خبيرة تربوية: هذه أخطر أنواع “الأمّية” التي يجب مواجهتها

خبيرة تربوية: هذه أخطر أنواع “الأمّية” التي يجب مواجهتها

عمّان – رائد صبيح

عبّرت الخبيرة التربوية بشرى عربيات عن اعتقادها بأن الوقت قد حان لنقرعَ جرسَ الإنذار بوجود أنواعٍ خطيرة من الأُميَّة لا تبني أجيالاً ولا أوطاناً، مشيرةً إلى ضرورة مواجهتها بعملية “محو أميّة” حقيقية وليس الاستمرار في السير “نحو الأمية”.

وقالت عربيات: لم أشأ الحديث في هذا الموضوع في اليوم العالمي لمحوِ الأُميَّة والذي صادف في الثامن من كانون الثاني، وذلك لعدة أسباب جعلتني أقف عند هذا اليوم، هل تمَّ محو الأُميَّة فعلاً؟ وما هو نوع الأُميَّة التي تمَّ محوها أو بالأحرى ما هي الأُميَّة التي يُرادُ محوها؟!

وتابعت بالقول: منذ كنَّا أطفالاً ونحن نسمع ونردد عبارة “محو الأميَّة” ونربطها مباشرة بالقدرة على القراءة والكتابة، لكني ومنذ سنوات أرى أننا نتجه ” نحوَ الأُميَّة “، ليس فقط بسبب تراجع مستوى التعليم في المدارس والجامعات، وليس فقط لأن المناهج الدراسية تغيرت تغيُّراً ملحوظاً، هذا التغيير ستكون له آثاراً لا نرجوها على الأجيال الحاليَّة والقادمة، بل على المجتمع بأكمله.

ولفتت إلى أن “التغيير الحاصل في مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية – على سبيل المثال – سوف ينتج عنها جيلاً لا يعرف القراءة والكتابة، لأن ارتباطه باللغة يضعفُ شيئاً فشيئا، وبالتالي سوف ينشأ بالضرورة أنواعاً من الأميَّة، منها الأُميَّة الوطنية، والأُميَّة الثقافية، ناهيك عن الأُميَّة الفكرية!”.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: وصلنا إلى جيلٍ لا يقرأ ولا يكتب لا يتقنون التعبير ولا يدركون أثر هذا المنعطف الخطير

وأشارت الخبيرة التربوية إلى أنّ “مما يزيد الأمرُ سوءاً، التشدق باللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية، واهتمام أولياء الأمور والمدارس باللغات الأجنبية أكثر يكثير من اللغة العربية، وكما أقول دائماً لستُ ضد تعليم لغات مختلفة لكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب اللغة الأمّ، لكنه كان وصار على حساب اللغة العربية، فترى وتسمع الأطفال في المحلات التجارية يتحدثون مع أمهاتهم باللغة الإنجليزية بصوتٍ مرتفع، وكأنهم يتباهون بذلك، إذ أنهم في محل تسوُّق وليس في قاعة إمتحان”.

وعبّرت عن أسفها من “أننا وصلنا إلى جيلٍ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأن هناك برامج جاهزة عبر أجهزة الحاسوب تكتبُ لهم، حتى إنهم لا يتقنون التعبير ولا يدركون أثر هذا المنعطف الخطير”.  

الأميّة العقائدية

وقالت عربيات إنّ الأُميَّة العقائدية هي النتيجة الحتمية لكل ما سبق، كيف لا، وقد تمَّ استبدال فعل الأمر في الكتب بفعل مضارع على لسان الطالب، (أَستخدم) ، (أُناقش) وغيرها من الأفعال، فكيف يمكن للطالب أن يقرأ آيات من القرآن ويفهم معناها مثل الآية الكريمة “وأقيموا الصلاةَ وآتوا الزكاة”.

وتابعت حديثها: أتفهَّم بالتأكيد أن نعمل على تنمية روح الديمقراطية بين أبنائنا الطلبة، لكن ليس بهذه الطريقة أبداً، إذ لم تتأثر تفسياتنا ونحن طلبة من أفعال الأمر، ونشأ جيلٌ بل أجيال كان لها دوراً بارزاً في بناء الوطن في كافة المؤسسات، لذلك علينا مراجعة ما يحدث من تغيير في المناهج بكافة أنواعها، ولا أستثني في هذا السِّياق مناهج المواد العلمية المكتظة بالمفاهيم والأسئلة دون وجود تدريب فعلي لتمكين المعلمين والمعلمات من مواكبة هذا التغيير.

أميّة فكرية وتربوية

وحذرت من أنّه “إذا لم يتم تدارك الأمر فسوف ينتج عن ذلك كل ما لا نرجوه من أنواع الأُميَّة!”.

كما أكدت الخبيرة التربوية أنّ “الأُميَّة الفكرية والأميَّة التربوية من أبرز ما يطفو على السَّطح في المجتمع وفي جميع فئات المجتمع، سواءً كانوا أولياء أمور أو معلمين، وهذه الأنواع تنخرٌ في المجتمع بشكلٍ واضح وملموس، إذ لم تكن المدرسة مكاناً لتعليم القراءة والكتابة فقط ، ولم يقتصر دورها على ذلك”.

وختمت حديثها بتوصيف المشهد اليوم، وذلك “أنّنا نشكو من فقدان المعلم المربي، والأب المربي، فقدنا المعلمة المربية والأم المربية، مشاهد يومية يندى لها الجبين لأطفال في الشوارع خارجين من مدرسةٍ، لا يعرفون إسمها، لا تتجاوز أعمارهم الأحد عشر عامًا، يتجولون – بدون كتب طبعاً – وأحدهم يخطط لهم ويجري مكالمات هاتفية عبر الهاتف الذي يحمله دون أدنى رقابة أو مسؤولية”، متسائلة في الوقات ذاته: “أليست هذه الأميَّة التربوية والتي سوف تقود بالتأكيد إلى الأُميَّة الفكرية؟”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: