امتلاكها لمهارات التواصل مع الآخرين، ذلك لأن هذه  الفكرة ذات تأثير سلوكي مجتمعي يعمل على تنمية الروح الوطنية بين أفراد المجتمع، والتي ينبغي أن تنعكس على الممارسات السلوكية”.

ولفتت إلى ضرورة “انتقاء واختيار الفئة التي سوف تشرف على تطبيق هذه الفكرة بعناية فائقة،إذ لسنا بحاجة إلى المزيد عن المناهج العقيمة التي لا تثمر”.  

 وقالت عربيات: برأيي المتواضع، ونتيجة لخبرةٍ كبيرةٍ في مجال التعليم، وأخرى ليست بالقليلة في مجال الإعلام الذي يخدم التعليم، فإنَّ خريجي تخصص الصحافة والإعلام لا يمكنهم تطبيق برنامج التربية الإعلامية، وإنَّ أي معلم مهما كان تخصصه لن يستطيع توضيح فكرة التربية الإعلامية بكفاءة، لأنها فكرة حيوية ومن الصعب تجريدها من هذا المعنى”.

واستدرك بالقول: لذلك لا بدّ من توخِّي الدِّقة في اختيار الأشخاص المشرفين والقائمين على تطبيق هذا البرنامج، فلسنا بحاجة إلى مزيدٍ من الموظفين الذين يجلسون خلف مكاتبهم، تحت مسمَّى وظيفي بعنوان التربية الإعلامية!

وختمت عربيات بالقول: “نحن على مشارف تطبيق خطط التحديث الإقتصادي والإجتماعي والسياسي برؤية ملكية، نحتاجُ إلى تعزيز فكرة التربية الإعلامية والعمل على تطبيقها بالتوازي مع تلك الخطط، وبالتالي سوف تكون رؤية متكاملة واضحة المعالم، ذلك لأنَّ بناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان، حمى اللهُ الأُردنّ”.

التربية الإعلامية حاجة ضرورية

وكان  وزير الدولة السابق لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول أكد أنّ المركز الوطني للمناهج يعمل على وضع إطار لتضمين مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في جميع الصفوف المدرسية بأشكال وأنماط متعددة، ومن المؤمل أن تتضمن المناهج الأردنية، وفي جميع الصفوف المدرسية، دروسا ومفاهيم في التربية الإعلامية اعتبارا من العام الدراسي 2023 – 2024.

وأكد الشبول على هامش مؤتمر اليونسكو المنعقد في عمان بعنوان “الصحافة تحت الرقابة الرقمية” منتصف العام 2022، على أن التربية الإعلامية والمعلوماتية للناشئة، والتفريق الواجب أكاديميا وتشريعيا بين وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على حصة وسائل الإعلام في سوق الإعلان، أصبح حاجة ضرورية لمحاربة الثالوث الخطر: الأخبار الكاذبة، وخطاب الكراهية، وانتهاك الخصوصية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: