خبير إستراتيجي لـ “البوصلة”: الدول الكبرى النووية أوصلت العالم لـ “حافة الهاوية”

خبير إستراتيجي لـ “البوصلة”: الدول الكبرى النووية أوصلت العالم لـ “حافة الهاوية”

معهد ستوكهولم  يدق ناقوس الخطر: مخاطر اندلاع حرب نووية أعلى من أي وقت مضى

عمّان – رائد صبيح

أكد الخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الدول النووية الكبرى أوصلت العالم اليوم إلى مرحلة “حافة الهاوية”، وجعلت العالم على “فوهة بركان نووي يمكن أن ينفجر في أي لحظة”، معبرًا عن أمله في أن تصل الدبلوماسية الدولية إلى حلولٍ وسط تجنّب العالم كارثة محققة.

وقال الحوارات: إن الحرب الروسية على أوكرانيا وضع العالم على تماس مع حقائق خطيرة أنّ دولة كبرى وعظمى تغزو دولة أقل منها شأنًا، وتهدد حلفًا كاملاً من دولٍ نووية وعلى رأسها أمريكا.

وأوضح أن “شرارة الانطلاق لأي توتر بين هذين القطبين قد يؤدي في اي لحظة لتفاقهم الأزمة، لذلك يحاول الجميع أن لا تنزلق الأمور  باتجاه مواجهة عسكرية بين هذه الأقطاب لأنه سيؤدي لكارثة عل مستوى العالم”.

“أضف إلى ذلك هناك شيء مهم، أوجدته هذه الحرب، أنّ الدول الصغيرة لم تعد تأمن على نفسها من اضطهاد الدول الكبيرة وغزوها، على حد تعبيره.

د. منذر الحوارات: الدول الصغيرة والمتوسطة أصبحت تخاف على نفسها من الدول الكبرى وتسعى لامتلاك الردع النووي بأي طريقة

وتابع بالقول: “بالتالي اكتشفت الدول الضعيفة أنّ الردع النووي هو وسيلتها فقط لحماية نفسها من الدول الكبرى والعظمى، الأمر الذي سيطلق سباقًا للتسلح النووي بين الدول المتوسطة والصغيرة، التي تريد أن تصبح في لحظة ما مآلاً للغزو أو تنتهك حدودها وسيادتها كما حصل في أوكرانيا”.

واستدرك الحوارات: “لا يقف الأمر عند هذا الحد، ذلك أنّ الدول الكبرى ومنها الصين اكتشفت أنها متأخرة عن السباق النووي العالمي، وبالتالي بحاجة لضمان ردع كبير من قبلها حتى تستطيع مجاراة أمريكا والأحلاف الأخرى، ولذلك لاحظنا أنّ الصين خلال الفترة الأخيرة تحدثت عن إطلاق إنشاء مجموعة من “الهناجر النووية” تزيد عن المائة المضافة”.

ونوه إلى أن “هذا يعني أننا دخلنا على صعيد الدول الكبرى في صراع توسع في الترسانات النووية وهذا الأمر سيؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها”.

مرحلة انتقالية خطيرة من الصراع

وقال الحوارات: إن كل ما سبق أدى لبروز نوع جديد من الصراع كمرحلة انتقالية حقيقة، بسبب غياب القطب الواحد ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وتهشيم روسيا للنظام الدولي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية والذي اعتبر أن سيادة الدول وحدودها أمرٌ لا يمكن التلاعب فيه.

وأضاف، “هذا كله يخلط حالة من الفوضى الناتجة عن فراغ القوة، أو عن عدم وجود قطب  عالمي، وهذه المرحلة الانتقالية قد تحمل في طياتها صراعًا كبيرًا، لأنّ جميع القوى على تماس مع بعضها البعض، والكلّ يريد أن يثبت نفسه، والكل يريد أن يثبت نفسه على قاعدة جيوسياسية تضمن له الهيمنة والسيطرة في المستقبل”.

“لاحظنا كيف أنّ الصين تذهب إلى غرب الهادي وتوقع اتفاقيات هناك، فالعالم كله يتغير اليوم باتجاه مرحلة انتقالية شديدة الخطورة، قد تحمل في طياتها مواجهة نووية، لكن هل هذه المواجهة ستحصل”، بحسب تساؤل الحوارات.

وخلص الخبير الإستراتيجي إلى أنه “ما من أحد له مصلحة في أن تحصل هكذا مواجهة، وإن حصلت ستكون نتائجها كارثية، لن يستفيد منها لا مؤججها أو مطلقها ولا الطرف الخصم”.

وختم الحوارات تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: “الجميع يلعب على حافة الهاوية، هل سيسقطوا في الهاوية، لا أحد يتمنّى ذلك، ويبدوا أنّ الدبلوماسية في كثيرٍ من اللحظات تستطيع إيجاد حلول وسط تجنّب العالم المآل إلى حرب كونية نووية تنهي الحضارة الإنسانية وتخفي مفهوم الإنسان المتمدن، لأنّه لا رجعة بعدها حقيقة ولا أحد يتمنّى ذلك”.

مخاطر اندلاع حرب نووية أعلى من أي وقت مضى

وأعلن دان سميث مدير “معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام” أن مخاطر اندلاع حرب نووية هي في أعلى نسبة لها أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.

وقال سميث: “على الرغم من تحقيق بعض المكاسب المهمة في كل من الحد من الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي في العام الماضي، إلا أن خطر استخدام الأسلحة النووية يبدو الآن أعلى من أي وقت مضى منذ ذروة الحرب الباردة”.

وقال المعهد في كتابه السنوي للعام 2022 إنه “جميع أعضاء مجموعة الدول الخمس الكبرى P5 تعمل على توسيع أو تحديث ترسانتها النووية ويبدو أنها تزيد من بروز الأسلحة النووية في استراتيجياتها العسكرية”.

ولفت إلى أن “روسيا أطلقت تهديدات علنية حول احتمال استخدام الأسلحة النووية في سياق الحرب في أوكرانيا”.

ولفت إلى أن “محادثات الاستقرار الاستراتيجي الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة توقفت بسبب الحرب، ولا تتابع أي دولة أخرى مسلحة نوويا مفاوضات الحد من التسلح”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: