البوصلة – محمد سعد
يشهد الأردن كتلة هوائية شديدة الحرارة تبلغ درجات الحرارة قِيماً غير مسبوقة في بعض مناطق الممكلة بما فيها العاصمة عمان، وسط تحذيرات ودعوات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، حتى اعلنت جامعات مختلفة تحويل محاضراتها الوجاهية الأحد إلى التدريس عن بُعد .
قال الخبير الإقتصادي منير دية، أصبحت النشرة الجوية سلعة ذات مردود مادي مرتفع ولم تعد هذه النشرة لوصف الحالة الجوية بدقة دون تهويل او تضخيم او مبالغة.
وأضاف، “اصبحنا نشاهد قبل كل مرتفع او منخفض استنفاراً من كافة الجهات وتحذيرات مبالغ فيها تسفر عن شلل شبه تام في الحياة وتتعطل الاعمال و تتوقف عجلة الاقتصاد و ينتظر الجميع ماذا سيحدث في قادم الأيام” .
ومع سيطرة القبة الحرارية على الأردن و اندفاع الكتلة الهوائية شديدة الحرارة من صحراء شبه الجزيرة العربية، سيؤدي ذلك إلى بلوغ درجات الحرارة إلى قيم مرتفعة للغاية، ما سيؤدي ذلك إلى الدفع بالهواء الساخن ليكون قريباً من سطح الأرض فتتسبب بمنع ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي فتبقى حبيسة الطبقات السفلية ضمن إطار هذه القبة الحرارية، فتتزايد فترات سطوع أشعة الشمس و ترتفع الحرارة و الرطوبة بشكل مُتزايد، وفق طقس العرب.
ودعت وزارة العمل السبت، أصحاب العمل، إلى عدم تشغيل العاملين في أي من الأعمال في مواقع العمل المكشوفة والمعرضة لأشعة الشمس وبشكل مباشر خلال فترة الذروة، وذلك نظرا للظروف الجوية في هذه الأيام.
وأوضح دية ان كلفة النشرة الجوية على اقتصادنا الوطني أصبحت باهظة وتعطيل الحياة لايام عديدة سينتج عنها كلفاً مادية سندفع ثمنها جميعاً.
ودعا “لنكن واقعيين في تعاملنا مع متغيرات المناخ ولتكن تحضيراتنا مبنية على خطة علمية واضحة تحمي الأرواح والممتلكات دون تهويل او مبالغة فاقتصادنا الوطني لا يحتمل المزيد من الأعباء فالمديونية ثقيلة والفقر والبطالة في ارتفاع مستمر”.
وأشار الخبير الإقتصادي، إلى إعلان العديد من الموسسات الحكومية من بلديات وامانة عمان ووزارة الاشغال في فصل الشتاء عن رفع حالة التاهب والطوارئ والاستعداد لمواجهة منخفض جوي قادم محملاً بالامطار ولايام عديدة والجميع مشغول بهذا المنخفض وعندما يصل المنخفض تغرق الشوارع والانفاق وتغلق الطرق ولا نعلم أين ذهبت تلك الاستعدادات وأين جاهزية تلك الموسسات .
وأضاف في فصل الصيف كلما قاربت درجات الحرارة على الارتفاع لتصل لنهاية الثلاثينات تبدأ التحذيرات من جديد وكأن بعض الوزارات لا تعمل الا في حالة الطوارئ ولا نسمع صوتاً لمسؤولين تلك الوزارة الا اذا اقترب مرتفع او منخفض جوي وما عدا ذلك لا انجاز يذكر .
وأعلن ديوان الخدمة المدنية، السبت، تأجيل الامتحانات التنافسية للمرشحين لوظيفة معلم، بسبب الحالة الجوية.
وقال دية، أن معظم دول العالم اليوم تمر بظروف مناخية صعبة ومتغيرة ولكن مظاهر الحياة مستمرة دون تغيير وتبقى عجلة الاقتصاد تعمل دون توقف لان الحكومات في تلك الدول تدرك تماماً كيف تتعامل مع متغيرات الطقس ولديها استعدادات حقيقية مسبقة في البنية التحتية للحياة وتدرك تلك الحكومات ايضاً كلفة تعطل أجهزة الدولة المختلفة وكذلك القطاع الخاص وانعكاس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي فتعطيل الحياة ليس السبيل لمواجهة تغيرات الحالة الجوية .
وبين أنه لو بقيت النشرة الجوية تصدر عن دائرة الأرصاد الجوية والتي كان من الأولى دعمها بأجهزة حديثة ومتطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في رصد الحالة الجوية لبقيت نشراتها الجوية حتى الان هي مصدر ثقة للمواطن وذات مصداقية عالية دون ان تصبح النشرة الجوية سلعة ندفع ثمنها جميعاً دون ان نشعر .
وزارة الصحة تقدم إرشادات للوقاية من ضربة الشمس
قدمت وزارة الصحة مجموعة من الإرشادات للمواطنين للوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري وضربة الشمس نتيجة لموجة الحر التي تتأثر بها البلاد هذه الأيام.
ونشرت الوزارة على صفحاتها الإلكترونية، أعراض ضربة الشمس والإجراءات التي ينصح باتباعها في حال التعرض لضربة الشمس.
وذكّرت بالاحتياطات الواجب اتخاذها في مثل هذه الأجواء كتجنب أشعة الشمس المباشرة وعدم خروج الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس من المنزل كالأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة خاصة أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى كبار السن والأطفال بسبب ضعف قدرتهم على التأقلم مع درجات الحرارة العالية.
وأكدت ضرورة عدم سماح الأهل لأطفالهم باللعب خارج المنزل وعدم تركهم داخل المركبة في هذه الأجواء الحارة وتجنب ممارسة النشاطات البدنية التي تحتاج لبذل مجهود كبير.
ونصحت بارتداء ملابس قطنية خفيفة والإكثار من شرب الماء على فترات متقاربة حفاظا على ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف الذي قد يحدث نتيجة للأجواء الحارة.
