خبير إستراتيجي لـ “البوصلة”: لا أستبعد تواطؤ أطراف إقليمية بقرار بريطانيا ضد حماس

خبير إستراتيجي لـ “البوصلة”: لا أستبعد تواطؤ أطراف إقليمية بقرار بريطانيا ضد حماس

عمّان – خاص – البوصلة

أكد الخبير الإستراتيجي وأستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنّه لا يستبعد تواطؤ أطراف إقليمية في القرار البريطاني الأخير الذي يسعى لاستصدار قانون لتصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، منوهًا إلى أنّ هذه الأطراف لديها مشكلة مع الحركات الإسلامية وصنفتها من قبل على أنها “إرهابية”.

وقال الدكتور حسن المومني: إن بريطانيا عليها مسؤولية تاريخية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ابتداءً من “إعلان بلفور”، ومرورًا بمواقفها الداعمة للاحتلال وعدوانه منذ البدايات.

وأشار إلى أن التطور الحاصل في مسألة اعتبار حماس منظمة إرهابية لم يكن ليحصل في السياق الغربي الأوروبي عندما كانت بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي ولما ذهب بهذا الاتجاه، منوها إلى أن المواقف الأوروبية كانت على النقيض من ذلك وتتعامل مع هذه القضية ببراغماتية.

ونوه المومني إلى أن الحكومة البريطانية الحالية اليمينية، تسعى لاستثمار بعض الأحداث التي جرت مؤخرًا ومن ضمنها العملية في ليفربول التي صنّفت على أنها إرهابية، وكذلك طرد سفيرة  الاحتلال من محاضرة بإحدى الجامعات البريطانية، للزج باسم حركة حماس في قصة الإرهاب.

د. حسن المومني: السياق الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني في بريطانيا مؤيدة للقضية الفلسطينية وتشعر أن “إسرائيل” عبء قيمي أخلاقي

واستدرك بالقول: لكن الموقف البريطاني في السياق الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني نجد وبقدرٍ كبيرٍ جدًا الكثير من التعاطف والتأييد للقضية الفلسطينية، حتى أنهم أصبحوا يشعرون بأنّ إسرائيل أصبحت عبء قيمي أخلاقي على بريطانيا.

وأوضح أن “السياق الرسمي إلى حدٍ ما جاء مفاجئا رغم أنّه كان يتم الحديث منذ فترة لتصنيف حماس والفصائل الفلسطينية على أنها منظمات إرهابية”.

ولم يستبعد أستاذ الصراعات الدولية في حديثه لـ “البوصلة” وجود  توافقات بريطانية مع بعض الأطراف الإقليمية والدولية لتصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “المسألة لا تتعلق بريطانيا وحدة، فهناك بعض القوى العالمية والإقليمية وضمن الصراع الحاصل في المنطقة، تسعى للحصول على موقف دولي ضد الحركات الإسلامية ومنها حماس”.

ترقب المواقف الدولية

وأشاد المومني بموقف الأمم المتحدة وإعلانها استمرار التعامل مع حركة حماس في قطاع غزة، مشددًا في الوقت ذاته على أن  الجمعية العامة وهي بغالبيتها مؤيدة للحق الشرعي للفلسطينيين، وحتى في مجلس الأمن هناك قوى داعمة للقضية الفلسطينية ولا تدعم التوجه بإعلان حركة حماس إرهابية.

وحذر في الوقت ذاته من أن خطورة القرار البريطاني تكمن في أن تقوم أطراف أخرى باتباع ما اتخذته بريطانيا، بمعنى أن يكون هناك ما يسمّى بـ “تأثير الدومينو”، فتبدأ دول أوروبية باتخاذ الخطوات ذاتها، وهي في النهاية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، خاصة اليمين المتطرف.

وختم المومني حديثه بالقول: “إذا تساءلنا ما الذي دفع بريطانيا لاتخاذ هذه الخطوة، سنجد أنفسنا أمام إجابتين؛ إما أن تكون في سياق ضغوطات مورست على الحكومة البريطانية الحالية، أو تأتي في سياق تفاهمات ما بين دولة الاحتلال والحكومة البريطانية وبعض الأطراف الإقليمية التي لها مشكلة مع حماس”.

من جانبها أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، استمرار تعاملها مع حركة المقاومة “حماس” في قطاع غزة، وذلك تعليقا على شروع بريطانيا في استصدار قانون يصنف الحركة “منظمة إرهابية”.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي: “مستمرون في التعامل مع السلطات القائمة في غزة (تديره حماس)، كلما قضت الضرورة ذلك، ونحن نترك الأمر للدول الأعضاء أن تتخذ قرارها في هذا الشأن”.

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، أعلنت أنها شرعت في استصدار قانون من البرلمان يصنف “حماس” منظمة “إرهابية” ويحظرها في المملكة المتحدة.

وقالت باتيل في تغريدة: “لقد اتخذت اليوم إجراءات لحظر حماس بالكامل، هذه الحكومة ملتزمة بالتصدي للتطرف والإرهاب أينما كان”.​​​​​​​

ولقي القرار البريطاني استنكارا من الفصائل الفلسطينية، حيث وصفته حركة “الجهاد الإسلامي” بأنه “عدائي ظالم”، فيما اعتبرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “استهدافا للمقاومة”.

حماس تدين

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجمعة، قرار وزارة الداخلية البريطانية اتخاذ إجراءات لحظر الحركة واعتبارها “منظمة إرهابية”.

وقالت “حماس”، في بيان لها بحسب “الأناضول”، إنها “تدين القرار البريطاني وتدعو الشعب الفلسطيني والمناصرين لقضيته في المملكة المتحدة وأوروبا إلى إدانته”.

وأضافت: “بريطانيا تناصر المعتدين على حساب الضحايا، بدلاً من الاعتذار وتصحيح خطيئتها التاريخية في وعد بلفور المشؤوم، والانتداب الذي سلّم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية”.

وطالبت المجتمع الدولي، وفي مقدمته بريطانيا، بـ”التوقف عن هذه الازدواجية والانتهاك الصارخ للقانون الدولي، الذين يدعون حمايته والالتزام به”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: