خبير اقتصادي لـ “البوصلة”: نأمل أن تشهد الأسواق حركة نشطة قبيل عيد الأضحى

خبير اقتصادي لـ “البوصلة”: نأمل أن تشهد الأسواق حركة نشطة قبيل عيد الأضحى

عمّان – رائد صبيح

في الوقت الذي ما زالت تشهد فيه السوق الأردنية ركودًا واضحًا في مختلف القطاعات، يأمل مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة تحسنًا في الحركة التجارية والإقبال على الأسواق لا سيما مع حلول ذورة فصل الصيف وعودة المغتربين وانتهاء موسم المدارس.

وعبّر الخبير الاقتصادي منير ديّة عن أمله في أن تشهد الأسواق وخاصة سوق الملابس حركة تجارية نشطة قبيل عيد الأضحى المبارك، رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة والأعباء المالية الكبيرة التي يواجهها المواطن الأردني، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ عودة المغتربين وعطلة المدارس والجامعات وصرف الرواتب لشهر حزيران قبل العيد عوامل من شأنها أن تسهم إلى حدٍ ما بتحريك الأسواق.

وقال ديّة في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّه من الواضح تمامّا أنّه ومنذ بدء العام 2023 والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن نتيجة غلاء المعيشة وازدياد الأعباء من حيث القروض وزيادة الفائدة في البنوك، وارتفاع أسعار المواد الأساسية والوقود والمحروقات والطاقة وغيرها.

وأضاف أنّ كل هذه الأعباء تراكمت على المواطن في وقت تآكلت فيه الدخول وتراجعت قوته الشرائية، ولذلك أعاد المواطن ترتيب أولوياته منذ بداية العام الحالي، وبدأ يهتمّ بالأساسيات إذا كان يستطيع فعليًا بما تبقى من راتبه أن يسدها، فيما يتعلق المسكن والمأكل والمشرب والعلاج والصحة والتعليم وغيرها، مستدركًا بالقول: إنه إذا فاض شيء بعد سداد الأساسيات يذهب المواطن إلى الكماليات كالملابس والمفروشات والأدوات الكهربائية والمنزلية وغيرها من القطاعات الآخرى.

منير ديّة: الحركة التجارية بين العيدين ضعيفة جدًا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين ونأمل أن تتحسن خلال الأيام المقبلة

وتابع، أنّ هذه القطاعات تأثرت وتراجع عملها وأداؤها وحركة الأسواق فيها منذ بداية العام لأنّ المواطن في ظل تراكم الالتزامات عليه خاصة بعد ارتفاع أسعار الفائدة على القروض، وأكلت من دخله كثيرًا، ما دفع المواطنين ليكونوا أكثر حذرًا في حركة الشراء والتسوق.

الركود منذ بداية العام

وقال ديّة: لم نشاهد حركة حقيقية في الأسواق منذ بداية العام الحالي في هذه القطاعات الاقتصادية، إلا في نهاية أيام شهر رمضان المبارك، كان هناك حركة وغير ذلك هناك حالة من الركود والتراجع نتيجة الأسباب التي ذكرناها.

وأمّا بالنسبة لعيد الأضحى، فقال: إلى الآن لا يوجد ملامح لحركة أو طلب أو زيادة طلب أو زيادة حركة في الأسواق، القروض لم تؤجل الفترة الماضية، وراتب شهر 5 قبضه المواطن وكان بانتظاره الكثير من الأعباء والالتزامات، وبالتالي كانت الحركة بين العيدين ضعيفة جدًا.

وأوضح بالقول: أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى، وإلى الآن ليس هناك أي إجراءات حقيقية من تأجيل للأقساط، والتي أكدنا دائما أنه في موسمي الأعياد يحتاج المواطن للتأجيل، ونحن نتحدث عن سيولة 180 مليون دينار سيتم ضخها في الأسواق على شكل سيولة نقدية، ويتم تحريك الكثير من القطاعات مثل الألبسة والهدايا والحلويات والمفروشات، وتعمل على تحفيز السوق زيادة حركة الأسواق وزيادة القوة الشرائية لدى المواطن.

واستدرك ديّة بالقول: لكن من الواضح تمامًا أنّ البنوك أخذت قرارها قبل أيام بأنه لن يكون هناك تأجيل للأقساط، وبالتالي المواطن اليوم سيذهب للعيد بالإجراءات ذاتها التي ذهب بها لعيد الفطر، من التزاماتٍ كثيرة، وخاصة أنّ عيد الأضحى هناك أضحية وشعائر دينية يجب المواطن القيام بها، وهي تأخذ من دخله ومن السيولة بالإضافة لمستلزمات العيد من ملابس وعيديات وحلويات وغيرها.

الفترة المقبلة صعبة

وقال ديّة: إنّ المواطن اليوم يقبل على فترة ستكون صعبة ومحملة بالالتزامات والأعباء وهو غير قادر على مواجهة هذه الالتزامات بهذا الدخل والراتب الضعيف أو ما يتبقى منه بعد اقتطاعات البنوك والالتزامات المطلوبة منه.

ونوه بالقول: حقيقة نأمل أنه مع بداية عطلة المدارس أن تزيد حركة المواطنين على الأسواق، ونأمل مع عودة المغتربين الذين بدأوا خلال أيام قليلة بالتوافد إلى المملكة، وهم بأعداد بمئات الآ لاف وإن جاءوا ليقضوا إجازة العيد في عمّان فإنّ العديد من القطاعات ستشهد حركة نشطة، من مطاعم وفنادق وسيارات سياحية، وغيرها من القطاع الخدمي التي ستحرك القطاعات الأخرى.

وتابع حديثه: “نأمل أنه مع عودة المغتربين وصرف راتب شهر حزيران في موعده قبل العيد بأيام، مع عطلة المدارس، والجامعات، وبالتالي كل هذا مع دخول ذروة موسم الصيف، ونأمل بعد العيد أن يكون هناك المناسبات الاجتماعية العديدة من أعراس وتخريج جامعات، وجاهات، وغيرها من المناسبات التي يتم تأجيل حتى عودة المغتربين وبعد العيد”.

وختم ديّة تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: نأمل مع كل هذه الأسباب أن يشهد السوق حركة وانتعاشة غير الفترة المقبلة، وأن تعمل هذه الأسباب على دفع السوق، ونأمل من أنّ أعداد السياح القادمين من خارج الأردن أن تعمل على زيادة الحركة وزيادة القوة الشرائية وزيادة الإقبال والطلب على السلع ومن ضمنها قطاع الملابس.

حركة الأسواق بطيئة

وكان نقيب تجار الألبسة والأحذية سلطان علان، الاثنين، أكد أن حركة الأسواق بطيئة “جدا” مع قرب عيد الأضحى، متأملا أن تتحسن الحركة الشرائية في الأيام المقبلة.

وأضاف في رده على استفسارات “المملكة” بخصوص الحركة التسويقية مع قرب عيد الأضحى أن الحركة حاليا بطيئة جدا، مرجعا السبب لضعف القوة الشرائية.

ولفت إلى أن أغلب البضائع الخاصة بالعيد أصبحت موجودة في السوق ولا مشاكل تذكر بملف التخليص الجمركي ولكن المشكلة حاليا هي الفوضى بسوق الألبسة حيث لا قرارات بخصوص الطرود البريدية وتنظيم الأسواق العشوائية في الواحدات والحسين والزرقاء والعقبة وغيرهم.

ويرى علان أن الأعباء الضريبية على القطاع مرتفعة.

وقال علان إن عيد الأضحى يأتي مع فصل الصيف وبداية موسم الأعراس وعطل المدارس، مشيرا إلى أن أسعار الألبسة والأضحية ستكون ضمن المستويات الاعتيادية تقريبا.

ويشغل قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة أكبر القطاعات التجارية في البلاد قرابة 11 ألف منشأة بعموم المملكة، و63 ألفا من الأيدي العاملة بطريقة مباشرة غالبيتها أردنية، فيما هناك 180 علامة تجارية من الألبسة والأحذية تعمل وتستثمر بالسوق المحلية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: